استنكر الكاتب البريطاني روبرت فيسك، تصنيف القتلى بمصر كإرهابيين، موضحا أن هذه الكلمة هي التي تستخدمها إسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية ضد أعدائهم. وأشار فيسك إلى أن الصحافة المصرية تتحدث عن الاشتباكات وكأن جماعة الإخوان المسلمين المسلحة حاربت الشرطة. وتساءل فيسك في مقالة نشرتها صحيفة "الإندبيندينت" البريطانية، عن أسباب مقتل عدد كبير من الأشخاص في أحداث السبت الماضي، ومن الذي قتلهم؟، موضحًا أن العديد من المصريين المعارضين للرئيس المعزول محمد مرسي أخبروه أنهم لم يستطيعوا تصديق أن جميع الإخوان كانوا يحملون أسلحة. ولكن يقول الكاتب الكبير أن الحقيقة تكمن في أن الشرطة أطلقت النيران على رجال غير مسلحين وما حدث كان مجزرة وعملية من عمليات القتل الجماعي، ولا يمكن لأي كلمة سوى تلك أن تصف ما حدث. كما سخر فيسك من مطالبة وليام هيج وزير الخارجية البريطاني السلطات المصرية بالكف عن العنف لأنه حان الآن وقت الحوار وليس المواجهة، مؤكدًا أن هذه التصريحات لن يستخدمها هيج تجاه الحكومة السورية. وتساءل الكاتب عن العملية السياسية في مصر وعن مصير السياسة في مصر إذا كان بإمكان قائد عسكري الإطاحة برئيس منتخب ديمقراطيًا، منوهًا إلى أن الغرب ربما يرغب في حب مصر ولكنها تُدار الآن من قبل الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع الذي وصفه بأنه قائد غليظ للغاية لا يبدو أنه يهتم بما يعتقد الغرب. كما أضاف فيسك أن السيسي يدرك أن علاقات مصر مع إسرائيل هي الآن أكثر أهمية من أي انقلاب في القاهرة، وأن الحفاظ على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل يستحق أكثر بكثير من أي ادعاء على الديمقراطية في القاهرة، مضيفًا أن الغرب في سبيله للموافقة على هذا. وأشار الكاتب البريطاني إلى تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي أكد أن بلاده سوف تظل دومًا شريكًا قويًا للشعب المصري أثناء تحديدهم لمسارهم نحو المستقبل، وأن الشعب المصري تم إعطاءه فرصة لإعادة التحول بعد الثورة إلى مساره، مستنكرًا فيسك من أن يعد الانقلاب العسكري تحول ما بعد الثورة.