نواكشوط: طالب عمال موريتانيون برفع الرواتب المتدنية وتحسين ظروف العمال، وذلك وسط حراك نقابي غير مسبوق تشهده موريتانيا منذ أسابيع يتمثل في إضرابات واعتصامات عمالية لموظفي قطاعات واسعة. جاء ذلك أثناء تظاهرات نظمتها النقابات بنواكشوط الأحد، بمناسبة اليوم العالمي للشغل، وفي عرائض مطلبية سلمت للسلطات بالمناسبة. وذكرت جريدة "القدس العربي" ان مطالب العمال تتزامن مع حملة انتقاد لنظام الحكم يقودها حاليا أحمد ولد داداه زعيم المعارضة ورئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية، كما تتزامن مع مناسبة إحياء حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم لذكرى تأسيسه الثانية التي أكد خلالها رئيسه محمد محمود ولد محمد الأمين أن حزبه "وضع ضمن أولوياته ترسيخ الممارسة الديمقراطية وتوسيع هامش التحرك والمبادرة، وتأمين ذلك لغيره من الأحزاب والتشكيلات الأخرى". واعتبر ولد محمد الامين في كلمة ألقاها في حفلة بتأسيس الحزب أن الحزب الحاكم يتعرض لحملات تشنيع وانتقاد مردها ظرفية يطبعها تعثر الحوار السياسي الداخلي والحراك في العالم العربي. واعتبر محمد يحيى ولد حرمة نائب رئيس الحزب الحاكم في مؤتمر صحفي بالمناسبة أن حزب الشباب الموجود قيد التأسيس بدعم من الرئيس ولد عبد العزيز سيمثل إضافة إلى الأغلبية، وسينجح في استقطاب معارضين، كما سيشكل قيمة مضافة لنصرة برنامج الرئيس. وفيما يخص اتفاق داكار الخاصة بحل أزمة ما بعد انقلاب 2008، أكد ولد حرمه أن هذا الاتفاق "أصبح الآن جزءا من التاريخ وأنه لم يعد مرجعية للحوار بعد خروج المعارضة عليه عقب الانتخابات الرئاسية بشهادة مجموعة الاتصال الدولية على ذلك غداة الانتخابات الشفافة التي وصل الرئيس محمد ولد عبد العزيز عن طريقها إلى رئاسة الجمهورية". وبخصوص الاعتصامات المتواصلة أمام الرئاسة والوزارة الأولى أوضح ولد حرمه أنها" أدلة على الانفتاح الكبير الذي لم يحصل قط في تاريخ موريتانيا قبل نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي قطعت موريتانيا في ظله أشواطا هامة على درب ترقية الديمقراطية وحقوق الإنسان". وفيما كان الحزب الحاكم يعدد إنجازاته كان أحمد ولد داداه رئيس حزب تكتل القوي الديمقراطية ورئيس مؤسسة المعارضة، يصب انتقاداته في تجمع شعبي بمقاطعة دار النعيم شرق العاصمة نواكشوط على نظام الرئيس ولد عبد العزيز حيث أكد "أن موريتانيا ابتلاها الله بنظام عسكري أصم وأبكم لا يصغي للسان الحق ولا يسمع نصحا من أحد ولا يأخذ العبر مما يجري في البلدان الأخرى كتونس ومصر واليمن وليبيا وساحل العاج". وأكد ولد داداه أن النظام الحاكم في موريتانيا عاجز عن تلبية أبسط حاجيات المواطنين الضرورية في المعاش، مبرزا أن ذلك عائد إلى سوء تدبيره الذي أدى لتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية وجر البلاد الى حرب ضد الإرهاب لا ناقة لها فيها ولا جمل.