اهتمت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة بالانفجار الذي وقع أمس في منطقة الرويس بضاحية بيروت الجنوبية "معقل حزب الله " وأدى إلى وفاة نحو 22 قتيلا وإصابة 200 في حصيلة غير نهائية ، وأبرزت الصحف إجماع القوى السياسية اللبنانية على إدانة الحادث ومنع الانزلاق في الفتنة. ورأت صحيفة "السفير" أن النقطة الايجابية الوحيدة من التفجير الإرهابي، تمثلت في توحد القوى كافة بشأن ضرورة عدم الوقوع في شرك الفتنة التي أرادها المفجرون ، وتعزيز الوحدة الوطنية ، ولفتت إلى أن موقف النائب وليد جنبلاط شكل أبرز تلك الردود حين وجه الاتهام صراحة إلى إسرائيل داعيا إلى "رؤية الصورة كاملة" في المنطقة ، مشيرا إلى أنها قد قامت بهذا العمل لكي تنتقم من هزيمتها في العام 2006 ، مشددا على أن "الحوار لم ينقطع مع حزب الله ولكن نتمنى أن يتوج بحكومة وحدة وطنية". من جانبها، قالت صحيفة "النهار" " لقد شكلت ردود الفعل السياسية من سائر الجهات والاتجاهات صورة إيجابية للغاية في إبراز التضامن اللبناني مع شهداء التفجير وضحاياه وجرحاه ومنطقة الضاحية وما ترمز إليها" وأضافت "ولكن الاختبار الحقيقي سيبرز اعتبارا من الساعات المقبلة وهو اختبار ما اذا كان في قدرة القوى السياسية على اختلافها ان تذهب في اتجاه توافقات الضرورة القصوى الحتمية لتشكيل حكومة جديدة لإقفال المنافذ التي تتسرب منها عملية استدراج لبنان إلى (العرقنة) أو (السورنة ). وأوضحت إنه لم يعد هناك شك في أن هذا التفجير قد يكون الأكبر والأشد خطورة من حيث كونه استهدافا إرهابيا منذ التفجير المماثل الذي حصل عام 1985 في منطقة بئر العبد وكذلك منذ القصف الإسرائيلي المدمر الذي استهدف الضاحية الجنوبية في حرب2006 ، وأشارت إلى أنه تبعا لضخامة التفجير - الذي لا تزال فرضية أن يكون نفذه انتحاري غالبة على المؤشرات الأولية للتحقيقات الجارية في التفجير - فان التداعيات السياسية والأمنية سرعان ما بدأت ترسم صورة شديدة الخطورة حيال تسارع وتيرة استهداف لبنان برمته بهذا النوع من الإرهاب الدموي الذي سبق له أن اختبره في حقبات عدة من الحرب ومن ثم في حقبات أخرى من السلم.