أثار خبر تعيين المهندس عادل أسعد الخياط القيادى بالجماعة الإسلامية محافظاً للأقصر،جدلاً كبيراً على الصعيد الأثري، خاصة وأن الخياط، كان أمير الجماعة الإسلامية بأسيوط فى السبعينيات فى عصرها الذهبى، حيث اعتبر البعض أن تعيين الخياط محافظاً لمحافظة سياحية كبرى مثل الأقصر تهديداً للنشاط السياحي بها، نظراً لموقف الجماعة الإسلامية المعروف من السياحة والآثار، في حين رأى البعض أن تعيين المحافظ سيسهم في تنشيط السياحة نظراً لرغبته في نفي ما يثار حول الجماعة الإسلامية وعلاقتها بالسياحة. "محيط" استطلع آراء الأثريين. من جانبه قال دكتور مصطفى أمين أمين المجلس الأعلى للآثار أن عمل المحافظ تنفيذي بحت في محافظته، مؤكداً ان جزء من اهتمامات المحافظ هي حفظ الآثار والاهتمام بها، فدوره يكون مساعد للوزارة والمجلس من أجل استكمال التطوير الذي بدأته الوزارة في طريق الكباش، ومحافظة الأقصر بشكل عام، وبغض النظر عن الخلفية التي ينتمي إليها المحافظ، فالوزارة تحتاج إلى استكمال مشروعاتها التي ينظم عملها القانون ولا تخضع لرغبات المحافظ. ولفت أمين إلى أن المحافظ حين يكون لديه وعي أثري وحب للآثار يساعد على تطوير المشروعات والحث على استكمالها، ورغبة في تنشيط السياحة لجذب السائحين. من جانبه طالب دكتور زاهي حواس بإعطاء فرصة لمحافظ الأقصر الجديد، رافضاً انتقاد أي شخص دون أسباب، قائلاً فلننتظر ماذا سيقدم ثم نقيمه. وصف الأثري أحمد شهاب من حركة "ثوار الآثار" تعيين محافظ الأقصر من الجماعة الإسلامية بأنها "مهزلة"، لافتاً إلى أن المحافظ كان من المخططين لعملية قتل السائحين في مذبحة الدير البحري، وتعيينه يبعث برسالة سلبية إلى الغرب بأن مصر لا تهتم بملف السياحة، لافتاً إلى ان تعيين المحافظ أثار ذعر داخل وزارة الآثار. وتساءل شهاب كيف يتم اختيار المحافظين، وبناء على أية معايير؟ وهل آثر الرئيس مرسي تعيين أنصاره في المواقع المختلفة استعداداً ليوم 30 يونيو، كلها أسئلة طرحها الأثري الشاب. لافتاً إلى أن الأقصر من أهم المحافظات التي تمتلك آثاراً على مستوى العالم. قال مدير عام المواقع الأثرية بوزارة الآثار نور عبدالصمد أنه متفاءل بوجود احد أعضاء الجماعة الإسلامية محافظاً للأقصر، فتصريحات المرشد الروحي للجماعة عبدالآخر حماد الغنيمي تتبنى تنشيط السياحة، وجذب السائحين. وأكد عبدالصمد على ضرورة التفريق بين فكر اللجماعة الإسلامية، وأفكار الجماعات الأصولية الأخرى التي تقف ضد السياحة والآثار، واعتبر عبدالصمد ان تعيين محافظاً للأقصر ينتمي للجماعة الإسلامية هو بادرة لانتعاش السياحة، مؤكداً أن الجماعة ستحاول إثبات عكس ما يروج عنهم من معاداتهم للسياحة، وسيهتمون بحل مشكلات أصحاب البازارات، مؤكداً ان من لديه تحفظ ستقضى عليه أفعال المحافظ الجديد التي ستكون في صالح الوطن، على حد قوله. من جانبه أبدى د.عبدالفتاح البنا أستاذ ترميم الآثار بكلية الآثار جامعة القاهرة أسفه على تعيين محافظ لمدينة الأقصر شارك في التخطيط لمذبحة الدير البحري التي راح ضحيتها 60 سائحاً، وقال ان مصر يحكمها مجموعة من "السذج" الذين لا يحترمون التخصصات، فالرئيس يريد اخونة الدولة ولكنه لا ينفذها بطريقة صحيحة، لافتاً إلى أن محافظ الدقهلية صبحي عطية يونس متخصص بالآثار وهو من حزب الحرية والعدالة كان من الممكن تعيينه في الأقصر، لكن هذا لم يحدث. ولفت البنا أن تصريحات الجماعة الإسلامية المعادية للسياحة والآثار، لا تدرك ان الفتح الإسلامي لم يمس الآثار بسوء، واتهم البنا الجماعة الإسلامية بأنهم معادون لتاريخ وحضارة مصر، التي يريدون أن يختزلوها إلى بداية الإسلام فقط، وإلغاء كل ما كان قبله رغم احترام الإسلام لحضارات الأمم المختلفة، وأكد البنا أن مصر ستعود إلى اهلها يوم 30 يونيو، لافتاً إلى أن تغييرات المحافظين لا تشغله كثيراً وهكذا يجب أن يفعل كل مصري، لأن النظام سيرحل على حد قوله. وفي تصريحات صحفية قال المهندس عادل أسعد الخياط، محافظ الأقصر الجديد، أن انتماءه ل"الجماعة الإسلامية" لن يؤثر مطلقًا على ممارسة عمله كمسئول عن محافظة لها طابع ثقافي وحضاري وسياحي خاص. يذكر أن محافظ الأقصر المهندس عادل أسعد الخياط، مواليد سنة 1951، ومسئول جهاز التعمير بمنطقة الصعيد، تخرج فى جامعة أسيوط كلية الهندسة قسم مدنى. تولى منصب أمين صندوق نقابة المهندسين لسوهاج لمدة 10 سنوات، وكذلك تولى أمانة جمعية إسكان المهندسين ل10 سنوات. وكان الخياط مرشح الجماعة فى رئاسة اتحاد الطلاب جامعة أسيوط سنة 1979، ويذكر أنه اعتقل لمدة عام لانتمائه للجماعة الإسلامية بعد مقتل الرئيس الراحل أنور السادات.