قال الشيخ عادل نصر، عضو مجلس إدارة جمعية "الدعوة السلفية"، ومسئول قطاع الصعيد بالدعوة وعضو الهيئة العليا بحزب النور، إن "الدعوة السلفية" رفضت الخروج والمشاركة في مظاهرات يونيو الجاري من باب العمل على إزالة الاحتقان والحرص على الدماء التي قد تسال، مؤكداً على حرص "الدعوة السلفية" على نبذ العنف والحرص على تماسك الشعب المصري ووحدة الصف، وأن هذا هو سبب رفضها لتقسيم الشعب المصري إلى معسكرين، وأن الاختلاف السياسي وتباين وجهات النظر لا يعنى التكفير أو التخوين لبعض القوى الأخرى. وأكد نصر، في تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية " محيط "، على حرص "الدعوة السلفية" على شرعية الرئيس محمد مرسى الذي أتى بانتخابات نزيهة وأن الصندوق الانتخابي هو من أتى به ولابد من احترام نتيجته, وأنه لا يمكن أن يترك منصبه إلا بعد انقضاء مدته كاملة وحثه على الإصلاح بدلاً من المطالبة برحيله.. وبعد ذلك فإن الصندوق الذي أتى به هو من سيقرر استمراره من عدمه أو المجيء بآخر يتولى أمور حكم البلاد. واضاف نصر ،أن هذه المظاهرات قد تدخل البلاد في نفق مظلم، وأنه حرصاً من "الدعوة السلفية" كان لابد من إصدار هذا البيان الذي يعبر عن وجهة نظرها تجاه تلك الدعوات للخروج يوم 30 يونيو أوغيرها، مؤكداً على أن الخروج من هذه الأزمة عبر وفاق وطني بين كل الأحزاب والتيارات وأن نتبنى المبادرات التي تهدف إلى لم شمل الأمة المتصارعة مثل مبادرة حزب "النور" للمصالحة الوطنية, وكذلك ضرورة إجراء الانتخابات البرلمانية بسرعة تفرز برلمان يتسم بالشفافية والنزاهة ويقوم صاحب الأغلبية فيه بتشكيل حكومة قادرة على الخروج الأزمات الطاحنة التي تمر بها البلاد في هذا الوقت العصيب الذي يعيشه الشعب. وبخصوص الانتقادات التي توجهها بعض التيارات الإسلامية للدعوة السلفية لقرارها بعدم الخروج والمشاركة في مظاهرات يونيو الجارى، قال الشيخ عادل نصر "كنت أتمنى أن يستفيد بعض التيارات الإسلامية من الخلافات التاريخية مع الدعوة السلفية والتى أثبت الوقت فطانة مشايخ الدعوة السلفية وسدادة رأيهم في بعض المشاكل التي واجهتها تلك التيارات الإسلامية بالمواجهات المسلحة"، مؤكداً ان الدعوة السلفية في ذلك الوقت أنكرت هذا المسلك وقدمت النصح والإرشاد لبعض التيارات الإسلامية على رأسها "الجماعة الإسلامية" لأن طريق السلاح يؤدى لمزيد من الاحتقان. وأضاف نصر أن في التيارات التي تهاجم الدعوة السلفية اليوم قد أيقنت لصحة رأى الدعوة السلفية وتبين لهم عمق نظر الدعوة ومشايخها ولم يراعوا قول الإمام الحسن البصري عندما قال "إن الفتنة إذا أقبلت رأها كل عالم وإذا أدبرت رأها كل جاهل". وقال نصر "ما أشبه الليلة بالبارحة.. فهم الآن يكررون نفس أخطاء الماضي وكأنهم لم يستفيدوا من تجاربهم الخاطئة ولم يعتبروا من هذه المواقف التاريخية", مشدداً على ضرورة الحفاظ على البلاد وعدم الغلو في التعبير عن الرأي بطريقة سلمية أو المحافظة على الشرعية دون انجراف الفريقين للعنف وإراقة دماء المصريين.