كشف مسئول فرنسي رفيع المستوى أن بلاده ستقوم بتحليل عينات من آثار مواد يشتبه فى أنها أسلحة كيميائية استخدمت ضد مقاتلي المعارضة السورية وقام بنقلها إلى العاصمة الفرنسية مراسلون من صحيفة "لوموند" اليومية الباريسية. وأضاف المسئول - فى تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء - أن نتائج تحليل تلك العينات سيتم الكشف عنها خلال الأيام القليلة القادمة. وأوضح المسئول الفرنسى الذى طلب الكشف عن هويته أن باريس أجرت في الآونة الأخيرة ، كما الولاياتالمتحدة وبريطانيا أيضا، اختبارات لعينات أخرى كانت قد حصلت عليها. وكشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية أمس الاثنين، نقلا عن مسلحين من المعارضة قضت معهم شهرين تقريبا في منطقة جوبر قرب دمشق أن النظام السوري استخدم أسلحة كيمائية في هذه المنطقة ضد المعارضة المسلحة. وأضافت أن أحد مراسليها عانى هو أيضا من التهاب في الأعين وفي التنفس نتيجة استنشاقه هذه المواد الضارة. ونشرت الصحيفة تحقيقا مفصلا أجراه الصحفي جان فيليب ريمي والمصور لوران فان دير ستوك في حي جوبر القريب من ساحة العباسيين بالعاصمة دمشق برفقة مقاتلي كتيبة "تحرير الشام". ويرجح التحقيق استخدام قوات النظام السوري لمواد سامة، قد تكون كيمائية في 13 أبريل الماضي ضد عناصر هذه الكتيبة لشلهم وعزلهم عن المقاتلين المعارضين الآخرين، بحسب "لوموند". وجمعت اليومية الفرنسية مجموعة من الأدلة من قبل مقاتلين معارضين قالوا أنهم يعانون من التهاب شديد في العين ومن مشاكل تنفسية حرجة بالإضافة إلى التقيء وفقدان الوعي. وأضاف مبعوثا "لوموند" اللذان أمضيا حوالي شهرين قرب العاصمة دمشق أن الحالات المرضية التي عاني منها مقاتلو المعارضة تبين أن النظام السوري لم يستخدم القنابل المسيلة للدموع بل مواد أخرى أكثر خطورة قد تكون مواد كيمائية. وأشارت الصحيفة اليومية إلى أن ظهور الأسلحة الكيمائية في منطقة جوبر يعود إلى أبريل الماضي، مضيفة أن قوات بشار الأسد لم تستخدم هذه المواد آنذاك بشكل كثيف وفي جميع أنحاء المنطقة لكن بشكل "ظرفي" وفي أماكن محددة جدا. وأضافت الصحيفة أنه في حي "جوبر"، القريب من ساحة العباسيين تعرض مقاتلو المعارضة المسلحة إلى هجوم كيمائي الخميس 11 أبريل الماضى مما أدى إلى إجلاء العديد من المقاتلين إلى مراكز الإسعاف، فيما تعرض آخرون إلى شلل جسدي.