نجحت إسرائيل فى أن تعكس صورة للغرب حول الصراع الداخلى السورى، تتخوف من خلالها من السلاح الكيماوى الذى يستخدمه بشار الأسد فى حربه ضد الجيش السورى الحر، لكن حقيقة الأمر أن إسرائيل تريد البقاء على الأسد فى سوريا خشية أن ينتقل السلاح الكيماوى إلى الجماعات الجهادية بعد رحيل بشار لتهديد الحدود الإسرائيلية. لم تعد طهران ولا حتى الأسد من الأشياء التى تشكل تهديداً مباشراً على إسرائيل ، ولكن الخطر الداهم الذى يتعقب إسرائيل الآن كما تردد دائماً فى مزاعمها هو المتمردين السوريين فى الشمال الذين بإمكانهم تهديد الحدود السورية وإصابتها بحالة كبيرة من الفوضى لهذا أصبح بقاء الأسد فى الحكم هو الأمل الوحيد الآن لدى إسرائيل للحفاظ على حالة الأمن على الحدود السورية الإسرائيلية وأن سقوطه سيكون مصيبة كبيرة بالنسبة لها، كما أن هناك تخوفات كبيرة تسيطر على إسرائيل الآن من الأسلحة الكيميائية فكما يستخدمها الأسد فى محاربة المتمردين فيمكن استخدامها أيضاً بعد ذلك ضد إسرائيل . وأصبحت الصحف الإسرائيلية تتحدث عن تشابك العلاقة بين سوريا وإسرائيل وإيران لأبعد الحدود فكما أصبح بشار الأسد المخلص الآن لدى إسرائيل ضد المتمردين وخطرهم على الحدود السورية الإسرائيلية، أصبح هو أيضاً الخط الأحمر الرفيع الذى يمكنه أن يمنع الجماعات الجهادية والقاعدة من الانتشار بالدول العربية وعلى رأسها مصر وسوريا ولبنان والأردن، فإسرائيل ترى أن رأس الثعبان التى تحاول نشر هذه الجماعات مستغلة ما وصلت إليه الدول العربية بعد ثورات الربيع العربى، هى إيران، وتعدى بشار الأسد الخط الأحمر باستخدام الأسلحة الكيميائية يحسب خط أحمر أيضاً على إيران، تحت عنوان «كيف تحولت سوريا إلى إيران بعد حادثة بوسطن» فى موقع ديبكا الإسرائيلى العسكرى، تزعم إسرائيل أن إيران الممول غير المباشر لهذه الحادثة بدعمها لتنظيمات القاعدة والجماعات الجهادية فى السعودية وسيناء والعراق وسوريا، لهذا كان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين منذ عامين أعلن تأييده لبشار الأسد ليس لشخصه ولكن لأنه العامل الوحيد لوقف نشاط تنظيم القاعدة فى دمشق والمدن الرئيسية فى سوريا ومنعها من مهاجمة إسرائيل وأمريكا، لهذا ترى إسرائيل أن حادثة بوسطن أثبتت لها أن أوباما لا يفقه شيئاً عندما قال إنه يجب التخلص من الزعماء العرب للقضاء على تنظيم القاعدة. وتحت عنوان «إيران وسوريا وحزب الله على مشارف الهاوية»، أكدت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن نهاية إيران وسوريا أصبحت قريبة للغاية بعد أن أعلن المستشار السياسى للرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى عن تدعيمه لتسليح المتمردين فى سوريا لضمان انتصارهم على بشار الأسد، مما يسهل المأمورية على إسرائيل بعد أن يؤدى هذا إلى زيادة أعداد اللاجئين السوريين الفترة القادمة وتهديد منطقة الشرق الأوسط بتعطيل الاستقرار بداخلها وخاصة الأردن، ولأن سوريا أصبحت محورًا أساسيًا لحرب الأعصاب القائمة بين إيران وشريكتها حزب الله ضد إسرائيل، فإضعاف سوريا بتسليح المتمردين وإشعال المنطقة عما كانت سيغلق الطريق أمام حزب الله وباقى الجماعات الجهادية هناك. وعلى الرغم من أن إسرائيل لديها وسواس وتخوفات دائمة من المشروع النووى الإيرانى إلا أنها تتعمد مواجهة الأمر بدون أى مساعدات من الآخرين سواء كان من جانب الاتحاد الأوروبى أم من جانب الولاياتالمتحدة على أمل فرض العقوبات الدولية، لم يكن الاعتماد على النفس هذا من قبيل فقد الأمل، ولكن هو من أجل أن يكون هناك تقييم دولى جيد جداً لإسرائيل على مجهوداتها العظيمة المزعومة لوقف النووى الإيرانى لهذا من حين لآخر تهدد إسرائيل أنها سوف تقوم بضرب المنشآت النووية الإيرانية فى أقرب وقت ممكن، على الرغم من أنها تعترف الآن من معاناتها بسبب زعمها بضرب إيران فى عقار دارها من حين لآخر لأنه شئ يضر بمصالحها الوطنية وبهذا أصبحت إسرائيل دولة لا تريد السلام ولا تريد الحرب فى حين أنها تمتلك أكبر مفاعل نووى وهو مفاعل ديمونة. فإسرائيل ترى أن نهاية إيران أوشكت بنهاية سوريا لأن التنافس على سوريا أصبح بين السُنة التى تمثل أغلبية سوريا والنظام العلوى والأسد وجماعة الشيعة التى تمثل الأقلية لحزب الله بجانب تنافس السعودية وقطر عليها جعل حزب الله وإيران يتوددان الآن للتقرب إلى الأسد لمساعدته من أجل البقاء.