قالت المستشارة تهاني الجبالي، إن الشعب المصري قام بثورة مكتملة الأركان في 30 يونيو الماضي، مؤكدة على أن هذه الثورة كانت الأنضج من الموجة الأولى موجة 25 يناير، لأنه في 25 يناير، أدى الحلم الرومانسي للجماهير إلى أن تخرج من المشهد الثوري من الميادين بمجرد خروج الرئيس السابق (حسني مبارك) من الحكم، في حين أن التراكم الذي حدث بعد وصول جماعة الإخوان للحكم أدى في النهاية لشعور الجماهير بأنها يجب أن تصمد في الميدان إلى حين تحقيق أهدافها، وبالتالي استجاب لها الجيش المصري، لأنه لا يستطيع إلا أن يكون حاميا للإرادة الشعبية. وأضافت الجبالي في حوار أجرته معها فضائية ال CNN الأمريكية أمس الأربعاء، أنها تعتز بأنها واحدة من العديدات اللاتي يحفل بهن التراث المصري والإسلامي والمسيحي، ممن كان لهن دوراً بارزاً في إحداث تغييرات سياسية كبيرة في مصر على مدار تاريخها. وبسؤالها لماذا يرى البعض أن ما حدث يعد انقلاباً عسكرياً على الشرعية؟ قالت، هذا التنظيم الذي حكم مصر هو تنظيم دولي، وبالتالي أطرافه في الخارج تحاول أن تساعده، وهذا واضح جداً من حركة أردوغان في تركيا، وحركة حماس في غزة، وكذلك في اجتماع التنظيم الدولي في تركيا، من أجل وضع خطة للاستغلال الإعلامي وتزييف الحقائق ومحاولة تصوير ما حدث بمصر على أنه انقلاب عسكري كي يثيروا الرأي العام في الخارج، في الوقت الذي يعلموا هم جيداً أن الإرادة الفاعلة في هذا المشهد كانت إرادة الشعب المصري. وأكدت الجبالي ل CNN أن حلم الشعب ما زال رهن بالحالة الثورية ليتحقق، وهذا يلقي بمسئولية على السلطات المؤقتة الموجودة، كما يلقي بمسئولية كبيرة جداً على كل الأطراف اللاعبة، سواء الإقليمية أو الدولية، بأنها ترهق الشعب المصري بلا مبرر، كما أنها تتدخل في شؤون مصر من أجل عرقلة بناء دولته الحديثة خدمة لمصالحها أو لمشاريعها الذاتية. في حين أن الخروج الجماعي للشعب المصري، الذي تكرر خلال عشرة أيام ثلاث مرات، وهذا لم يحدث في تاريخ أي شعب، لابد أن يترجم لدى هذه الجهات في إعادة النظر في استراتجيتها بالمنطقة، وفي تحالفاتها مع أنظمة استبدادية، أومع جماعات فاشية دينية. واختتمت الجبالي، أعتبر نفسي جزءاً من الجماعة الوطنية، مشيرة إلى أنها لا تفكر في مستقبل سياسي خاص بها، وكنت من العناصر القيادية في حركة المعارضة في زمن الرئيس مبارك، والرئيس السابق أيضاً، وخلال العشر سنوات التي تبوأت فيها القضاء، كان كل أملي أن أشارك في صناعة رأي عام واع ومستنير، يستطيع أن يتلمس الخطى من خلال وضوح الرؤية، ومن خلال أن هناك تنظيم فعلاً خطر على أمن مصر القومي، لأنه تنظيم متعد لفكرة الوطنية، هو ينتمي لتنظيم دولي لديه مليشيات مسلحة، ومن قال ذلك كان رئيس المخابرات الأسبق، عمر سليمان، وحين تأتي من رئيس المخابرات العامة فهي معلومات وليست ظناً.