قال «روبرت اسكندر» سفير مصر السابق لدى أديس أبابا، أن بدء أثيوبيا بناء «سد النهضة» قبل التوصل إلى اتفاق مع الدول المعنية يعد أمرًا مفاجئًا، مشيرًا إلى وجود اختلاف في آراء الخبراء بشأن تأثير بناء السد على حصة مصر من مياه نهر النيل. وأوضح «اسكندر» لوكالة أنباء «شينخوا» الصينية، أن بعض الخبراء يؤمنون أن السد سيتسبب في خسارة مصر 10 مليار متر مكعب من حصتها السنوية البالغة 55.5 مليار متر مكعب، والبعض الآخر يؤمن أن مصر لن تتأثر سلبياً على الإطلاق. وأشارت الوكالة إلى أن ما فعلته أثيوبيا أثار تعجب العديد من المصريين، لأنه جاء بعد ساعات قليلة من إجراء الرئيس «محمد مرسي» مباحثات مع « هيل ماريام ديسالين» رئيس وزراء أثيوبيا في أديس أبابا على هامش القمة الأفريقية. كما وصف «أحمد حجاج» الدبلوماسي السابق والرئيس الحالي للجمعية الأفريقية في القاهرة، التحويل الأثيوبي من النيل الأزرق، واحد من أثنين من روافد نهر النيل الأساسي، بأنه تطور غريب وغير متوقع يأتي بعد لقاء «مرسي» و« ديسالين» وتأكيد « برهان جبر كريستوس» وزير الدولة الأثيوبي للشئون الخارجية أن بلاده لن تسبب ضررًا في حصة مصر من مياه النيل. ويرى «حجاج» أن أديس أبابا كان عليها أن تقوم بتأجيل مثل هذه الخطوة الخلافية؛ حتى رؤية النتائج النهائية لمشاورات ثلاثية تُعقد بين أثيوبيا ودولتي المصب «مصر» و «السودان»، والتي سوف تحدد ما إذا كان السد سوف يسبب ضررًا بالغًا لدولتي المصب أم لا. وأوضح «هاني رسلان» رئيس وحدة دراسات السودان، وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن السد سوف يسبب ضررًا كبيرًا لمصر يتضمن قلة مياه النيل وجفاف الأراضي الزراعية وزيادة ملوحة تربة دلتا النيل والتقليل من توليد السد العالي للطاقة. وأشار «رسلان» إلى أن تصميم السد، تم تعديله ثلاثة مرات، وفي كل مرة كان يحدث زيادة في طوله وقدرة مستودعه، محذرًا من أن السد كان حلمًا أثيوبيًا قديمًا لفرض سيطرتها على مياه النيل، وأن هذا السد يوضح أن دولة المنبع لديها طموحات سياسية وإستراتيجية تتجاوز أن بناء السد يعد مشروعًا تطويرًا. وانتقد «رسلان» الرد الرسمي الضعيف، والمتخاذل للدولة على ما تفعله أديس أبابا، متهمًا القيادة السياسية الحالية بمحاولة التقليل من مخاطر السد وتجنب الإجراءات الرئيسية لحل الأزمة، مؤكدًا القيادة منشغلة أكثر الآن بالقضايا السياسية.