أدانت ورشة الزيتون ما قام به مدعو التأسلم السياسى تحت راية "الإخوان المسلمين"، بالاعتداء على الكاتب والروائى علاء الأسوانى فى معهد العالم العربى بباريس، معتبرة ما حدث نوعا من خرق كل مبادئ الحوار الديمقراطى والتحضر والعقلانية. وجاء في بيان "الزيتون" أنه تم الاعتداء عليه بقلب بارد، مثلما حدث مع خالد داوود وبثينة كامل، وقبل ذلك مع بعض الشخصيات الإعلامية، وهذا يدل على أن الجماعة فقدت قدرتها على الحوار السياسى والفكرى، وراحت تلجأ لكل أدوات الترهيب البدنية والمعنوية، وتلاحق الجميع بشرها، حتى تخرس الرأى المعارض لها، وتفرض وجهة نظرها بكافة الطرق والوسائل غير السوية، وفى ذات الوقت تحاول هذه الجماعة ومعاونوها تصدير ما يسمى بخطاب السلمية. هذا الخطاب الذى أصبح فى خبر كان منذ أعلنت الجماعة عن سن سكاكينها فى مواجهة معارضيها، وهذا يعد انحرافا شاذا ومخيفا وخطيرا على كافة المحاولات التى تأمل أن يكون هناك حوارات ديمقراطية بين كافة التيارات الثقافية والسياسية والفكرية المصرية، وتقطع الطريق على أى نوع من هذا الحوار، وتشعل كافة أنواع الخلاف بوسائل متخلفة، إننا ننبه ونشدد على التصدى لهذه المحاولات المتردية لإدارة الصراع، وندين بشدة هذا المنحنى الخطر الذى تريد الجماعة جرنا إليه. ومن الموقعين: شعبان يوسف، محمد إبراهيم طه، سامح فايز، سامية أبو زيد، أسامة أمين ريان، محمود الشاذلى، هشام العربى، سمية التركى، إميل صابر، محفوظ على، هشام أصلان، فخرى لبيب، أمينة زيدان، وآخرين. يذكر أن مجموعة من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى بفرنسا قامت مساء الأربعاء بالاعتداء على الكاتب المصري الدكتور علاء الأسواني بينما كان يلقى محاضرة أدبية بمقر معهد العالم العربي بباريس. وفيما كان الكاتب المصري يعرض روايته الأحدث التي تحمل عنوان "نادى السيارات" والتي صدرت فى شهر إبريل الماضي بمصر، والتي ستظهر فى نسختها المترجمة إلى الفرنسية فى شهر فبراير القادم.. فوجئ الحضور بأحد الأشخاص يصرخ بصوت مرتفع ويطالب الأسواني بالتحدث عن الوضع السياسي الحالي فى مصر قبل أن يعترض القائمون على المعهد على اعتبار أن اللقاء أدبي، ولا يجب أن يتم التطرق إلى الموضوعات والقضايا السياسية. ولم يعط أنصار مرسى الفرصة للقائمين على معهد العالم العربي لاستئناف المحاضرة، حيث تعالت أصواتهم بالهتافات المنددة بالقوات المسلحة "يسقط حكم العسكر" والتي رد عليها علاء الأسواني برفع يديه ملوحا ب"علامة النصر". وبعد أن تزايدت استفزازات أنصار المعزول، رد علاء الأسواني عليهم ب"يسقط حكم المرشد".. رافضا إهانة الجيش المصري.. مشيرا إلى أن الإخوان هم من قاموا بسرقة الثورة، إلا أن عددا منهم تهجم على الكاتب المصري ذو الشعبية الكبيرة فى فرنسا على المنصة، وحاولوا الاعتداء عليه قبل أن يمنعهم الأمن، مسببين حالة من الهرج فى القاعة الكبرى للمعهد. وقوبلت تصرفات أنصار مرسى بالاستياء من جانب عدد كبير من الحضور الذين انتقدوا ذلك، وطالبوهم بالخروج من القاعة، ولكنهم واصلوا هتافاتهم مما أدى إلى توقف المحاضرة. وعبر عدد من الحضور من المثقفين الفرنسيين والعرب عن أسفهم لما وقع فى المعهد الذي يشع بالحضارة العربية فى قلب العاصمة الفرنسية، وخاصة فى حضور الأسواني الذي يحظى باحترام الفرنسيين، ووصفوا أفعال أنصار مرسى ب"الهمجية".