«القاصد» و«أبو ليمون» يتفقدان انتظام الدراسة بجامعة المنوفية الأهلية ويشهدان فعاليات اليوم التعريفي لكلية الصيدلة    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الخميس 26 سبتمبر 2024    وزير الخارجية: ما يحدث الآن في لبنان هو عدوان مكتمل الأركان    أحمد أبو مسلم: من الصعب مشاركة الصفقات الجديدة مع الزمالك.. وكفة الأهلي "فنيًا" هي الأرجح    إصابة 12 شخصًا في حادث انقلاب سيارة ميكروباص ب صحراوي الجيزة    مفاجأة مثيرة بشأن أغنية "الساعات الحلوة مبتخلصش"    توك شوفيدرا: «الكلاب» عودوني على صلاة الفجر منذ 13 عامًا    نقابة الصيادلة: مفيش دولة في العالم المريض بياخد الدواء ب «لون العلبة» (فيديو)    اللي عنده برد يقعد فالبيت.. جمال شعبان يحذر من متحور كورونا الجديد    إيمان العاصي تحاول إنهاء حياتها.. أحداث الحلقة 10 من مسلسل «برغم القانون»    بكام البيضاء؟.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية اليوم الخميس 26 سبتمبر 2024    طقس اليوم: حار رطب نهارا معتدل ليلا.. والعظمى بالقاهرة 33    خبير تحكيمي يعلق على تعيين معتز الشلماني للسوبر الإفريقي بين الأهلي والزمالك    هل عمليات التكميم وتحويل المسار حرام؟ أمين الفتوى يجيب    البابا تواضروس الثاني يدعو إلى دعم مجلة الكنيسة    حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته ضد الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء    البابا تواضروس يعرب عن أسفه لاتساع رقعة الحرب في المنطقة    في جمعيته العامة النصف سنوية.. التحالف الوطني يعتمد لائحة الفروع الداخلية    سعر الذهب في مصر اليوم الخميس 26-9-2024 مع بداية التعاملات    بالأرقام.. تطور أداء الدعم النقدي وتخصيص قدر من موارد الدولة للحماية الاجتماعية    فنانون يخوضون السباق الرمضاني 2025.. ياسمين تنافس العوضي    شركة مياه الشرب والصرف الصحي بقنا توجه رسالة مهمة للمواطنين.. تعرف على التفاصيل    موعد مباراة الزمالك ضد الأهلي في كأس السوبر الإفريقي والقنوات الناقلة    أبو الغيط: العجز أمام الوحشية في غزة شجع قادة إسرائيل على التصعيد    أبواب الجحيم.. الأمم المتحدة تحذر إسرائيل وحزب الله من الحرب    يتعلق بالرسائل.. تطبيق واتساب يطلق تحديثا جديدا عبر جوجل بلاي    مصر الذهبية.. ساويرس بين كنوز الذهب والمهمة المستحيلة (صفقة المليارات)    وزير الخارجية السوري: عدم اتخاذ مجلس الأمن إجراء لردع إسرائيل شجعها على توسيع اعتداءاتها    قرعة كأس الرابطة.. مواجهة سهلة ل ليفربول وأرسنال والسيتي يصطدم بتوتنهام    فلسطين.. طائرات الاحتلال تقصف منزلًا في محيط منطقة الكتيبة في خان يونس    بشير التابعي يكشف ملامح تشكيل الزمالك أمام الأهلي    «حرب الذكاء الاصطناعي» في الانتخابات الأمريكية    أمير شاهين عن زفاف ابن شقيقه: الهجوم مبالغ فيه والقبلات مشروعة ومش حاجة وحشة    إسعاد يونس: "قرارات زوزو ثورية وهجبر أحفادي يجروا ورا العلم"    بين بذل الجهود واحترام سيادة لبنان.. تصاعد العنف بين إسرائيل وحزب الله يدفع نحو تحركات دبلوماسية عاجلة    محافظة الغربية: رفع درجة الاستعداد بجميع أجهزة المحافظة استعدادًا لمولد السيد البدوي    بعد اختبائه 10 سنوات.. مهمة أمنية في حضن الجبل للقبض على هارب من حكم الإعدام    محمد الشناوي: مباراة نهائي القرن لن تتكرر.. وأغلقنا ملف الاحتفال بالدوري    «عودة الهيبة» شعار العام الدراسي الجديد.. 25 مليون طالب انتظموا في الفصول    الصحة اللبنانية تعلن استشهاد 72 شخصا وإصابة 392 في الهجمات الإسرائيلية خلال 24 ساعة    "جريمة شرف بأوسيم".. شاب يقتل عشيق شقيقته بعد ضبطه داخل المنزل    بالفيديو.. خالد الجندي: بعض عمليات التجميل فعل شيطاني    مصرع شخص وإصابة 10 آخرين في حادث انقلاب ميكروباص بالفيوم    المادة من 100.. درجات أعمال السنة لطلاب أولى وتانية اعدادي 2024 و التقييمات والواجب المنزلي (تفاصيل)    وكيل لاعبين يفجر مفاجأة: مفاوضات لضم راموس إلى الزمالك.. وموعد الحسم    "متحللش الحرام".. ماذا قال أحمد العوضي عن المساكنة قبل الزواج؟    حظك اليوم| برج الأسد 26 سبتمبر.. «إيجابيتك وثقتك هما أقوى أصولك»    حظك اليوم| برج الميزان الخميس 26 سبتمبر.. «كوّن علاقات ذات مغزى مع من حولك»    "البعض حاول جرنا لصراعات شخصية".. البلشي يكشف كواليس رفض "الصحفيين" لقانون الإجراءات الجنائية - حوار    قيادات "الأزهر والأوقاف" يؤدون العزاء في والدة الرئيس الأسبق للقطاع الديني - صور    مجانية.. تردد القنوات المفتوحة ل مشاهدة مباراة الأهلي والزمالك في السوبر الأفريقي    وزيرة المالية الكويتية: الاستقرار المالي على رأس الأولويات خلال المرحلة الحالية    3 خطوات ورابط التقديم للحصول على الكارت الذكي بجامعة حلوان    بعد 15 يومًا.. وفاة الطفل المتسبب في مصرع فتاة دهسا أسفل «سكوتر» بالتجمع    البنك الأهلي يفتتح مشروعات تطوير في مستشفى الحميات بالعباسية    أمين الفتوى يوضح حكم "قراءة الفنجان"    انطلاق دورة التعامل اللائق مع رواد المسجد لعمال المساجد    خالد الجندى: عمليات التجميل والتحول الجنسى فعل شيطانى للحرب على بنيان الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«قضية سنودين»... تحدد أولوية المصالح بين روسيا وأمريكا
نشر في محيط يوم 20 - 07 - 2013

"لدينا مهماتنا الخاصة في تطوير العلاقات الروسية الأمريكية"، هكذا صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تعليقه الأخير على قضية "إدوارد سنودين" موظف المخابرات الأمريكية المطلوب في الولايات المتحدة لتسريب تفاصيل بشأن برامج مراقبة وتجسس، وكان الأخير قد تقدم مؤخراً بطلب للجوء المؤقت في روسيا.
وجاءت هذه التصريحات تأكيداً من الكرملين الروسي على أن العلاقات الثنائية الروسية الأمريكية أهم بكثير من المشاحنات بين الأجهزة الاستخباراتية، مشدداً على أن عدم تقبل أي نشاط من شأنه أن يلحق الضرر بالعلاقات بين روسيا والولايات المتحدة.
براجماتية حية
إذاً، فالواضح أن العلاقات الروسية الأمريكية تمر بفصل جديد من تغليب المصالح على الخلافات الفرعية إحياءً لمبادئ البراجماتية، خاصة بعد انتهاء الحرب الباردة، لا سيما وأن مسار العلاقات الروسية اتخذ منحى جديداً فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، وهو ما جاء على لسان الرئيس بوتين عندما قال: إن روسيا دولة مستقلة ولها سياسة خارجية مستقلة، مضيفاً: "حذرنا سنودن من أن أي نشاط له قد يلحق الضرر بالعلاقات الروسية الأمريكية، هو أمر غير مقبول بالنسبة لنا".
وعلى الجانب الآخر، أعلن البيت الأبيض في ذات الوقت أن واشنطن تعول على أن يكون الوضع بشأن سنودن غير منعكس على العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وروسيا، وقال المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض جاي كارني في مؤتمر صحفي تعليقاً علي هذا الموضوع: "نحن لا نريد أن تغدو هذه القصة ضربة لعلاقاتنا الثنائية مع روسيا".
وكانت الخارجية الأمريكية قد أعلنت في وقت سابق أن واشنطن ستواصل جهودها الرامية إلى دفع موسكو لتسليم سنودن إلى الولايات المتحدة، حيث قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية باتريك فينتريل: "إن الإدارة الأمريكية تعمل مع الحكومة الروسية بهذا الشأن بما فيه على مستوى الرئيس أوباما، مؤكداً أن واشنطن ستواصل جهودها في هذا الاتجاه، وقال فينتريل: إنه لا توجد اتفاقية ترحيل المتهمين بين روسيا والولايات المتحدة، إلا أنه أعرب عن أمله في أن تسلم روسيا سنودن على أساس التعاون السابق بين البلدين، مشيراً إلى وجود أسس لذلك التعاون.
حظر السلاح
وقد شهدت العلاقات بين القوتين دفئاً على مستوى التعاون العسكري، وخاصة فيما يخص حظر انتشار الأسلحة الإستراتيجية، ففي أكتوبر 1980 بدأ الوفدان الروسي والأمريكي المباحثات حول الحد من الأسلحة النووية في أوروبا، لكن الولايات المتحدة بدأت عام 1983 في نشر صواريخ جديدة في أوروبا، الأمر الذي حمل الوفد السوفيتي على مغادرة جنيف، وبدأت المرحلة التالية للمباحثات في موضوع الأسلحة النووية والفضائية في شهر مارس بجنيف، وفي عام 1991 تم إعداد وعقد معاهدة التقليص والحد من الأسلحة الإستراتيجية الهجومية "ستارت 1".
وفي عام 1987 تم توقيع معاهدة القضاء على الصواريخ السوفيتية والأمريكية المتوسطة والقصيرة المدى، وتعهد الجانبان بموجب هذه المعاهدة بتصفية صواريخهما المتوسطة والقصيرة المدى، وعدم امتلاك تلك الصواريخ مستقبلاً، وقد نفذ الجانبان التزاماتهما في هذه الخطة بالفعل في المواعيد المحددة، علماً بأن الجانب السوفيتي قام بتصفية 1846 مجمعاً صاروخياً، أما الجانب الأمريكي فقام بتصفية 846 مجمعاً صاروخياً.
وفي عام 1993 وقع الجانبان على معاهدة التقليص الإضافي والحد من الأسلحة الإستراتيجية الهجومية (ستارت -2)، إضافة إلى عدد من الاتفاقات الروسية الأمريكية التي تخص قضايا خفض الخطر النووي، وبينها اتفاقية الإبلاغ عن إطلاق الصواريخ البالستية العابرة للقارات الأرضية، والصواريخ البالستية المرابطة في الغواصات عام 1988، واتفاقية إنشاء مراكز التخفيض من الخطر النووي عام 1987 ، واتفاقية التعاون في مجال الجرد والرقابة على المواد النووية والوقاية منها عام 1999، والتي تخص مسائل المعاملة الآمنة للمواد الإشعاعية، وإلى جانب الاتفاقيات الثنائية الروسية الأمريكية هناك عدد من المعاهدات المتعددة الجوانب في مجال الحد من السلاح النووي، وبينها معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية الموقعة عام 1996.
وفي عام 1988 ضمت البنية التنظيمة الخاصة باتفاقيات نزع السلاح مؤسسات جديدة، بينها مركزا التخفيض من الخطر النووي الوطنيان في كل من موسكو وواشنطن، ومؤسسات الرقابة على تنفيذ الاتفاقيات، وتحقيق زيارات تفقدية.
اللجوء السياسي
وتجدر الإشارة إلى أن سنودين قد قدم خلال الأيام القليلة الماضية طلباً باللجوء السياسي إلى روسيا، حيث إنه عالق في منطقة الترانزيت بمطار شيرميتيفو الروسي منذ أن قدم من هونج كونج في 23 يونيو الماضي، حيث وجهت إليه بلاده تهماً بتسريب معلومات أمريكية حساسة تتعلق بأنشطة تجسس تقوم بها وكالة الأمن القومي الأمريكي.
وقد اختلف الخبراء حول تعامل "بوتين" مع قضية "سنودين"، حيث رفض فيودور لوكيانوف، رئيس مجلس الشئون الخارجية وسياسة الدفاع، ورئيس تحرير"روسيا في السياسة العالمية"، فكرة تسليم روسيا سنودين للولايات المتحدة الأمريكية، موضحاً: "سيكون ذلك مشيناً في أعين العالم؛ لأن كثيراً من الناس معجبون به، وعلى الرغم من كل شيء، سنودين لم يتورط في التجسس، هو فقط كشف عن معلومات مهمة"، معتبراً تسليمه ضربة لصورة موسكو في الخارج، ولكنه اعترض في الوقت ذاته على تأمين حق اللجوء السياسي له، قائلاً: "من شأن ذلك أن يؤثر فعلاً في العلاقات الروسية الأمريكية".
كما رفض غريغوري فيفر، مراسل سابق في موسكو، ومساهم في الإذاعة الوطنية العامة، تسليم سنودين، قائلاً: "من المؤكد أنه سيُحكم عليه بأربعين سنة سجن على الأقل ليصبح عبرة لمن قد يفكِّر في أن يشي بالأسرار، ولا أظن أن هذه القضية ستؤثر بشكل كبير في العلاقات الثنائية الروسية - الأمريكية. فهذه العلاقات بالأساس ضعيفة".
وعلى الجانب الآخر، رأى روس ويتشر، أستاذ في قانون الإعلام في جامعة تينيسي لتقنية الصحافة، ضرورة تسليمه لأمريكا، معلقاً: "لقد قدَّم سنودين معلومات مهمة للشعب الأمريكي عن تعدِّي الحكومة على خصوصية الشعب، لكنه، أيضاً، قام بخرق القانون، يجب على روسيا تسليم سنودين. وإذا لم تقم بتسليمه، سيُنظر إلى روسيا في الولايات المتحدة على أنها آوت شخصاً هارباً من العدالة".
تحييد سنودين
وحول مستقبل العلاقات بين موسكو وواشنطن، يُنتظر أن يتم تحييد قضية سنودين، وهذا ما يفسره تصريحات الرئيس الروسي في وقت تقدم فيه سنودين رسمياً بطلب اللجوء لموسكو، وكأن بوتين أراد أن يؤكد للجانب الأمريكي رغبة روسيا في المحافظة على الأجواء الهادئة نسبياً مع واشنطن في الفترة الأخيرة رغم قضية سنودين، خاصة وأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعلن من قبل أنه لن يلغي زيارته لموسكو أو مشاركته بقمة العشرين في مدينة سانت بطرسبرج سبتمبر القادم.
وفي المقابل رغم التسليم بأن الولايات المتحدة وروسيا قد أجرت ترتيباً على أولويات المصالح بينهما، إلا أنه ليس هناك تعديلاً على مستوى الأهداف الإستراتيجية الأساسية لتبقى السمة المسيطرة على مسار العلاقات بين القوتين هي التنافس على النفوذ في مناطق كثيرة من العالم أهمها الشرق الأوسط، وتباين المواقف بخصوص الأزمة السورية في الوقت الراهن، فضلاً عن التنافس وسط أسيا وأمريكا اللاتينية.
وبين ذلك وذاك، فإن ما يمكن قوله في النهاية هو أن مستقبل العلاقات الأمريكية الروسية ستسيطر عليه حالة "الانتعاش المرهون"، أي أن العلاقات بين البلدين قد تشهد تحسناً مطرداً وجوهرياً، لكن بالنظر إلى مستوى التساوم والحكمة بينهما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.