عمان : اعتبر رئيس الوزراء العراقي الأسبق وزعيم القائمة العراقية إياد علاوي الأربعاء أن العملية السياسية في العراق تسير في طريق خاطئ وخطير. ونقلت صحيفة "العرب اليوم" الأردنية عن علاوي قوله أن السكوت الأمريكي عن التدخلات الإيرانية في الشأن العراقي وهيمنة أجواء الطائفية السياسية على العملية السياسية وعمليات الإقصاء للآخرين أصبح خطيرا. وأشار إلى أن هذا الأمر رافق العملية السياسية منذ الاحتلال عندما تم تفكيك مؤسسات الدولة واعتماد قوانين مسيسة، بالإضافة إلي السكوت على تدخلات الجوار. ووصف علاوي الوضع السياسي العراقي بأنه في "مأزق خطير" كما هو الوضع العربي وربما الوضع الإسلامي، مرجعا ذلك إلي غياب النموذج العراقي. ولفت إلي تخوف معظم العرب الآن من تكرار تجارب العراق في بلدانهم، محذرا من وصول العراق إلي نقطة اللاعودة. وأكد علي ضرورة أن يكون هناك البديل الوطني الديمقراطي لتأمين العملية السياسية لحل مشكلة العراق، كما طالب بتحقيق العدل والمساواة وسيادة القانون. ورأى علاوي أنه لا توجد في العراق "ثقافة ديمقراطية" بمعنى حكم الأغلبية وحماية الأقلية المعارضة، مؤكدا تأييده بالدعوة إلى انتخابات نيابية مبكرة على الرغم من أن الولاياتالمتحدة لا ترغب بذلك وكذلك إيران. وأعرب عن اعتقاده بأن الانتخابات المبكرة ربما تكون أحد الحلول لمشكلة العراق المعقدة، مشيرا إلي أن ما يسمي بالديمقراطية في العراق الآن "ديمقراطية موجهة". قال رئيس الوزراء العراقي الأسبق أن التظاهرات هي تعبير سياسي جماهيري عن رفض مسارات العملية السياسية في العراق والمطالبة السلمية بإصلاحها. وطالب علاوي مستشار للمفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون بتعيين مراقبين للعراق وليس مراقباً لمخيم أشرف فقط، مضيفا إن ملف حقوق الإنسان في العراق محزن. وأكد أن القبضة الإيرانية مازالت قادرة على إعاقة أي تطور نوعي في الحياة السياسية العراقية، لافتا إلي استباحة العراق من الإرهابيين ومن الخارج ومن بعض دول الجوار. ورأى علاوي أن ما يسمى ب"الربيع العربي" فيه استهانة كبيرة بالعرب وكرامتهم ودماء أبنائهم، داعيا قادة الرأي في المجتمعات العربية والإسلامية إلي دراسة أسباب هذه الانتفاضات الشعبية. وأشار إلى أنه برزت الآن ثلاث قوى إقليمية بتراجع الوضع العربي وهي إيران وإسرائيل وتركيا مما يستوجب تقوية المنظومات العربية، ومنها توسيع مجلس التعاون الخليجي بإضافة الأردن والمغرب والعراق. وشدد علاوي علي ضرورة الاهتمام بشكل أكبر بالقضية الفلسطينية لكونها مشكلة تتسبب في استمرار وتزايد التوترات.