اهتمت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء بالتفجير الإرهابي الذي وقع صباح أمس بالضاحية الجنوبية لبيروت "معقل حزب الله باستخدام سيارة مفخخة مما أدى إلى إصابة 53 شخصا أغلبهم بجروح بسيطة. وأجمعت الصحف الصادرة اليوم على أن الهدف من الهجوم هو إشعال فتنة شيعية سنية ، لافتة إلى كل القوى السياسية اللبنانية أدانت الحادث وأبدت تخوفا أن يكون بداية لسلسة من الهجمات على لبنان. وقالت صحيفة السفير إنه "ولئن كان من السابق لأوانه حسم هوية الجهة الفاعلة، إلا أن الأكيد هو أن المحرضين والمنفذين وجدوا في المناخ الذي أشاعه الخطاب المذهبي، والفراغ المؤسساتي، بيئة ملائمة للعبث الأمني بالساحة الداخلية، وتوجيه رسالة دموية إلى حزب الله. وأشارت إلى أن الانفجار رفع منسوب الخوف العام من الفتنة الى أعلى مستوياته، ودفع القوى السياسية اللبنانية، على اختلافها، الى تحسس الخطر الداهم، فسارعت جميعها الى التنديد بالاعتداء، معبرة عن إجماع وطني نادر، في زمن الانقسامات الحادة. لافتة الانتباه إلى موقف الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل رئيس حزب الكتائب وأحد قيادات "14 آذار " الذي أكد تضامنه مع أهل الضاحية ومع حزب الله بالذات. من جانبها، قالت صحيفة النهار إن الانفجار يعد خرقا أمنيا طاول منطقة الحزب على رغم الاجراءات التي اتخذها في المدة الأخيرة وأوقف بموجبها عددا من المعارضين السوريين، وأبعد آخرين من المتشددين ينتمون إلى "جبهة النصرة" وتنظيم "القاعدة". وأشارت إلى أن التخوف بدأ يسود الأوساط السياسية والأمنية من أن يكون الحادث فاتحة سلسلة من الانفجارات والحوادث الأمنية. أما صحيفة المستقبل،فقد ركزت في افتتاحيتها على الدعوة التي أطلقها زعيم تيار المستقبل سعد الحريري بعد التفجير الإرهابي في الضاحية الجنوبية، للعودة إلى التوافق الوطني على تحييد لبنان عن الصراعات الخارجية. ورأت أن هذا هو الرد الأمثل على "الفتنة" المطلوبة من وراء ذلك الإرهاب والذي تريده إسرائيل وتسعى إليه مستفيدة من الخلافات الداخلية القائمة. وقالت إنه آن الآوان للقيادات السياسية اللبنانية للانسحاب من أقوى الصراعات الخارجية والرجوع إلى "إعلان بعبدا" باعتباره سقفا يمكن الاحتماء به والجلوس تحته صونا للبنان وأهله.