اعترضت روسيا والصين اليوم من خلال استخدام حق النقض "الفيتو" على مشروع قرار صاغته أوروبا في "مجلس الأمن الدولي" يدين سوريا ويلمح إلى أنها قد تواجه عقوبات إذا واصلت حملتها على المحتجين. ولقي مشروع القرار تأييد تسعة أصوات وامتنع عن التصويت عليه أربعة أعضاء، في حين لم ترفضه سوى روسيا والصين كما قالت وكالة "رويترز".
وقالت السفيرة الأمريكية لدى "الأممالمتحدة" سوزان رايس إن واشنطن غاضبة ومستاءة للغاية من أن مجلس الأمن فشل اليوم في الموافقة على مشروع قرار يدين النظام السوري.
وقالت لمجلس الأمن بعد أن اعترضت روسيا والصين على مشروع القرار أنه حان الوقت للمجلس أن يتبنى عقوبات صارمة موجهة ضد النظام في دمشق بسبب حملتها على المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية.
وأضافت أن الأزمة في سوريا ستبقى أمام مجلس الأمن ولن يهدأ لنا بال حتى ينهض هذا المجلس للاضطلاع بمسؤولياته.
ومن جانب أخر، قال السفير الفرنسي في الأممالمتحدة جيرار أرو "لقد تم بذل كل الجهود للتوصل إلى إجماع حول مشروع القرار".
وأضاف انه تم تقديم "العديد من التنازلات" لروسيا والصين والدول التي امتنعت عن التصويت.
واعتبر أرو أن اللجوء إلى الفيتو يظهر "ازدراء للمصالح المشروعة التي يتم النضال من أجلها في سوريا" منذ بدء الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد في منتصف مارس الماضي.
واعتبر السفير الروسي فيتالي تشوركين أن مشروع القرار الاوروبي "استند الى فلسفة المواجهة"، مؤكداً أن التهديد بفرض عقوبات التي سماها القرار هي "إجراءات محددة الأهداف" هو أمر "غير مقبول".
ودعا تشوركين إلى التركيز بشكل اكبر على العنف الذي تلجأ إليه المعارضة السورية، مشدداً على إن "سبب المأساة في سوريا ليس الإجراءات القاسية التي تتخذها السلطات".
وهاجم بشدة العمليات العسكرية التي قام بها الحلف الأطلسي "الناتو" في ليبيا، معرباً عن مخاوفه من تكرار هذا الأمر في سوريا رغم التأكيد المتكرر للحكومات الغربية انه لن يتم اللجوء إلى خيارات عسكرية في هذا البلد.
وقال السفير الروسي الذي كان تقدم بمشروع قرار يدعو إلى الحوار ولا يشير إلى عقوبات محتملة، "إن الأمر نزاع بين مقاربات سياسية متعددة".
وأيد السفير الصيني لي باودونغ مشروع القرار الذي تقدمت به روسيا مشدداً على وجوب إنهاء الأزمة في سوريا عبر الحوار.