الظاهرة الاستعمارية هي حقيقة تاريخية يثبتها التاريخ وتؤكدها الجغرافيا . تتلون وتتشكل فى الاطار السياسى والاقتصادى والعسكرى والثقافى حسب الظرف التاريخى وحسب مدى امكانية الدولة الاستعمارية فى مواجهة القوى الاستعمارية المنافسة . وان كان العالم قد عاش ثنائية القوى الاستعمارية بعد الحرب العالمية الثانية فى شكل ما يسمى بالحرب الباردة بين الولاياتالمتحدةالامريكية وبين الاتحاد السوفيتى . فبعد سقوط السوفيت عام 1989 تفردت امريكا بالعالم وان كنا الان بصدد قيام قوى اخرى منافسة خاصة فى القارة الاسيوية . كما ان ظاهرة الاستعمار العسكرى الاستيطانى وبعد هول نتائج الحروب الكارثية فقط تحول الاستعمار العسكرى الى اشكال اخرى أهمها الاستعمار الاقتصادى الذى يؤدى الى استعمار سياسى والذى يؤكد الاستعمار الثقافى الذى هو اخر صور الاستعمار . وأول أهداف الاستعمار هو الحفاظ على مصالحة الاستراتيجية فى الدولة المستَعمرة وفى المنطقة خاصة ان منطقة الشرق الاوسط هى أهم المناطق استراتيجية لكل الأنظمة الاستعمارية على مدار التاريخ اضافة لوجود البترول والاهم هو الحفاظ على سلامة الدولة الصهيونية التى تم زراعتها فى المنطقة العربية لاسباب كثيرة . أما مصر فهي الدولة الاهم تاريخياً وحضارياً واقليمياً وعالمياً ولهذا قد تنافس عليها الاستعمار بكل اشكالة على مدى التاريخ . حتى وصلنا الان للاستعمار الامريكى الذى بداء استعماره الاقتصادى بما يسمى بالمعونة العسكرية والمدنية فى مقابل التمسك بمعاهدة السلام وحفظ أمن اسرائيل . واذا كان مبارك رجل امريكا الملتزم بسلامة اسرائيل فنحن الان فى عهد الاخوان (صناعة امريكية ) والملتزمين بسلامة الدولة الصهيونية والملتزمة بشروط لم يقبلها مبارك . وما طلب كيرى للجماعة قبل انتخابات الرئاسة فى ترشيح مرشح للجماعة فكان مرسى . وما خضوع الاخوان لأمريكا والتزامها بسلامة الدولة الصهيونية حتى ان ملايين الجماعة التى كانت تجهزها لتحرير فلسطين تتوجه الان لتحرير دمشق فى الوقت الذى تعلن فيه امريكا تسليح المعارضة السورية المرتبطة بالخارج . وما اعتراف الشاطر عند اجتماعة مع عمرو موسى بأن امريكا راضية عن الاخوان وهى من يحمى نظامهم كل هذا وغيره كثير يؤكد ان الاخوان صناعة امريكية حفاظاً على المصالح الامريكية والصهيونية فى المنطقة . وتدخلات امريكا لأنجاح مرسى بعيداً عن صندوقهم كثيرة ومعروفة . ولذا نرى الان السفيرة الامريكية وهي تعتبر نفسها المندوب السامى الامريكى الان فى مصر اعادة لأنتاج ما يسمى بالمندوب السامى البريطانى فى عهد الاحتلال البريطانى لمصر . تجوب البلاد طولا وعرضا بتبجح منقطع النظير وخنوع من الجماعة بشكل مهين . خاصة قبل مظاهرات 6/30 التى يهدف الشعب منها اسقاط مرسى ونظام الاخوان بعد عام حكم من الفشل الكارثى . فمقابلة السفيرة للبابا تواضروس وشيخ الازهر وكل القوى السياسية المعارضة وعقد لقاءات فى نادى الجزيرة ومركز أبن خلدون وغير ذلك كثير يؤكد صفاقة السفيرة وسفور التدخل الامريكى فى الشئون المصرية . حتى وصلت الامور أن تطلب السفيرة مِن مَن تقابلهم عدم النزول والمشاركة فى 6/30 فهل وصلت التدخلات الامريكية فى شئون مصر الى هذا الحد ؟ وهل قبل الاخوان لهذه الدرجة من العلاقة مع الشيطان الاعظم الذى اصبح الصديق الاعظم ؟ اهى انتهازية سياسية ام سفالة اخلاقية ام المصلحة الذاتية التى لا يساويها شئ حتى الدين الذى يتاجرون بأسمة ؟ واذا كان الاخوان وتابعيهم من الارهابيين يدعون ان مظاهرات 6/30 هدفها اسقاط الاسلام ورفض الشريعة الاسلامية . فهل هذا يعنى أن امريكا والسفيرة تهدف بحركتها هذه حماية الاسلام وتطبيق الشريعة ؟ ولماذا ذهبت الى البابا ؟ وهل هذا ان يعنى ان امريكا تريد ان تقول ان البابا هو المسئول السياسى عن الاقباط فى اعادة انتاج لمنهج البابا شنودة لتكريس الطائفية ولمساندة الدولة الدينية التى يسعى اليها التيار الاسلامى ؟ وماذا يعنى مناقشة السفيرة مع البابا لمشاكل الاقباط؟ ايعنى هذا نوع من التدخل لحل مشاكل الاقباط ؟ وما هي العلاقة بين علاقة امريكا بالاخوان وبين ادعائها بأنها تدافع عن الاقباط ؟ واذا كانت امريكا تدعى حماية الاقباط فلماذا لم تحل مشاكلهم مع مبارك وقد كان رجلهم الوفى الذين تركوه حفاظا على مصالحهم ؟ وماذا سيكون الموقف الامريكى عندما يسقط المصريون حكم الاخوان هل سيقولون لمرسى ارحل الان كما قالوا لمبارك ؟ انها المصلحة الامريكية الصهيونية . وعلى السفيرة ان تلزم حدودها فمصر ستظل دولة مستقلة ولن تحقق ثورة يناير الا بأستقلال مصر وعلى كل المستويات . فلا خنوع ولا خضوع للأخوان ولا للأمريكان ولا لأى مستبد بعد الان . لأن مصر لن تكون لغير المصريين.