قال الكاتب البريطاني "روبرت فيسك"، أنه لأول مرة في تاريخ العالم يكون "الانقلاب ليس انقلابًا"، في إشارة إلى عزل القوات المسلحة المصرية للرئيس محمد مرسي المنتخب ديمقراطًيا، وتعطيل الدستور، واعتقال المشتبه به التقليديين (الإسلاميين) وإغلاق القنوات التليفزيونية الدينية، إلى جانب نشر القوات العسكرية في شوارع العاصمة. وأشار "فيسك" في مقالة نشرتها صحيفة "الإندبيندينت" البريطانية، أن كلمة "انقلاب" لا يمكن ولن تنطق بها شفاه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ولا حتى بن كي مون الآمين العام للأمم المتحدة، يجرؤ على لفظ هذه الكلمة العدوانية. ومن هنا يتساءل "فسك"، عن أسباب هذا التردد الأمريكي، فهل يعود إلى أن الملايين من المصريين طالبوا بمثل هذا الانقلاب؟، وبالتالي يصبحون أول شعب في العالم يطالب بانقلاب قبل حدوث الانقلاب الفعلي؟، أم أن أوباما يخشى أن الاعتراف بكونه انقلابا سوف يجبر بلاده على فرض عقوبات على مصر التي تعد أكثر الدول العربية أهمية وتعيش في سلام مع إسرائيل؟، أم خوفًا من أن تخسر القوات المسلحة المعونة الأمريكية؟. كما أكد "فيسك" إلى أنه في ظل الأحداث الأخيرة في مصر يقف "الأسد" ليكون أكثر الرجال سعادة ورضا وأكثر وعيًا من صحة كفاحه الوطنية الخاصة ضد "الإسلاميين"، و "الإرهابيين"، منوهًا إلى أن الغرب وقف صامتًا عند قيام الجيش المصري بتدمير رئيسها المنتخب ديمقراطيًا للاصطفاف مع المعارضين الإسلاميين المسلحين للأسد. كما شدد "فيسك"، على أن الرئيس الأمريكي لا يفلت من الموقف الصعب، وأن قادة الغرب الذين يقولون أن مصر مازالت على طريق "الديمقراطية" وأن ملايين المصريين يدعمون الانقلاب، الذي لا يعد انقلابًا، و ينبغي عليهم التذكر أن مرسي كان منتخبًا عبر انتخابات حقيقية حاصلة على الرضا الغربي. واختتم الكاتب كلماته بقوله أن الوفد الأمريكي الأول الذي سيزور مصر، سوف يوضح ما إذا كان لديهم إيمانًا بأن هناك انقلابا أم لا من خلال الشخصيات التي سوف يجتمعون معها، والتي يؤمن "فيسك" بأنها ستكون القوات المسلحة.