منسق عام الحملة:- "هدفنا حماية المدن الأثرية ، ولاننتمى لأى فصيل سياسى" إذا إتجهت فى جولات سريعة داخل محافظة القاهرة ستجدها تحفل بكثير من المناطق الأثرية والمعمارية الإسلامية والتى يجهلها البعض حتى الآن ، و تكمن أهمية هذه المناطق فى إنها تعتبر المصدر الأهم التى يروى لنا أهمية تاريخ مصر القديم ."القاهرة القديمة .. القاهرة التي حكى عنها التاريخ .. القاهرة التي لا يعرفها الكثير .. القاهرة مدينة الألف مأذنة .. القاهرة العامرة".. بهذه العبارات إنطلقت فكرة" حراس الحضارة" والتى بدأت حملاتها وفعاليتها المختلفة للمحافظة على المدن والمناطق الأثرية بالقاهرة. أجرت شبكة الاعلام العربية – "محيط" حواراً مع "محمد فتحى"، منسق عام حراس الحضارة للتعرف بشكل مفصل على أهداف وأنشطة هذا الفريق . وإلى نص الحوار:- فى البداية ،متى بدأت حملة حراس الحضارة ومن إين جاءت الفكرة ؟ بدأت الفكرة فى شهر إبريل 2013 عندما كنت أعمل أنا وهندإبراهيم – المتحدث بإسم الحملة- فى مجال الإرشاد السياحى ثم عملنا كمفتشين أثار ، فوجدنا من خلال عملنا بوزارة الأثار أن الوزارة بمفردها غير قادرة على حماية الأثار ، وقررنا إنه لابد أن نشرك المجتمع بأكمله فى الحفاظ على أثارنا وتراثنا المصرى. وماهى خطة الحملة فى الحفاظ على المدن والمناطق التراثية كما تحدثت؟ نقوم بحملات تنظيف لبعض المناطق المهملة ، كما نقوم بمناقشة أفكار تفيد أثارنا وتحميها وتحفز الشباب والمجتمع على عشق أثارنا الإسلامية ومعرفتها وزيارتها والتعرف عليها. إذاً إنكم تمارسون العمل التوعوى أيضاً وليس التنموى فقط؟ بالفعل، فأننا فى كل فعالية للحملة نقوم بتقسم فريق العمل إلى فريقين ، الأول يهتم بأعمال التنظيف والثانى يتولى توعية الناس بقيمة المكان من الناحية الأثرية ، فعلى سبيل المثال عندما قمنا بحملة لتنظيف مدرسة الأمير مثقال بدرب قرمز بشارع المعزلدين الله الفاطمى ،فهذا هو المكان الذى نشأ فيه نجيب محفوظ، فقمنا بعمل معرض صور وبدأنا نُحدث الناس هناك عن كتب نجيب ممحفوظ وأهمية المكان الذى نشأ فيه. ومما يتكون فريق "حراس الحضارة"؟ بدأنا كمفتشين أثار ثم إنضم لنا شباب من كلية الأثار ، ومهندسين ، ومرممين أثار ، ودكاترة ، ومجموعة من الشباب المتطوعين من الأثريين العاملين بالوزارة. ماهى أهم الحملات التى قمتوا بها فى الفترة الماضية ؟ قمنا بعمل خمس حملات حتى الأن ، وكانت أول حملة عبارة عن ندوة بين مفتشي الأثار وشرطة الأثار ،عرضنا من خلالها التعريف بقانون حماية الاثار ، والمشاكل التى نواجهها كمفتشين لكى يكون هناك نوع من المساعدة من قبل شرطة الأثار حتى لاتعرقل عملنا.بعدها قمنا بتطوير حرم وكالة الغورى مما كانت تحتاجه من أعمال نظافة ودهانات ، ثم تنظيف حمام الشاريبى بالغورية ، ومدرسة الأمير مثقال بشارع المعز ، وكانت الحملة الأخيرة فى خانقاة سعيد السعداء وهى أول خانقاة أنشأت فى مصر بحى الجمالية. وهل هناك تجاوب من أهالى المناطق التى تنطلقون إليها؟ نعم ، نحظى بإهتمام كبيرمن الناس فى الأماكن التى نذهب إليها حتى إن بعضهم يشترك معنا فى أعمال التنظيف. هل يوجد تنسيق بينكم وبين وزارة الأثار أو محافظة القاهرة بشكل عام ؟ نعم ،نتعامل كثيرا مع وزارة الأثار ، فمنذ الفعالية الرابعة للحملة قمنا بتقديم طلب للوزير لكى نعمل بشكل أوسع وحصلنا على موافقة مبدئيه منه ، وقرر بعدها أن يرعى الحملة. وما هى أشكال التعاون بينكم وبين الوزارة؟ فى البداية كنا نعتمد على التمويل الذاتى ، ولكن بعد التنسيق مع الوزارة أصبحت تقوم بإمدادنا بالمستلزمات والأدوات اللازمة من خلال شركات النظافة التى تتعامل معها . هل واجهتكم بعض العقبات منذ بداية عملكم بهذا المجال ؟ أذكر أثناء حملتنا فى حمام الشرايبى بشهر مايو الماضى وجدنا بعض المشاكل مع الأهالى حيث ظن بعضهم إننا من حزب الحرية والعدالة وقالوا أنهم لم يشتركوا معنا إذا كنا ننتمى للإخوان ، ولكننا لاننتمى إلى أى حزب أو فصيل سياسى ،ومن الصعوبات أيضاً إنه لا يوجد تنسيق مع الجهات المختلفة مثل المحافظة ووزارة البيئة. فى الفترة الأخيرة إنتشرت بشكل كبير الأخبار التى تشير إلى سرقة الأثار مثل متحف قصر المنيل –على سبيل المثال- أنتم كفريق أثرى متخصص من وجهة نظركم ماهو المطلوب لحماية الأثار المصرية من أعمال السرقة؟ أرى أن أهم شىء هو التوعية المجتمعية ، فمثلاً كما تحدثتى عن متحف المنيل لابد أن يعرف الجميع أن هذا المتحف لايقدر بثمن ، فهناك تعدى واضح على مناطق أثرية وهم لاينظرون إليها على إنها سوى مبانى مهجورة لايعرفون قيمتها الحقيقية ويتعاملون معها بشكل خاطىء، وهى أزمة مثل أزمات كثيرة فى المجتمع (كالمرور والنظافة وغيرها..). تذهبون إلى أماكن متفرقة ومختلفة لعمل الفعاليات بها ، كيف تخططون للإنطلاق لهذة المناطق بالتحديد؟ من خلال فريق الرصد لدينا ، فنقوم بإختيار الأماكن التى يكون فيها تعديات وإهمال واضح ، ونقوم بإبلاغ الوزارة للحصول على موافقة منها ، كما إنها تساعدنا أيضاً فى التغطية الإعلامية لإنتشار الحملة. وأخيراً.. ماهى المشروعات القادمة الخاصة ب"حراس الحضارة"؟هناك مشروع متكامل للحفاظ على المدن التراثية ، وخطة عمل للسنة القادمة ، وبرنامج ثقافى وتوعوى خاص بتاريخ إنشاء المساجد الأثرية، أيضاً سوف نقوم بالتنسيق مع المدارس للقيام برحلات تثقيفية للطلاب.