اعتذرت حكومة الوفاق الوطني في اليمن، الأربعاء، من أبناء الجنوب وصعدة وحرف سفيان، عن الحروب التي شنتها في هذه المناطق، وأعربت عن أسفها لكل ضحايا الصراعات السياسية السابقة في البلاد. وقالت الحكومة في بيان لها: "إنه وبالنيابة عن السلطات السابقة، وكل الأطراف والقوى السياسية التي أشعلت حرب صيف 1994 في الجنوب، وحروب صعدة، أو شاركت فيها، فإنها تقدم هذا الاعتذار لأبناء الجنوب وصعدة وحرف سفيان والمناطق المتضررة الأخرى". ويطالب الحراك الجنوبي الذي يضم قوى وفصائل يمنية في جنوب البلاد بانفصال الجنوب عن شمال البلاد، وإنهاء الوحدة اليمنية القائمة منذ العام 1990 بين شطري اليمن. ويشكو كثير من الجنوبيين من تسريحهم من أعمالهم ووظائفهم العسكرية منذ الحرب الأهلية التي اندلعت في اليمن عام 1994. ووصفت الحكومة هذه الحروب بأنها "خطأ أخلاقي تاريخي لا يجوز تكراره، وتلتزم حكومة الوفاق بالعمل على توفير ضمانات عدم تكراره من خلال اتخاذ الخطوات الرامية لتحقيق المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، والسعي إلى إصدار القوانين الكفيلة بتحقيق ذلك". ودعا البيان الذي بثه التلفزيون الحكومي، الأطراف السياسية والمجتمعية والفعاليات الدينية والثقافية والفكرية، إلى "دعم مصالحة وطنية شاملة تعيد للمجتمع لحمته الوطنية، وتنشر روح التسامح والقبول بالآخر". وأضاف: "كما تدعو حكومة الجمهورية اليمنية إلى التصدي لكل ما يهدد الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، وتدعو الجميع للتصرف بروح المسؤولية الوطنية والتسامح والإخاء". وربط بيان الاعتذار عدم تكرار الحروب في اليمن بمؤتمر الحوار الوطني الذي قال "إن مخرجاته تمثل أهم الضمانات لعدم العودة إلى الماضي، من خلال الدستور الجديد الذي سيضمن مبادئ للمواطنة المتساوية والاحترام وحماية وصيانة حقوق الإنسان، وتوزيع السلطة والثروة، وتحديد شكل الدولة وتغيير منظومة الحكم إلى نظام جديد". ويأتي الاعتذار تنفيذا لمطالب ومقترحات لقيت دعم وتأييد كافة القوى السياسية بشان معالجة الوضع في الجنوب وصعدة، وأولها الاعتذار للجنوب عن حرب صيف 1994، وحروب صعدة بين الحكومة والحوثيين منذ 2004-2009. لكن نص الاتفاق المقر من اللجنة التحضيرية للحوار، والجلسة العلنية الأولى لمؤتمر الحوار الوطني، كانت تنص على أن يصدر الاعتذار من "الأطراف التي شاركت في الحرب"، وليس الحكومة. كما يأتي الاعتذار بعد إعلان ممثلي أحد فصائل الحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار الوطني تعليق مشاركتهم في الحوار، واشتراطه الاعتذار للجنوب عن حرب 1994، وكذا معالجة قضايا المبعدين قسرا بعد الحرب من المؤسسة العسكرية والأمنية والخدمة المدنية. وشهدت الأيام الماضية تحركات من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والأطراف السياسية المشاركة في مؤتمر الحوار، وبعض الدول والمؤسسات الراعية لاتفاق نقل السلطة، بهدف إقناع ممثلي أحد فصائل الحراك الجنوبي بالعودة إلى الحوار، بالتزامن مع إجراءات تلبي بعض مطالبهم، ومنها الاعتذار للجنوب.