ظهر الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، المرشح عن الحزب الجمهورى للانتخابات الأمريكية المقبلة فى صورة متداولة، خلفه مجموعة من المؤيدين، لكنهم مؤيدون غير عاديين، إنهم أتباع المرشح المنافس عن الحزب الديمقراطى لمنصب نائب الرئيس تيم والز، وظهر ترامب رفقة مجموعة من الأشخاص يرتدون ملابس تحمل عبارات مؤيدة له. على الجانب الآخر انتشرت صورة أخرى ظهرت بها المرشحة الرئاسية عن الحزب الديمقراطى، كامالا هاريس وهى تقف أمام حشود كبيرة من المؤيدين يحملون شعارات تشبه شعار الاتحاد السوفيتى التى ترمز إلى الشيوعية، وفى أقصى يمين الصورة تظهر كلمة «شيكاغو»، عطفا على مؤتمرها الأول الذى عقدته فى ولاية شيكاغو الأمريكية. على غرار مجالات كثيرة توغلت بها تقنيات الذكاء الاصطناعى، أصبحت الصور المولدة بالذكاء الاصطناعى أداة يحملها كلا المرشحين وأتباعهم ضمن أدوات التأثير فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، سواء للدعم أو للنقد أو حتى مشاركتها فى إطار حيادى، تمكن تلك الصور المستخدمين من إنشاء أحداث أو خلق سياق أو استكمال رؤية معينة حسب طلبهم. جميع الصور بالذكاء الاصطناعى وليست حقيقية ورصد قسم «تدقيق المعلومات» ب«المصرى اليوم»، خلال الأيام القليلة الماضية 116 صورة مولدة بالذكاء الاصطناعى عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية جميعها متداولة عبر موقع التواصل الاجتماعى «إكس» خلال الفترة ما بعد إعلان ترشح ترامب وهاريس بشكل رسمى لخوض سباق الانتخابات الأمريكية، وحتى الخامس من سبتمبر الجارى وكان لكامالا هاريس النصيب الأكبر بنحو 64 صورة، مقابل 52 صورة لدونالد ترامب. تباينت طبيعة الصور المتداولة بين صور تعبر عن حياة المرشحين الرئاسيين العملية وأخرى تستعرض أحداثًا شهدتها المنافسة نحو البيت الأبيض لكن جميعها كانت تحمل طابعًا مختلفًا. 59٪ من الصور التى رُصدت تعلقت بحياة المرشحين المهنية، و40٪ منها تعلقت بحياة المرشحين الشخصية، فى حين أن 2٪ من الصور كانت فانتازيا، لا تمت للواقع بصلة جميع الصور بالذكاء الاصطناعى وليست حقيقية و بدت 67٪ من الصور كمشاهد حقيقية، ما جعلها تثير الكثير من الجدل، بينما كان نحو 20٪ من الصور تبدو كمشاهد فنتازية خارقة للطبيعة، فى حين كان 14٪ من الصور مولدة عبر الذكاء الاصطناعى فى هيئة رسوم. من بين ال116 صورة، كانت أكثر الحسابات نشرا لتلك الصور المولدة بالذكاء الاصطناعى 7 حسابات يحملون أسماء: «LibsAiMedia-ZGhostbook- The AI Colony- Jack Doe- Free Speech- RealStarTrump -Tekraj Awasthi». وكانت 58٪ من الصور تم نشرها بهدف النقد، و24٪ من الصور حملت موقف داعم لمرشح بعينه، فى حين أن 18٪ من الصور حملت موقف محايد. حسابات متخصصة فى قيادة الهجمات جميع الصور بالذكاء الاصطناعى وليست حقيقية تصاعدت هجمات الصورة المولدة بالذكاء الاصطناعى ضد كامالا فى التاسع والعشرين من أغسطس والثانى من سبتمبر العام الجارى، بنحو 10 صور، بينما وصلت الصور المولدة بالذكاء الاصطناعى التى تمثل ترامب إلى ذروتها فى الرابع من سبتمبر بنحو 17 صورة. حساب «LibsAiMedia»، الذى احتل المركز الأول كأكثر الحسابات نشرا بنحو 15 صورة مولدة بالذكاء الاصطناعى، دائم النشر للصور المولدة بالذكاء الاصطناعى الخاصة بالمرشحين الرئاسيين، أنشئ فى يوليو 2024، غير محدد الدولة، ويدعى مالكه أنه هو من يخلق تلك الصور، وأنها من باب الدعابة والضحك، ينتقد كامالا هاريس على الدوام وغالبا ما ينشر الصور مصحوبة بنقد. تلاه من حيث عدد الصور المنشورة حساب «ZGhostbook» بنحو 7 صور جميعها كان الهدف منها انتقاد كامالا هاريس، ينقد الحساب الإدارة الأمريكية الحالية على الدوام، ويدعم المرشح ترامب، يعلق عادة على الأحداث الجارية فى أمريكا، غير محدد الدولة وينشط منذ يناير 2014. ويعرف الحساب نفسه على أنه ل«ناشط سابق فى مكافحة الإرهاب» ومؤلف كتاب «THE GHOST»، من خلال رابط مرفق بداخل معلومات الحساب توصلنا إلى أن مؤلف هذا الكتاب شخص يدعى «بول» ولد فى إحدى الدول العربية، الحساب ظهر على أداة فحص حسابات إكس «بوت ميتر» على أنه حساب طبيعى وليس روبوت. جميع الصور بالذكاء الاصطناعى وليست حقيقية احتل المركز الثالث حساب «The AI Colony» بنحو 6 صور،ويهتم الحساب بمشاركة جديد الذكاء الاصطناعى بشكل عام، وتقنياته المختلفة، غير محدد الدولة، وأنشئ فى نوفمبر 2020، يقدم عادة نصائح تناسب المجتمعات المتخصصة فى الذكاء الاصطناعى، لم يستدل عليه عبر أداة فحص حسابات إكس «بوت ميتر». المركز الرابع كان من نصيب حساب «Jack Doe» بنحو 5 صور، الذى ينتقد الديمقراطيين على الدوام، وكامالا هاريس على وجه التحديد، دائما ما يعيد مشاركة الفيديوهات المناهضة لهم، ويعيد مشاركة الصور المولدة بالذكاء الاصطناعى، ويخلق ويشارك الصور الخاصة به، أنشئ الحساب منذ ما يقرب 5 أشهر فقط، إلا أنه لديه نحو 3500 تغريدة على «إكس»، بحسب بيانات الحساب فإنه يتم إدارة الحساب من ولاية كاليفورنيا الأمريكية، لم يستدل عليه أداة فحص حسابات إكس «بوت ميتر». شكل توضيحى لنتائج التحليل فى المركز الخامس جاء حساب «Free Speech»، بنحو 4 صور، يدعى الحساب أنه مهتم بحرية الرأى والتعبير، وينشط من داخل أمريكا وأنشئ فى عام 2015 بحسب البيانات المتوفرة، يشارك الصور المخلقة بالذكاء الاصطناعى ويعلق على السياسة العامة الأمريكية، لم يستدل عليه عبر أداة فحص حسابات إكس «بوت ميتر». وفى المركز السادس بنحو 4 صور حساب «RealStarTrump» الذى يصف نفسه بأنه مهتم بالذكاء الاصطناعى بشكل عام، ويشارك العديد من الصور المولدة بالذكاء الاصطناعى، أبرزها صور تعبر عن مشاهد مختلفة من السباق الانتخابى الأمريكى، أنشئ فى مارس 2023، لم يستدل على عنوانه، حصل على مؤشر 2.3/5 فى مؤشر فحص الحسابات على «بوت ميتر». المركز السابع كان من نصيب حساب باسم «Tekraj Awasthi» لمهندس كمبيوتر يحمل الجنسية الهندية، متخصص فى تعلم الآلة والذكاء الاصطناعى، أنشئ الحساب فى يوليو 2022، يشارك كل جديد فى عالم التكنولوجيا ويخلق الصور باستخدام الذكاء الاصطناعى، يناصر ترامب والجمهوريين. 10 أحداث جسدها الذكاء الاصطناعى تتعلق بالانتخابات الأمريكية جميع الصور بالذكاء الاصطناعى وليست حقيقية اختلفت الأفكار والرؤى وأحيانا انحيازات -الحسابات المشاركة للصور- نحو مرشح بعينه، برزت 10 صور مجتمعة لكلا المرشحين نالوا القدر الأوسع من التداول وأيضا التفاعل، وكانوا يرتبطون بعض الشىء بواقع الأجواء المشتعلة التى تشهدها الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فعلى وقع اختيار الحزب الديمقراطى لحاكم ولاية «مينيسوتا» تيم والز البالغ من العمر 60 عاما، ليكون مرشحا لمنصب نائب الرئيس تداولت حسابات فى 4 سبتمبر الجارى صورة منسوبة لأفراد من عائلة والز رفقة المرشح الجمهورى دونالد ترامب، يرتدون ملابس تحمل عبارات مؤيدة له، حققت الصورة نحو 25 ألف مشاهدة و180 إعجابا و39 مشاركة لكن سرعان ما كشفت شقيقة «والز» لوسائل إعلام محلية أنها لم تتعرف على الأشخاص المرافقين لترامب فى الصورة وأنها ترجح أنها مولدة بواسطة الذكاء الاصطناعى. جميع الصور بالذكاء الاصطناعى وليست حقيقية وأظهرت تطور العلاقة بين الملياردير الأمريكى إيلون ماسك ودونالد ترامب انعكاسات خاصة فى عالم الصور المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعى، إذ شاركت العديد من الحسابات فى 3 سبتمبر الجارى صورة تجمع ماسك بترامب، حققت تفاعلا وصل إلى مليون ونص المليون مشاهدة و63 ألف إعجاب و6500 مشاركة، على خلفية تطور صداقتهما السياسية بشكل متسارع، وإجرائهم حوارًا مباشرًا عبر تقنية البث المباشر على منصة «إكس» الشهر الماضى، وتلميح ترامب فى خطاب له بولاية نيويورك عزمه التفكير فى تعيين ماسك، كرئيس للجنة مراجعة مالية للحكومة، تقديم توصيات لإجراء إصلاحات جذرية فى الاقتصاد الأمريكى. علاقة الرئيس الأمريكى السابق برئيس كوريا الشمالية أيضا كان لها الأثر البالغ على رادار الصور المولدة بالذكاء الاصطناعى وتداولت حسابات فى اليوم ذاته 3 سبتمبر صورة تجمع ترامب بنظيره كيم جونج أون، يرتديان بها ملابس تشير إلى الحزب الشيوعى فى انتقاد واضح للعلاقة التى تجمعهما، حققت الصورة مشاهدات وصلت إلى 216 ألف مشاهدة و8700 إعجاب و1800 مشاركة، التقارب فى وجهات النظر الذى ظهرت عليه العلاقات بين البلدين خلال ولاية ترامب الأولى، عاد للأذهان مرة أخرى عندما تحدث الأخير بشكل غير مباشر فى مؤتمر إعلان ترشحه لولاية ثانية تقديره ل«أون» فى سياق تصريحاته عن قدراته فى التعامل مع التعقيدات الجيوسياسية المتعلقة بكوريا الشمالية وروسيا. وتسببت صورة استقبال كامالا هاريس فى مطار ديترويت بولاية متشجان التى انتشرت على نطاق واسع فى 10 أغسطس الماضى، حالة من الجدل حول صحتها بعد أن اتهم ترامب الحملة الانتخابية للمرشحة الديمقراطية أنها تلاعبت فى أعداد الحضور من خلال الذكاء الاصطناعى وحققت الصورة مشاهدات وصلت إلى 14.5 مليون و106 آلاف إعجاب و31 ألف مشاركة عبر «إكس»، ونشر ترامب الصورة عبر حسابه بمنصة «Truth Social» قائلا «لم يكن هناك أحد» وأضاف أنها مولدة باستخدام الذكاء الاصطناعى. بينما ردت الحملة الخاصة بهاريس وبعض وسائل الإعلام المحلية بأن الصورة حقيقية وحضر 15 ألف شخص كما امتدت الحشود إلى مدرج الطائرات. وسعى ترامب للحصول على دعم أكبر من الناخبين ذوى البشرة السوداء خلال الانتخابات المقبلة جسدته صورة نُشرت فى 3 أغسطس الماضى، مولدة بوساطة الذكاء الاصطناعى أثارت تفاعلا كبيرا، أظهرت ترامب محاطًا بمجموعة من السيدات ذوى البشرة السمراء وتبدو على وجوههم ملامح الابتسامة ويرتدون أزياء منمقة، حصدت الصورة المتداولة مشاهدات بلغت 4 ملايين و900 ألف، 61 ألف إعجاب و15 ألف مشاركة عبر «إكس» لكن العيوب التقنية فى الصورة سرعت من عملية اكتشافها. حملت 44٪ من صور ترامب المولدة بالذكاء الاصطناعى تعليقات داعمة، و25٪ منها فقط حملت نقد، فى حين كانت نحو 31٪ من التعليقات محايدة. تأثير «ماسك» على الجانب الآخر نالت الصور المتعلقة بالمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس نصيب الأسد من التفاعل على موقع إكس بنحو 91٪ من حجم المشاهدات والتعليقات والمشاركات والإعجابات، بينما حصد دونالد ترامب 9٪ فقط من التفاعل. وعلى وقع هذا التفاعل، حصلت صورة شاركها حساب إيلون ماسك فى 2 سبتمبر الجارى ل كامالا هاريس على تفاعلا بلغ 83.6 مليون و349 ألف إعجاب و61 ألف مشاركة، وعلق عليها قائلا «كامالا تعهدت بأن تكون ديكتاتورًا شيوعيًا منذ اليوم الأول.. هل تصدق أنها ترتدى هذا الزى؟»، الصورة التى شاركها «ماسك» أظهرت هاريس وهى مرتدية ملابس حمراء اللون، مع قبعة من اللون ذاته يظهر بها شعار الشيوعية. قبلها بساعات قليلة ظهرت هاريس رفقة والز فى مقابلة لقناة «cnn» الأمريكية أجابت بها على مجموعة واسعة من الأسئلة، وتحدثت عن سياساتها الاقتصادية، وسياسات الحدود، والهجمات التى طالتها بسبب عرقها من الرئيس السابق دونالد ترامب، بالإضافة إلى المكالمة التى تلقتها من الرئيس جو بايدن لإخبارها بأنه سينسحب من السباق الرئاسى، لكن تلك المقابلة لم تمر على منافسها ترامب مرور الكرام إذ شارك فى 1 سبتمبر صورة معدلة بواسطة الذكاء الاصطناعى للمقابلة تظهر والز وهو خلف جدار عازل زجاجى، مدعيا أنه متواجد فقط للطوارئ، حققت الصورة تفاعلا واسعا وصل إلى 16 مليونا و400 ألف و185 ألف إعجاب و25 ألف مشاركة. وفى اليوم ذاته ظهرت صورة تبدو وكأنها تجمع المرشحين الرئاسيين فى مناظرة رئاسية، علما بأن المناظرة الوحيدة التى جمعتهما حتى الآن جرت فى 10 سبتمبر الجارى وحققت الصورة نحو 46 مشاهدة. وتداولت عددا من الحسابات فى 30 أغسطس الماضى صورا لكامالا وهى ترتدى الزى الخاص بأحد المطاعم الأمريكية الشهيرة على خلفية قولها فى مناسبات سابقة إنها اضطرت للعمل فى هذا المطعم عندما كانت مقتبل عمرها لتوفير نفقتها، ترامب بدوره شكك فى الأمر وادعى أن هاريس لم تعمل فى هذا المطعم لكن الصورة المتداولة رفقة ترامب حققت نحو 10 آلاف مشاهدة و171 إعجابا و22 مشاركة. وعلى خلفية فكر والدها الاقتصادى برزت صور لكامالا فى 16 أغسطس وهى تحمل كتابا للمفكر الاقتصادى «كارل ماركس»، بعد تداول أنباء تفيد بأن والدها -أستاذ الاقتصاد فى جامعة ستانفورد-كان اقتصاديا ماركسيا يدعم نظرية المدرسة الاقتصادية ما بعد الكينزية التى يقوم عليها الفكر الماركسى، ما يدعم فكرة أن هاريس لن تكون ناجحة فى إدارة ملف الاقتصاد الأمريكى إذا نجحت فى الانتخابات الرئاسية القادمة. نصيب الصور الناقدة لنائبة بايدن الحالية والرئيسة المحتملة للولايات المتحدةالأمريكية بجمع الصور بلغت 85٪، فى حين أن أقل من 10٪ من التعليقات التى حملتها الصور كانت داعمة، ومثلهم كانت تعليقات محايدة.
