تستعد عائلة التميمي في قرية النبي صالح بالضفة الغربية لاستقبال ابنها نزار الذي كان محكوما بالسجن مدة الحياة لدى اسرائيل وهو من حركة فتح فيما اوفدت قسما اخر منها الى الاردن لاستقبال خطيبته احلام التميمي التي كانت محكومة بالسجن 16 مؤبدا وتنتمي الى حماس. ونزار (38 عاما) واحلام (31 عاما) هما ضمن قائمة المعتقلين الفلسطينيين الذين ستطلق اسرائيل سراحهم مقابل الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليط فيما يبدو فإن الأسيرة القسامية أحلام التميمي والتي سيفرج عنها في إطار صفقة التبادل يوم غد الثلاثاء، ستبقى تعاني مشكلة إنسانية تتعلق بلقائها زوجها نزار التميمي المفرج عنه أيضَا، وكانا قد ارتبطا في أول زواج من نوعه في تاريخ الحركة الأسيرة. والمثير في صفقة التبادل أنها شملت أحلام المحكومة بالسجن المؤبد ستة عشرة مرة وزوجها نزار المحكوم بالسجن المؤبد والمعتقل منذ عام 1993، ولكن أحلام الأردنية الجنسية تقرر إبعادها إلى الأردن حيث يسكن أهلها، فيما زوجها نزار تقرر حسب الصفقة الإفراج عنه إلى قريته النبي صالح قضاء رام الله ويشار في قصة أحلام ونزار، أن أحلام تنتمي لحركة حماس، فيما نزار ينتمي لحركة فتح، وقد ارتبطا داخل السجن قبل ثلاث سنوات رغم أنهما يعلمان أنهما محكومان بالسجن المؤبد، ولكنها إرادة الحياة لدى الفلسطينيين. كما أن قصتهما تعد درساً رائعًا في الوحدة الوطنية، فارتباطهما تمَّ بعد الانقسام بين غزة والضفة وفي ذروة الصراع بين حركتي فتح وحماس في 11-3-2007 ، وهو مثال رمزي على أن قضية الأسرى ستبقى قضية توحيد للفلسطينيين مهما اختلفوا. ويقول الشاب أسعد التميمي من قرية النبي صالح إن مراسيم الخطبة تمت في طقوس غريبة حينها، حيث توجه والدا العروسين بالتوكيلات إلى محكمة رام الله الشرعية لعقد قران ولديهما، وهو ما أثار استهجان القاضي الشرعي الذي قال إن هذه أول حالة تمر عليه من هذا النوع. ويضيف "بعد ذلك أقيمت الأفراح والتهاني والأهازيج من قبل نسوة قرية النبي صالح في منزلي العروسين، والكل يتمنى أن يكتب لهذه القصة النجاح والنهاية السعيدة، وهي على وشك أن تكون حقيقة بإذن الله".