فى بجاحه ووقاحه استعمارية معتادة وليست جديدة علينا فى مصر والامه العربيه اصدر الاتحاد الاوروبى بيانا ادان فيه الامور السياسية المصرية الداخليه. وأشترك فى عزف اللحن الخائب المتمثل فى ادانه حل مجلس الشعب. برغم انه حكم صادر من اعلى المحاكم القضائية فى مصر وهى المحكمه الدستورية .
التى تشكل ثالث محكمه دستورية فى العالم وكذلك ادان الاتحاد الاوروبى الاعلان الدستورى المكمل الصادر عن المجلس الاعلى للقوات المسلحه وايضا اعاده تشكيل مجلس الدفاع الوطنى . وكلها امور تعد من صميم السيادة الوطنية المصرية .
ولكن الاتحاد الاوروبى بوقاحه صهيونيه ماسونية غير مستغربه عنه أصدر بيان الادانه سيرا على نهج سيده الامريكى .
والذى كان قد سبق الاتحاد الاوروبى فى اصدار بيان يشكل تدخل فج فى الشئون الداخليه المصرية . ولم يكتفوا بذلك بل وقاموا بتحريض القوى السياسيه المناوئه للمجلس الاعلى للقوات المسلحه والمرتبطه بالنفوذ الامريكى منذ عشرات السنين على القيام بالتمرد والشغب .
لعل يستطيع الامريكان وحلفائهم الاوروبين ان يحققوا فى مصر ما فشلوا فى تحقيقه عند قيام ثورة يناير .
من تحولها من ثورة وطنية الى ثورة فوضويه تنفذ مخطط الفوضى الخلاقه الامريكيه . على غرار ما حدث فى ليبيا ويحدث فى سوريا . لان الهدف هو تفتيت البلدان العربيه وتمزيقها واعلان مشروع اسرائيل الكبرى . وفى مقدمه هذه الدول تأتى مصر والتى تسمى فى الادبيات الصهيونيه (الجائزة الكبرى) ومن هنا تأتى أهمية بيان الاتحاد الاوروبى .
والذى يعد فى مضمونه وجوهره بيان هجومى استعمارى يستهدف مصر وشعبها . وهو يشكل مع نظيره الامريكى موقف حلف الاطلنطى (الناتو ) من مصر وشعبها وثورتها وقواتها المسلحه درع وسيف الامه .
وهو ما يضع الامور كلها فى نصابها الصحيح والحاسم والتاريخى فلقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك ان هناك تربصا غربيا استعماريا بمصر وشعبها وامتها العربيه وان هذا التربص يسعى لهدم هذه الامه وتنفيذ حلقه استعماريه جديدة من الحلقات الاستعمارية الغربية والتى لا تتوقف عبر التاريخ واصبح على الاخوان المسلمون ان يحددوا موقفهم بوضوح هل هم مع مصر وشعبها او انهم ملتزمون ومتمسكون بموقفهم التقليدى الداعم والمساند والتابع للمخططات الامريكية الصهيونية على غرار ما فعلوه فى العراق وليبيا واليمن ويفعلونه الان فى سوريا ومن قبل فى السودان وتونس والجزائر الخ .
ونفس الامر ينطبق على بعض المجموعات السياسيه الصغيره المتحالفه مع الاخوان وهى جماعات لا تخفى ارتباطها بالغرب وامريكا 6 ابريل المتصهينه او ما يسمى بالجمعيه الوطنيه للتغير ومن هنا فأن المعسكرات اصبحت واضحه تمام . فهناك من ارتضى بأن يكون غارقا حتى اذنيه فى المعسكر الامريكى الصهيونى والاخر فضل ان يكون فى معسكر المقاومه الوطنيه دفاعا عن مصر واستقلالها وسيادتها الوطنيه . وبالتالى فلا عذر لاحد . بل كل شخص يختار موقفه ومعسكره بمحض ارادته الحره .
ومن هنا فعندما قلت بوضوح نعم للفريق احمد شفيق ولا للدكتور محمد مرسى الامريكى كنت على حق فالاول يدعو للمشروع الوطنى والسياده الوطنيه والثانى يدعو بوضوح لتنفيذ المخطط الامريكى الكونى ولا غرابه ان نجد تبدل فى مواقف بعض السياسين ينتقلون فيها من معسكر لاخر حسب مصالحهم الخاصه وبصرف النظر عن مصلحه الوطن والشعب والامه وهو امر لا يتعلق ولا يزعج اى وطنى او مواطن مهموم لهذا الوطن وقضاياه ومشاكله .
وانما ما يهمنا بوضوح ان نواجه المخططات الصهيونيه الاستعماريه وان تقطع اذناب وادوات هذه المخططات فى مصر وعلى كل مواطن حر شريف ان يلتفت حول مؤسسات الدوله التى تشكل اركان الدوله المصريه من الشرطه والقضاء والازهر والكنيسه وقبل كل هذه المؤسسات تأتى المؤسسه العسكريه الوطنية صمام امان مصر والحمايه لاستقلالها وسيادتها الوطنيه لان الهجوم على هذه المؤسسات يستهدف بالدرجه الاولى هدم هذه المؤسسات من اجل هدم الدوله المصريه وفتح الوطن العربى بالكامل للتمزق والتشتت والانهيار الكامل وبدء العصر الذهبى الصهيونى وهم فى الغرب يعلمون جيدا ان مصر بدولتها المركزيه اعرق دوله فى التاريخ هى العقبه الوحيده فى مواجهه هذا المخطط تحددت المعسكرات والويل للصهاينه وعملائهم فى الداخل .