مرسى لم يتم التعامل معه فى إثيوبيا بالشكل الذى يليق به كرئيس جمهورية هكذا علق رئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاسترتيجية الدكتور هانى رسلان على زيارة مرسى لأثيوبيا وقرارها المفاجىء فى البدء فى سد النهضة قائلا فى تصريحات خاصة للتحرير، اليوم الثلاثاء «من الواضح أن المباحثات الثنائية مع إثيوبيا حول قضية المياه كانت فاشلة لأن رئيس الوزراء الإثيوبى هيلى ماريام خرج بتصريحات عقب لقائه بمرسى يؤكد فيها حرص بلاده على تحقيق المنفعة لمصر والسودان قبل إثيوبيا وأن سد النهضة مشروع إقليمى لصالح الجميع بما فى ذلك دولتى المصب مشدداً على أن المشروع لن يضر بمصالح الدولتين وهذا فى الحقيقة يشير إلى استمرار أديس أبابا فى سياسة الأكاذيب والمراوغات ويتضح أن هذه القيادة السياسية مازالت مصرة على موقفها الذى عبرت عنه سابقاً بأنه سيتم بناء السد تحت أى ظرف وشاء من شاء وأبى من أبى وهذا بالفعل ما حدث حيث أعلنت عن تحويل مجرى نهر النيل قبل موعده». رسلان أكد ان المسؤولين فى أثيوبيا لا يشعرون بأى إرتياح نفسى لرئيس الجمهورية المعروف عنه أن له ميول إسلامية خاصة أنها تحارب فى الصومال إحدى الحركات التى يطلق عليها شباب المجاهدين .
رسلان أكد أن الموقف المصرى يمثل رضوخاً كاملا للمطامع والمخططات الإثيوبية كما أنه يمثل عمى استراتيجيا سيلحق أضراراً جسيمة بالأمن المائى المصرى بمفهومه الواسع والشامل حيث سيترتب على بناء السد بهذه المواصفات تحقيق إثيوبيا لمخططاتها وحلمها القديم بالتحكم فى مياه نهر النيل لا سيما أن هناك 3 سدود أخرى مخطط بناؤها على النيل الأزرق ستقوم ببنائها على التوالى إذا تم بناء سد النهضة بالمواصفات الحالية ويرسى قاعدة سيتم اتباعها فى المستقبل كما أنه يمثل اختباراً للإرادة السياسية المصرية فى حماية مصالحها المائية وأمنها القومى ودورها ومكانتها الإقليمية.
رسلان أوضح أن وزير الرى والموارد المائية المصرى له تصريحات فى غاية الدهشة والإستغراب أنه يحاول دائما أن يحث الجميع على أن العلاقات مع أثيوبيا على ما يرام متسائلا:" أذا كانت هذه التصريحات فى محلها كان عليه أن يطالبهم بالاعتراف بحصة مصر المائية.
رسلان أضاف أنه تم الانتهاء من ما يقرب من 18% من سد النهضة وسيتم تحويل مجرى النهر عن الخط الأساسى اليوم مما سيتسبب فى جفاف الأراضى الزراعية المصرية بالإضافة إلى زيادة ملوحة أراضى الدلتا بالإضافة إلى انخفاض عامل الأمان فيه والذى يقل على ربع معامل الأمان فى جسم السد العالى فى مصر مما ينتج عنه فى حالة هدمة غرق مدينة الخرطوم.
رسلان أكد أن كل 4 مليار متر نقص فى المياه سوف يؤدى إلى تبوير مليون فدان وهذا يعنى تشريد مليون أسرة بالإضافة إلى هذا السد أيضا سوف يؤدى إلى نقص طاقة السد العالى بمقدار 25 إلى 40% مما ينتج عنه ظلام محافظات الصعيد وليس هذا فقط بل سوف تتعرض أراضى الدلتا إلى الملوحة.
وعن اللجنة الثلاثية التى أعلنت عنها وزارة الرى دى كلام فارغ وكدب ومناورة عملتها أثيوبيا لكسب الوقت فى صالحها والدليل ما يحدث الأن .