ما أن يتردد نبأ عاجل أو خبر عن قرب انفراج قضيه الجندي الصهيوني الأسير "جلعاد شاليت" مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين حتى تتسارع خفقات قلوب ذوي أولئك الأسرى أملة أن يكون موعد لقاء من يفتقدونه قد اقترب. وإزاء تلك الأنباء لا يملك هؤلاء الأهالي، الذين طال انتظارهم لأبنائهم القابعين داخل سجون الاحتلال، سوى انتظار ومتابعة آخر التطورات عبر المذياع أو شاشات التلفاز. وفي أحاديث لموقع "إسلام أون لاين " أعرب بعض أهالي الأسرى عن فرحتهم وسعادتهم البالغة لما تتناقله وسائل الإعلام عن الجهود الحثيثة لإبرام صفقه لتبادل الأسرى مع الكيان الصهيوني. وذكرت تقارير أن الكيان الصهيوني قد يطلق مئات الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن شاليت الأسير بقطاع غزه منذ يوم 25 يونيو الماضي، فيما أكد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية المعلومات حول وجود وساطة مصرية للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى. كما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية مؤخرا أن مفاوضات سرية تجرى حاليا حول عملية التبادل. وعن ردود الفعل تجاه تلك الأنباء تقول أم الأسير عبد الحليم عبد الله، المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة، بصوت فرح رغم جسدها المثقل بالأمراض وسنين الانتظار: "أنا واثقة بأن المقاومة الفلسطينية ستنجح في إدراج كافه الأسرى أصحاب الأحكام العالية والمؤبدات في صفقة التبادل، وبإذن الله سأعانق ولدي وأفرح برؤيته". وتؤكد ابنة الأسير جلال صقر أنها ستتألم كثيرا، وستعتبر الصفقة فاشلة إن لم يتم الإفراج عن والدها. وتضيف "أفنان" قائلة: "جئت إلى هذه الدنيا ولم أر أبي، حان الوقت لأراه وأعانقه". زوجة الأسير أسامة أبو عصر، المحكوم عليه بالسجن 25 عاماً، تحدثت بصوت الأمل قائلة: "أتمنى أن يخرج زوجي ويودع قضبان الأسر، لقد عادت إلينا الروح والحياة عندما علمنا بنبأ الجهود الحثيثة لإبرام صفقه التبادل، وندعو الله أن تتكلل بالنجاح". وتعترف زوجة الأسير بأنها تشعر بالضيق عندما يتم الحديث عن أن الصفقة ستشمل فقط النساء والأطفال والأحكام العالية. وتقول: "على المقاومة أن ترفع من سقف مطالبها، دعونا نتحدث عن الأسرى ككل لا نفرق بين حكم بسنة أو بمؤبد، فالكل يعاني هناك ويموت في اليوم ألف مرة". من جهتها تدعو والدة الأسير إياد العرعير، المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة، بأن تتكلل صفقه التبادل بالنجاح، وبخروج أكبر عدد من الأسرى قائلة: "كل ليلة أحلم أنني أعانق ابني وها أنا أنتظر". ورغم أملها في إدراج زوجها الأسير على لائحة صفقه التبادل فإن زوجة الأسير روحي مشتهى المحكوم عليه بأكثر من مؤبد تقول: "لو خيروني بين زوجي وبين الأسيرات فسأقول الأسيرات، فعلى المقاومة ألا تبقي أي أسيرة في أي سجن، الأسير بإمكانه الاحتمال والصبر أما الأسيرات فلا". أما أم الأسير غازي النمس فتقول: "حتى لو خرج البعض وبقي الآخر يكفي أن تنجح المقاومة في إبرام هذه الصفقة، ولو كانت محدودة فلقد أهدتنا المقاومة الأمل وأثبتت أنها هنا ومعنا، وبإذن الله سنأسر في المستقبل القريب المزيد من الجنود إلى أن يودع كل أسرانا سجون الموت الصهيونية". موفق حميد، مدير العلاقات العامة بجمعية الأسرى والمحررين "حسام"، أكد أن الحديث عن قرب التوصل لصفقة تبادل للأسرى أحيا الأمل في نفوس الأسرى وذويهم. وشدد حميد على أن أهالي الأسرى باتوا موقنين بأنه لا حل لقضية أبنائهم سوى بأسر الجنود الصهاينة ومبادلتهم، غير أنه طالبهم بوضع المنطق والعقلانية أمام آمالهم. ومضى يقول: "ليس من المعقول أن يفرج الكيان الصهيوني عن أكثر من 10 آلاف أسير فلسطيني مقابل جندي واحد لها، ولكن دعونا نأمل أن تتمكن المقاومة من إبرام صفقة ناجحة ومرضية". وحسب رأيه فإن شروط نجاح الصفقة تكمن في قدرة الإفراج عن الأسرى القدامى وأصحاب الأحكام العالية، حيث إن "الأولية للأسرى القدامى، كما يجب أن تشمل الصفقة كافة الأسيرات والأشبال والمرضى". وتمنى حميد أن تتحقق آمال أهالي الأسرى، داعيا المنظمات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان إلى التدخل لإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين، الذين يتجاوز عددهم 10 ألاف، بينهم أكثر من 100 أسيرة، وما يزيد عن 300 فلسطيني أقل من 18 عاما. المحلل والكاتب السياسي الفلسطيني، مؤمن بسيسو، لفت إلى أن الأسرى وأهليهم يتفقون على أن الصفقة القادمة ستكون محدودة، لكنه شدد على أهمية أن تخرج الصفقة بشكل ناجح. وأضاف: "حتى تكون الصفقة ناجحة يجب أن تحمل في طياتها الإفراج عن عدد معين من أصحاب الأحكام العالية وأن تشمل كافة الأسيرات، ثم الأسرى الأشبال والمرضى، وإذا تم ذلك فإن الصفقة من الناحية التحليلية والواقعية ستكون ناجحة". وأكد بسيسو أن أهم نجاح لهذه الصفقة، في حال إتمامها، هو أنها ستعطي دفعة قوية من الأمل لمن لن يطلق سراحهم من الأسرى ولذويهم بأن أسر المقاومة لمزيد من الجنود الصهاينة كفيل بإنهاء معاناتهم. وتوقع المحلل الفلسطيني أن تخرج الصفقة للنور قريبا، مؤكدا أنه لا حل أمام الحكومة الصهيونية سوى الإذعان لشروط المقاومة.