واشنطن: توصلت دراسة أمريكية جديدة إلى أن الدماغ وقبل أن يلتقط الأنف رائحة مألوفة، يحضّر جهازنا الحسي لارتقاب الرائحة. ووجد العلماء بجامعة "نوروسترن يونيفرستي" أن الأدلة تشير إلى أن الدماغ يستخدم تشفيراً تنبؤياً لإطلاق "نماذج تنبؤية" لروائح معيّنة في القشرة الشمية الدماغية، حيث تحفظ الروائح قبل أن يؤكدها الأنف. وأشار الباحثون إلى أن التشفير التنبؤي، مهم لأنه يقدّم منفعة سلوكية تسمح للحيوانات والبشر للاستجابة للمحفزات في البيئة المحيطة بدقة وسرعة أكبر، طبقاً لما ورد بجريدة "الزمان". وأكدت الباحثة كريستينا زيلانو المسئولة عن الدراسة، أن دراستنا تشير إلى أنه عندما ينجح دماغنا في تكوين نموذج عن رائحة الحليب الفاسد، عندها سنصبح أكثر دقة في تحديد أن كان الحليب فاسداً وبالتالي أقل عرضة للإصابة بالمرض"، مضيفة أن "هذه النماذج التنبؤية يمكن أن تعود علينا بفائدة مهمة". وفي تجربة سابقة أجراها فريق من العلماء في جامعة أكسفورد وجدوا أن اقتران اسم جميل برائحة غير مستحبة من شأنه أن يجعل هذه الرائحة أجمل. وقد طلب إلى المتطوعين في التجربة أن يشموا رائحة الجبنة (الصفراء أو البيضاء)، أولا وضعت لصاقة كتب عليها كلمة تشير إليها على أنها "رائحة جسم" إنسان فصنفوها على أنها منفرة، لكن بعد أن وضعت عليها تسميتها الصحيحة صنفها المتطوعون علي أنها مستحبة أكثر من "رائحة الجسم". واستنتج العلماء أن الاسم كان كافياً لإثارة خيال المتطوعين واستحضار الرائحة حتى عندما كانوا يشتمّون الهواء النقي.