سعيد: أعضاء الهيئة أكدوا استقلاليتها.. ولا سلطان للإخوان عليها ثابت: استمرار اللقاءات لإنهاء الاحتقان بين التيارات الإسلامية عقد وفد من "الدعوة السلفية" وحزب "النور"، اجتماعًا مطولاً مساء أمس مع الدكتور علي أحمد السالوس، رئيس "الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح"، بناءً على دعوة من الأخير ل "محاولة لم الشمل ورأب الصدع"، وذلك عقب تقدم الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس "الدعوة السلفية" وعدد من الأعضاء الآخرين باستقالاتهم، احتجاجًا على خروج الهيئة على مسارها وهيمنة المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام عليها. وبحث اللقاء الذي امتد لأربع ساعات أسباب الاستقالات، وتوضيح وجهات النظر حول ما أدى إلى بعض الاستقالات والعتاب المشترك حول بعض المواقف التي اختلفت فيها الرؤى والمسالك. وقالت "الهيئة الشرعية"، إن أعضاء "الدعوة السلفية" وعدوا بإعادة النظر في سحب استقالات الأعضاء، وتجاوز الأزمة بين الأشقاء، مع تأكيد حرص الهيئة على جميع أعضائها الفضلاء. وانتهى اللقاء إلى "التأكيد على متانة الروابط والعلاقات الأخوية بين الهيئة وجميع أعضائها والجماعات والطوائف الممثلة فيها في ضوء قول الحق تعالى {إِنَّمَا 0لْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌۭ}، وجرى التنبيه على أهمية مد جسور التواصل وحسن الظن بالفضلاء جميعا، وتأكيد حيادية الهيئة فيما يتعلق بالتنافس السياسي والحزبي على أرض الواقع، وأنها لم ولن تنحاز أو تدعم حزبا سياسيا أو جماعة دعوية بعينها على حساب الأخريات، وإنما تعمل على دعم المشروع الإسلامي بمختلف الجهات التي تمثله"، بحسب بيان الهيئة. من جانبه، قال الدكتور خالد سعيد عضو "الهيئة الشرعية" إن الهيئة تواصلت مع قيادات "الدعوة السلفية" التى تقدمت باستقالتها ومعرفة أسباب الاستقالة ومناقشة الأسباب التى ساقتها القيادات حول تسييسها لصالح فصيل سياسي معين وهو "الإخوان المسلمين". وأشار إلى أن الاجتماع ناقش كل اتهام من قبل "الدعوة السلفية" كلاً على حدة، لافتًا إلى أن الدكتور ياسر برهامي تراجع عن اتهامه لخيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين" بالتحكم في عمل وقرارات الهيئة الشرعية. وفيما أكد سعيد أن اللقاء ناقش فقط استقالات الأعضاء، قال إنه لم يتطرق إلى قضية إقالة الدكتور خالد علم الدين مستشار رئيس الجمهورية لشئون البيئة، والقروض التى تثير الجدل بين أوساط الإسلاميين وتقسم وجهات نظرهم. وانتهت المناقشات إلى وضع حلول لها والتأكيد على استقلالية الهيئة وحيادية عملها وأن جماعة "الإخوان المسلمين" لا سلطان لها على الهيئة الشرعية، وأن ما يجمع الهيئة الشرعية هو الأهداف المشتركة لكل المشايخ وعلماء الهيئة لنصح وإرشاد المجتمع للخير وتصويب الأخطاء، بحسب سعيد. وأكد أن الهيئة الشرعية لن تألوا جهدًا في الأخذ على يد الإخوان إذا رأت أنهم حادوا على طريق الصواب من أجل مصلحة البلاد وتحقيق استقرار البلد، ولكن فقه الأولويات سوف يكون له دور مهم في عمل الهيئة فإذا كانت النصيحة في السر ذات إيجابيات أفضل فسيكون نهج الهيئة مع السلطة بهذه الطريقة وإذا كانت النصيحة على العلن أفضل فإن الهيئة ستختار هذا النهج. بدوره، قال أشرف ثابت عضو المجلس الرئاسي لحزب "النور" إن لقاء الهيئة الشرعية بقيادات الحزب ناقش حيد الهيئة عن مسارها الشرعي وانحيازها لصالح فصيل سياسي بعينه، وإنه تم الاتفاق على إعادة النظر في الاستقالات التى تقدم بها قيادات الدعوة السلفية خلال اليومين المقبلين. وأشار إلى أن أعضاء الهيئة الشرعية أكدوا استقلالية الهيئة عن أي تسييس أو انتماء حزب وكونها تناصر الحق وتشد على يد المخطئ بغض النظر عن انتمائه حتى وإن لم يكن من التيار الإسلامي. ولفت إلى أن الاجتماع لم يتطرق إلى قضية الدكتور خالد علم الدين أو أي من القضايا الخارجة عن إطار عمل الهيئة الشرعية، مؤكدًا أن لقاءات الدعوة السلفية والهيئة الشرعية ستستمر من أجل إنهاء حالة الاحتقان بين التيارات الإسلامية أولا ثم بين القوى السياسية بشكل عام. يشار إلى أن الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية كان قد تقدم باستقالته، قائلاً في حيثيات استقالته إن الهيئة "خرجت عن مسارها الذي أسست من أجله من كونها "مجرد هيئة تنسيقية لا تتخذ قرارات ولا مواقف سياسية، ولكن تحقق التواصل بين جميع الاتجاهات". كما عزا الاستقالة إلى "مخالفات شرعية من جانب بعض أعضائها تدخل في حيز البهتان والغيبة والنميمة دون أي رد من الهيئة". وجاءت استقالة برهامي في إطار سلسلة من الاستقالات من الهيئة خلال الفترة الماضية، بدأت مع استقالة الشيخ محمد حسان، الداعية السلفي، وتبعه الشيخ عادل نصر، عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية ومسئول الدعوة بالفيوم والصعيد وعضو مجلس الشيوخ بحزب النور، والمهندس صلاح عبدالمعبود، المتحدث باسم الكتلة البرلمانية لحزب النور بمجلس الشورى، والمهندس جلال مُرة، أمين عام حزب النور، وعلي طه غلاب، مسئول الدعوة السلفية بمحافظة مطروح، الشيخ أحمد فريد، عضو مجلس أمناء الدعوة السلفية، المهندس علاء عامر القيادي بالدعوة السلفية.