ماذا تريد امريكا من الثورات العربية ؟ وهل ما تقصدة امريكا من العالم العربى وثوراته هو بالفعل تحقيق الديموقراطية وتفعيل حقوق الانسان ؟ واذا كان الامر كذلك فلماذا تعاونت وتوحدت فى مصالحها مع تلك النظم الديكتاتوريه الاستبدادية وعلى رأسها نظام مبارك ؟ وما علاقة حقوق الانسان بذلك الموقف المتعنت والمتنطع من اوباما حيال التهديد باستعمال حق الفيتو فى مواجهة اعلان الدولة الفلسطينية . ناسيا ومتناسيا وعوده عند ولايته حيث تبنى الدولة الفلسطينية ؟ وماذا تريد امريكا من ضخها الاموال الامريكية لتلك المنظمات الحقوقية بعد ثورة يناير حسب تصريحات السفيرة الامريكية بالقاهرة . بل الاصرار على تدفق هذة الاموال ؟ وما هو دور امريكا مع هؤلاء الذين يسمون باقباط المهجر والحاصلين على الجنسية الامريكيه ويقيمون فيها ويسوقون لسياساتها ويتاجرون بورقة الاقباط لاستغلالها كأحد الاوراق المهمة والهامة لاعادة تقسيم منطقة الشرق الاوسط على اسس طائفية حسبما ترى ؟ وهل هناك علاقة بينها وبين من يدعون لانشاء تلك الدولة القبطية المزعومة خاصةً ان هؤلاء يفاخرون ويفتخرون بصهيونيتهم وانحيازهم للدولة الصهيونية فى مواجهة العرب ؟ . وعلى ذلك فهل السفيرة الامريكيةالجديدة اَن باترسون قد اصبحت المندوب السامى الامريكى فى القاهرة؟ وهل امريكا بالفعل مع ان تكون هناك نظم دينية ام نظم مدنية بعد ثورات الربع العربى ؟ واذا كانت امريكا مع الدولة المدنية بدليل اعتراض كثير من القيادات الامريكية فى الكونجرس على صعود الاخوان المسلمين فى مصر وتدفق تلك التقارير الامريكية التى تحذر من ذلك الصعود؟ ولماذا تتحرك امريكا عكس هذا الاتجاه ؟ . وعلى ذلك فقد تم لقاء بين السفيرة الامريكيةالجديدة فى مصر وبين البابا شنودة صباح 26-9 الماضى بالكاتدرائية و قد تطرق الحديث بينهما الى وضع مصر الحالى والانتخابات البرلمانية المقبلة وكيف سيكون وضع مصر بعد هذة الانتخابات . كما تطرق الحديث حول وضع الكنيسة القبطية بعد ثورة يناير , وايضا الى وضع الاقباط فى الانتخابات المقبلة . ومع من ستساند الكنيسة من القوى السياسية المتنافسة . وهنا فما علاقة امريكا والكنيسة بالانتخابات القادمة ؟ وهل معنى ذلك ان امريكا تقف وراء الكنيسة على ان يكون لها دور فى الانتخابات فى الوقت الذى يعلن فية البابا ليل نهار انه لا علاقة له بالسياسة ولا الانتخابات ؟ وهل هناك دور للكنيسة فى الانتخابات وهل يحق لها ان تقف مع قوى سياسية فى مواجة قوى سياسية اخرى ؟ وما مبرر ذلك وما قانونيتة ودستوريتة ومدى توافقة مع الواقع السياسى ؟ وهل معنى ذلك ان امريكا والكنيسة يتصورون ويتعاملون مع الاقباط على انهم كتله سياسية واحدة تابعة للكنيسة بما يعنى ان الكنيسة هى حزبهم السياسى الذى يدفعهم للانتخابات ويحدد لهم من سيختارون ؟ اليس هذا تكرسا لدور الكنيسة السياسى بما يعنى السير فى طريق الدولة الدينية ؟ الا تعلم امريكا ان هذا الدور سيبرر مطالب التيار الاسلامى للوصول للدولة الدينية ؟ ام ان هذا الدور حلال على الكنيسة حرام على التيارات الاسلامية ؟ فهذا تدخل مكشوف ومباشر من امريكا فى شئون مصر الداخلية . فلتعلم امريكا ان مصر بعد ثورة يناير غير مصر قبلها وانه لا يوجد الان ذلك الصديق الاستراتيجى لامريكا ولاسرائيل . فهناك ثورة قام بها المصريون ولصالح مصر والمصريين . واذا كانت مشاكل الثورة ومعاركها الطبيعية تشغل المصريين وقواهم السياسية فيجب الا يشغلنا ذلك عن مواجهة المخطط الامريكى الذى يستهدف التهام الربيع العربى . فهل ندرى هذا ونتصدى له قبل ان يقع المحظور ؟.