ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن شبه جزيرة سيناء، تلك المنطقة التي انعدم فيها القانون نسبيا، أصبحت نذيرا مظلما لما يمكن أن يحدث في البلاد، موضحة أن الحكومة المؤقتة فشلت حتى في التوصل إلى حل سلمي لمواجهة المعتصمين الإسلاميين. وأضافت الصحيفة في تقريرها المنشور اليوم، أنه خلال الأسابيع الخمسة الأخيرة منذ أن أطاح الجيش بالرئيس الإسلامي محمد مرسي، أصبح العنف متفشي، وتحولت شبة الجزيرة إلى منطقة "إرهابية"، فضلا عن مهاجمة مسلحين غامضين للمنشآت العسكرية والشرطة كل ليلة. وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ الإطاحة بمرسي، أصبحت الفوضى في سيناء تمثل احتمال الأكثر إثارة للقلق، موضحة انه خلافا لجماعة الإخوان المسلمين التي لديها تاريخ طويل مع العنف، خرج الجهاديون من أجل إراقة الدماء، ويبدو أنها تستمد طاقتها من زيادة تأكيد الجيش على السلطة، مشيرة إلى أن المصريين يخشون من تجديد هذا النوع من الإرهاب الذي عانوا منه منذ عام 1990. وأكدت الصحيفة أن أحد أسباب إطاحة الجيش لمرسي كان الاعتقاد بأنه كان متساهلا للغاية مع الجهاديين بالإضافة إلى الاعتقاد بأنهم حلفاء، موضحة أن الجيش لم يعد قادر على إحباط العصابات الغامضة من المسلحين. وقال متري شوقي متري، وهو صاحب متجر مسيحي يبلغ من العمر 53 سنة الذي كان ابنه مينا، اختطف على أيدي مسلحين في وقت مبكر من هذا الشهر "نحن نعيش في حالة من الرعب المستمر، ولم نرى شيئا من الشرطة أو الجيش"، مضيفا:"كل شيء قد توقف بالنسبة لنا، لا يوجد عمل، بالإضافة إلى إغلاق جميع الكنائس". وقال سامح محمد، وهو مسلم محافظ الذي قتل شقيقه في الهجوم على الحافلة، أن شهود عيان أكدوا أن طائرة عسكرية مصرية قامت بإطلاق صاروخ على الحافلة. وأكدت الصحيفة أن الجهادية كانت مشكلة طويلة تعاني منها سيناء و قاومتها قبائل البدو لعقود طويلة، وكان التهريب والاتجار في المخدرات إلى إسرائيل وقطاع غزة هم المسئولين عنه. وقال الشيخ عبد الهادي الطايق السواركة، وهو زعيم إحدى القبائل الرئيسية في المنطقة أن القادة المحليين ساهموا في المشكلة،مؤكدا: "لقد عاملونا كما لو كنا نحن المتاجرين والمجرمين، وجعلونا مهمشين على أرضا أصبحت عرضة للإرهاب".