قالت وكالة أنباء "شينخوا" الصينية أن إجهاض مصطلح "الإخوان المسلمين" في مصر، يثير إحباط التيار الإسلامي ويخلق ارتباكًا للقوات الإسلامية في الدول العربية الأخرى. أوضح "نبيل عبد الفتاح" الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن التجربة الفاشلة للإخوان في مصر سوف تؤثر سلبًا على القوى الإسلامية في الدول العربية الأخرى، مثل السودان وتونس والأردن وخاصة فلسطين، متوقعًا "دورًا متقلصًا" لمشاركة الجماعة في الساحة السياسية للمنطقة. كما يؤمن عبد الفتاح أن الإسلام السياسي سوف يفقد نفوذه تدريجيًا، وأن الجماعة سوف تؤدي إلى أن يخسر المشروع الإسلامي جاذبيته في الشوارع، متوقعًا حدوث مرحلة من عدم التوافق داخل الحركات الإسلامية، وخاصة بين الإخوان والسلفيين في مصر، وقد يفضل البعض منهم العنف والتشدد، بينما يسعى البعض الآخر لطريق الاعتدال. ويوافق المحلل السياسي الفلسطيني عبد القادر ياسين، على أن سقوط الإخوان في مصر سوف يعقبه سقوط شعبيتهم في جميع أنحاء المنطقة، ولكن هذا الفشل في القاهرة لن يؤثر على حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" التي لم تستفد من حكم الرئيس المعزول محمد مرسي. أضاف ياسين، أنه في الوقت ذاته يمكن أن يمنح ما حدث وقتًا للإسلاميين في المنطقة، لتعلم الدروس مما حدث في مصر، لضبط طريقهم للقيام بهذه الأمور. ومن جانبه، يؤمن السياسي السوري جبر الشوفي، أن حكم الإخوان أعاد إحياء التيار الإسلامي في دول أخرى، ولكن نكستهم قد تعمل على تراجع هذا التيار، مشيرًا إلى أن الدروس التي يجب أن تتعلمها سوريا من الإخوان هي الابتعاد عن فرض السيادة وعزل القوى السياسية الأخرى ومكافحة الإعلام والقضاء دون تطوير نموذج اقتصادي من أجل حل مشاكل البلاد. وأوضح الشوفي، القيادي في المجلس الوطني السوري، أن الخطأ المميت للإخوان كان في اعتقادهم أن صناديق الانتخابات منحتهم حق ممارسة "الديمقراطية" كما كانوا يتمنون، ولكن ما لم يستطيعوا فهمه، هو أن الديمقراطية يجب أن تتحول لثقافة وممارسة. أضاف الشوفي، أن الإطاحة بالإخوان في مصر، لا يعد سقوط نهائي للاتجاه الإسلامي، ولكنه سوف يعيدها لما كانت عليه، ومن ثم يجب على الإسلاميين العودة ببرامج سياسية ورجال دولة وليس رجال الدين.