عندما دقت الكنائس المصرية أجراسها بالتزامن مع أذان المغرب يوم الجمعة الماضى في القاهرة تناول المصريون مسلمون ومسيحيون معا طعام الافطار بعدما صام الجميع معا فى هذا اليوم تحت شعار "من أجل مصر" الا ان فرحة المصريين تبددت فجر اليوم التالى حين تجددت الاشتباكات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس المعزول محمد مرسي في ميادين مصر من الاسكندرية حتى أسوان والمصادر الطبية الرسمية تؤكد وبدأً من الاسكندرية حسبما رصدت "محيط" ارتفاع عدد القتلى إلى عشرة فى حي سيدى جابر السكندرى وارتفاع المصابين إلى 170شخصا وتحسبا لاي تجاوزات كثفت السلطات الاجراءات الامنية في القاهرة وباقي المحافظات بعد ان اوقعت اعمال العنف الناجمة عن حالة الاضطراب السياسي في البلاد اكثر من 200 قتيل في خلال فض اعتصام قاطع لسير المرور اعلى كوبرى 6 اكتوبر نتج عنه 65 قتيل ومئات المصابين من معتصمى رابعة اللذين ذهبوا لنصب خيامهم اعلى الكوبرى مما دعا قوات الامن لاطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع وبعدها جاء اطلاق نيران كثيفة من الخلف مجهول المصدر حتى الآن فى استدعاء لوهم الطرف الثالث من جديد . وكان المصريون بعد صلاة الجمعة الماضية قد بدأوا التجمع والاحتشاد في شوارع مصر وميادينها لحسم مواجهة محفوفة بالمخاطر . عناوين الصحف تعكس الأزمة منذ التظاهرات الشعبية الضخمة في 30 يونيو التي توجت بقيام الجيش بعزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي الذي امر القضاء المصري بحبسه ،وعكست عناوين الصحف الجمعة الاجواء السائدة في البلاد،فعنونت صحيفة الحرية والعدالة، الناطقة باسم الحزب التابع لجماعة الاخوان، "اليوم مليونية اسقاط الانقلاب". وفي المقابل قالت صحيفة "الاخبار" الحكومية معنونة "السيسي في انتظار كلمة الشعب" في اشارة الى طلب التفويض الذي قدمه الاربعاء الفريق اول قائد الجيش عبد الفتاح السيسي من المصريين لمواجهة العنف والارهاب داعيا اياهم للنزول اليوم الجمعة للشارع. وصحيفة التحرير "اليوم الشعب ضد ارهاب الاخوان" وعنونت المصري اليوم "الارهاب في قبضة الثورة اليوم" وصحيفة الوطن "اليوم الشعب يحكم على الاخوان" وصحيفة الوفد "نازل ضد الارهاب". وكما توقع المراقبون فاقت التجمعات ال35 مليون مصرى في مختلف ميادين مصر وفي القاهرة خصوصا في ميدان التحرير، رمز الثورة على نظام حسني مبارك، وعند قصر الاتحادية الرئاسي بمصر الجديدة بالنسبة لمعارضي الاسلاميين وميادين كل محافظات مصر. أنصار الرئيس يحشدون من جانبهم يحتشد انصار مرسي عند تقاطع إشارة مرور رابعة العدوية شمال شرق القاهرة وميدان نهضة مصر بالجيزةجنوبالجيزة، وهما المكانان اللذان يعتصم فيهما انصار مرسي منذ قرار عزله حيث وقعت مناوشات بين مجموعتين من انصار الاسلاميين ومعارضيهم في ميدان الجسزة المقارب لميدان النهضة راح ضحيته 9 قتلى و86 مصاب واحترقت 5 سيارات قبل يوم 30 يونيو مما جعل اهالى الجيزة يخرجون يومها منادين بالحرب على الارهاب يوم الجمعة بنفس الميدان وكذلك حي شبرا، شمال شرق القاهرة، بعيد صلاة الجمعة. ونقل حوالي عشرة مصابين باصابات خفيفة في معظمها الى المستشفيات. بحسب شهود عيان ،من جهة اخرى قالت وكالة انباء الشرق الاوسط ان مدينة دمياط شمال شرق شهدت اشتباكات عنيفة بين الاهالي ومؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي اسفرت عن اصابة عشرة اشخاص تم نقل عدد منهم الى المستشفيات،وفي ميدان التحرير قال احمد سالم :نريد الاستقرار، انا انتخبت مرسي لكن خاب املي وجئت اليوم تلبية لدعوة السيسي لدعمه ضد الارهاب". التظاهر لدعم الجيش والشرطة وقال عبد الرؤوف مصطفى الذي قدم من الشرقية شمال البلاد مع اولاده :اتظاهر لدعم الجيش والشرطة في التصدي للارهاب، الاخوان وحماس ارهابيون" طالبا من السلطات طرد السفيرين الاميركي والتركي بسبب مواقف واشنطن وانقرة التي اعتبرت داعمة للاسلاميين ، في المقابل يقول الاخوان ان القرار الذي اتخذه الجيش في 3 تموز/ يوليو الحالي بعزل مرسي استجابة للتظاهرات الحاشدة غير مسبوقة التي عمت البلاد للمطالبة برحيله، هو "انقلاب على الشرعية".،ويقول عبد الوهاب حلمى من معتصمى النهصة وهو من ابناء المنصورة شمال البلاد جئت الى هنا لدعم رئيس مصر الحقيقي. لا نقبل غير مرسي وسنتظاهر سلميا وكان قائد القوات المسلحة المصرية وزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي دعا الاربعاء الشعب المصري الى الاحتشاد في ميادين وشوارع البلاد الجمعة لمنحه "تفويضا لمواجهة العنف والارهاب". واستجابة لنداء السيسي، دعت جبهة 30 يونيو، وهي ائتلاف للاحزاب والحركات التي شاركت في تظاهرات 30 يونيو ومن بينها حركة تمرد، "جموع الشعب المصري للخروج الى ميادين مصر وشوارعها الجمعة حتى نؤكد للعالم تمسكنا باستكمال الثورة وبخيار الحرية ورفضنا لمحاولة إرهابنا وارتهان حريتنا بسلامتنا وحتى نؤكد لكل العالم أن مصر لا تشهد حربا أهلية". تمرد والكنيسة والازهر كما دعت تمرد الخميس الى طرد السفيرة الاميركية آن باترسون من مصر من جانبه دعا شيخ الازهر أحمد الطيب مساء الخميس المصريين الى تلبية دعوة السيسي للاحتشاد الجمعة في ميادين مصر "بصورة سلمية وحضارية". الكنيسة القبطية بدورها دعت اتباعها الى الاستجابة لنداء السيسي ودعتهم الى الصيام اليوم مع المسلمين تعبيرا عن الوحدة الوطنية بين ابناء الوطن الواحد. وهكذا ستدق الكنائس الأجراس تزامنا مع آذان المغرب اليوم في سابقة من نوعها في تاريخ مصر. وقد عمد الجيش من جانبه منذ الخميس الى اصدار بيانات وتصريحات مهدئة تارة ومهددة تارة اخرى. فقد حذر مجلس الدفاع الوطني، الهيئة العليا المسؤولة عن "تأمين البلاد" وفقا للاعلان الدستوري الصادر عقب اطاحة مرسي، من ان "الدولة بكافة أجهزتها ومؤسساتها (...) لن تسمح لأحد بترويع مواطنيها أو حمل السلاح في وجه الدولة والمجتمع أو اشاعة الإرهاب لفظاً أو فعلاً أو محاولة ابتزاز المواطنين أو ارتهان المجتمع أو تبديد السلم والأمن الداخليين". كما اكد الجيش في بيان باسم القيادة العامة للقوات المسلحة نشر على موقع المتحدث الرسمي باسمها على فيسبوك ان دعوة السيسي الى التظاهر "لم تحمل تهديدا لأطراف سياسية بعينها بل جاءت كمبادرة وطنية لمواجهة العنف والإرهاب"، مضيفا ان دعوته "جاءت لإستكمال جهود مؤسسة الرئاسة للمصالحة الوطنية والعدالة الإنتقالية". الا ان المرشد العام لجماعة الاخوان محمد بديع صعد الخميس لهجته ضد السيسي، معتبرا ان "ما فعله في مصر يفوق جرما ما لو كان قد حمل معولا وهدم به الكعبة المشرفة حجرا حجرا" داعيا في الوقت نفسه انصاره الى التظاهر "سلميا". قرارات ومخاوف من جانبها اعتبرت منظمة العفو الدولية ومقرها لندن ان "دعوة الفريق اول السيسي تثير مخاوف من ان تكون قوات الامن بصدد الاستعداد لاستخدام القوة لانهاء اعتصامات وتظاهرات انصار مرسي" ودعت "قوات الامن لبذل المزيد من الجهد لحماية المتظاهرين من الاعتداءات وتفادي اللجوء المفرط للقوة ضد التجمعات السلمية". وفي تطور مفاجىء ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية صباح الجمعة ان قاضي التحقيق امر بحبس محمد مرسي 15 يوما احتياطيا بتهمة "التخابر مع حماس" و"اقتحام السجون". وعلى الاثر دانت حركة حماس قرار حبس الرئيس المصري المخلوع معتبره ان السلطات المصرية الحالية باتت "تتنصل" من القضايا القومية والقضية الفلسطينية. وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حركة حماس في غزة متدخلا فى الشأن المصرى ان "حماس تدين هذا الموقف لانه ينبنىء على اعتبار ان حماس حركة معادية وهذا تطور خطير يؤكد ان السلطة القائمة في مصر باتت تتنصل من القضايا القومية بل وتتقاطع مع اطراف اخرى للاساءة اليها وفي مقدمتها قضية فلسطين". حبس الرئيس كما اعتبرت جماعة الاخوان ان قرار حبس الرئيس مرسي في وقائع تعود الى عهد نظام الرئيس حسني مبارك يمثل "عودة قوية" للحكم السابق. وقال المتحدث باسم الجماعة جهاد الحداد ان الاتهامات الموجهة لمرسي "تبدو وكانها انتقاما من قبل النظام السابق وتدل على انه يعود بقوة" الى الساحة السياسية. ومرسي محتجز في مكان لم يكشف منذ ازاحته عن السلطة في الثالث من تموز/يوليو. وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دعا الخميس الجيش المصري الى الافراج عن الرئيس المعزول وبقية قيادات جماعة الاخوان كما افاد بيان صحفى وزع من مكتب المنظمة بالقاهرة وقال ادواردو ديل بوي المتحدث باسم بان كي مون ان الامين العام فى البيان أنه يأمل أن يتم الافراج (عن مرسي وحلفائه) او ان يتم البحث في ملفاتهم بشفافية وبدون تأخير،مضيفا ان الامين العام "يتابع بانتباه وبقلق متزايد الاحداث في مصر ويدعو مجددا كل الاطراف للالتزام باكبر قدر من ضبط النفس، وهو يدعم حق جميع المصريين في التظاهر السلمي".