قال معهد «جلوبال ريسيرش» التابع لمركز دراسات الشؤون العامة في «هرتزيليا» بإسرائيل، إن اتهام وسائل الإعلام الغربية للحكومة السورية بشن هجوم كيميائي في إحدى المناطق في شرق دمشق، والذي أودى بحياة المدنيين، هو نفس الاتهام الذي تم توجيهه للرئيس العراقي السابق صدام حسين، والذي زُعم انه أمر بهجوم كيماوي في مدينة بكردستان الجنوبية، ونوه المعهد أن الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش استخدم الحادث لتبرير الغزو على العراق. وذكر المعهد، أن وسائل الإعلام الأمريكية، تتلقى تقارير من المتمردين السوريين المدعومين من الغرب، يتهمون فيها حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، بارتكاب الأعمال الوحشية، وأنهم يستخدمون هذه المعلومات لتبرير غزو سوريا. وذكر المعهد أن الولاياتالمتحدة، وإسرائيل، زعمتا أن القوات السورية شنت هجوما كيميائيا في قرية خان العسل، شمال مدينة حلب. وقال المعهد، أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل وفرنسا حاليا تريد غزو سوريا، والإطاحة بالأسد، وتقسيم سوريا إلى عدة أقاليم صغيرة، وأنهم حريصين على تفتيت سوريا، وهو نفس الأسلوب الذي تم استخدامه لتفريق يوغوسلافيا في عام 1990. وزعم المعهد، أن المتمردين السوريين، تم دعمهم وتدريبهم من قبل الغرب، لشن حرب على سوريا، بدأت في عام 2011 عندما حدث انقسام بين المتظاهرين "الموهومين بالربيع العربي"، مع وضد الأسد، ولذلك بدأت الحرب الأهلية في سوريا. وأكد المعهد، أن الهجمات الإرهابية الأخيرة في لبنان، غرضها خلق الانقسامات بين السنة والشيعة، متسائلا هل هي مصادفة أن تواجه لبنان الآن هجمات إرهابية أكثر في الأسابيع الأخيرة التي تواجه فيها مصر، وسوريا، الحروب الأهلية، والعنف الطائفي؟!. ويرى المعهد، أن لوم الرئيس اللبناني "ميشال سليمان" لإسرائيل على الهجوم الأخير في لبنان، يمكن قبوله لأن إسرائيل، ستستفيد إذا دخلت لبنان في حرب أهلية. كما زعم، أنها ستستفيد أيضا إذا تم حكم مصر من قبل الدكتاتورية العسكرية للسيطرة على الشعب، مشيرا إلى استطلاع مركز بيو للأبحاث في عام 2012 والذي يقول أن 61? من المصريين يريدون إنهاء معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل. ونوه المعهد، أن إسرائيل تريد أن تتأكد من أن الجيش المصري سيظل في السلطة بدعم غربي كبير، مؤكدا انه إذا بقي الجيش المصري في السلطة، ستتمكن إسرائيل من الاستمرار في زعزعة الاستقرار، ومن ثم إعداد التدخلات العسكرية ضد أعدائها، من سوريا ولبنان وإيران. وأشار المعهد، إلى أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا العظمى وفرنسا وإسرائيل تؤهل المنطقة للحرب القادمة، وتعد إيران الهدف الرئيسي في الشرق الأوسط، والذي تريد إسرائيل إسقاط نفوذه وقوته. ويرى المعهد، انه من الضلال الاعتقاد أن إيران ودول أخرى في الشرق الأوسط، لن تكون قادرة على الرد عسكريا، حيث تستعد إيران وحزب الله لمثل هذه المواجهة مع إسرائيل. واستدل المعهد على ذلك، بان المواجهة في 2006، أثبتت أن قوات الدفاع الإسرائيلية غير قادرة على هزيمة تكتيكات حرب العصابات من حزب الله. وأكد المعهد على أن أي هجوم على إيران سيكون كارثة اقتصادية للعالم نظرا لمشاكل النفط ولكن الولاياتالمتحدة وإسرائيل ستواصل مسيرتها إلى الحرب، لأنهم يريدون السيطرة على الشرق الأوسط. وأشار المعهد إلى أنهم بالفعل مسيطرون على دول الخليج بما في ذلك المملكة العربية السعودية، والبحرين، والإمارات العربية المتحدة، والكويت، وعمان، وقطر, مؤكدا أن كل هذه الدول تقع تحت الحكم الملكي ب 'قبضة حديدية' تحت إشراف الولاياتالمتحدة وإسرائيل والحكومات البريطانية. كما إن تركيا والأردن، أيضا تقعان تحت السيطرة الغربية، وقد تم غزو العراق وتدميرها وتم تقسيم فلسطين إلى الضفة الغربية، وقطاع غزة في ظل الاحتلال الإسرائيلي. وفي النهاية, ذكر المعهد أن روسيا والصين من الممكن أن تمنعا الغرب من توسيع الحرب في الشرق الأوسط، لأنهم يدركون العواقب الوخيمة من الناحية السياسية والاقتصادية.