قال عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، ورئيس حزب المؤتمر، إن كرامة الشعوب العربية فى كل من تونس ، مصر ، ليبيا واليمن قد عادت إليهم من جديد بعد نجاح ثورات الربيع العربي، لافتا إلى أن الحكومات والأنظمة السابقة، والتي وصفها ب" أوتوقراطية " كانت سببا رئيسيا فى سلب كرامة العرب لسنوات عديدة، وكنا نعيش فى عصور الجهل والاستبداد لا في القرن الحادي والعشرين. أكد خلال مناقشات منتدى دافوس الإقتصادى للشرق الأوسط بالأردن، أن إحساس الشعوب بالتضليل، والخداع من قبل أنظمتها، فضلا عن تردى الأوضاع الاقتصادية للبلاد شكلت دافعا، وحافزا قويا لقيام الثورات العربية، التي طالبت بإسقاط الأنظمة المستبدة. ووصف" موسى " ما يحدث الآن من تظاهرات ب"الغضب الشعبي" مؤكدا على أن المعارضة لم تتخلى عن الوقوف بجوار مطالب المتظاهرين المشروعة، وستعمل جاهدة على تأكيد مطالبهم للمسئولين والتجاوب معها. أكد موسي، أن حل القضية الفلسطينية، أمر ضروري وحيوي لا يمكن السكوت على تجاهله، ولن نقبل هذا على الإطلاق ولن يبدي العرب أية تنازلات أخرى عن الحقوق الفلسطينية، داعيا إلى وجوب الرجوع للمبادرة العربية ومراجعة كافة البنود لمعرفة الالتزامات والتنازلات المتبادلة. وطالب " موسى" الولاياتالمتحدة بضرورة العودة إلى المشهد لحل المشكلة، وليس لإدارة الأزمة، قائلا:" لا يمكننا الانتقال بالشرق الأوسط القديم من خلال إدارة القضية الفلسطينية بدلا من حلها". وعن الأزمة السورية ، قال " موسى :" أنا مندهش حقا مما قرأت وسمعت، إذا كان يتم إمداد الثوار بأسلحة ثقيلة فإن روسيا بالطبع ستمد النظام بأسلحة أكثر وأكثر مما يؤدي بدوره إلى مزيد من التصعيد وإراقة الدماء وكثرة عدد اللاجئين ، وأرى في الوقت نفسه أن روسيا وأمريكا يحاولان معا الضغط من أجل عقد مؤتمر دولي للتفاوض بشأن بشأن سوريا، فأي الأمرين له مصداقية؟". واتفق " موسى" مع دعوة الدكتور نبيل العربى - الأمين العام لجامعة الدول العربية - ، لاجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولى في الوقت الراهن، والدعوة الفورية والعاجلة لوقف إطلاق النار، واعتبرها الطريق الأمثل لحل للأزمة السورية. وأشار " موسى " إلى أن معالجة الأزمة السورية تمت بشكل خاطئ من البداية ، حيث كان يجب النظر في إيران التي كانت هناك منذ البداية، موضحا أن معالجة روسياوالولاياتالمتحدة للأزمة السورية ليس كافيا. واستكمل " موسى " حديثه قائلا :" العالم العربي هو صاحب المشهد السوري، ولكن ينبغي دعوة إيران إلى مؤتمر جنيف أيضا "، محذرا من أن انهيار سوريا سيشكل فى حد ذاته تهديدا لجميع الدول المحيطة مهما كانت النتيجة. واختتم " موسى " كلمته بالتأكيد على أن العلاقة الأمريكية الروسية وتفاهم هم بشأن سوريا أصبحت في وضع أفضل ، وبالتالي فإن التوقعات في مجلس الأمن أفضل بكثير، وقال :" إذا كنا نريد إقامة فترة انتقالية فهذه مهمة مجلس الأمن الدولى وليس مؤتمر في جنيف، وهذا هو وقت مجلس الأمن.