- عفيفى : قالوا عن ثورة 19 أنها مؤامرة شيوعية من السوفيت - مغيث : ثورتنا ناجحة على صعيد السياسات الصغرى - ماتيو : من تولوا الحكم بعد الثورة الفرنسية لم يعترفوا بدور الشعب كما يحدث الآن - جيبرا : الثورة المصرية حررت الشعب من وصاية النظام - فهمى : ما قاله باسم يوسف فى شهور أعمق من التنظير السياسى الذى قمنا به فى 30 عام فى ندوة بعنوان "متى نتحدث عن الثورة؟ من الثورة الفرنسية إلى ثورة 25 يناير" بالمجلس الأعلى للثقافة مساء أمس تحدث الكاتب الساخر " محمد عفيفى " أن هناك تأثيرات واضحة للثورة الفرنسية على الثورة المصرية ، و نلاحظ انعكاس لأفكار الثورة الفرنسية فى كتب رفاعة الطهطاوى بتقديمه مبادرة أولية لعمل صياغة فى الشرق لهذة الأفكار . و عن الثورات المصرية نجد أن هناك خلاف على إطلاق لفظ ثورة عليها ، و كانت الثورة العرابية أول من أثارت إشكالية استخدام مصطلح الثورة ، فبعدها أصبح مصطلح الثورة يقترن بنجاحها و قدرتها على التغيير ، و هذا لم ينطبق على الثورة العرابية ، فأطلق عليها المعارضين " هوجة عرابى " ، و أ سماها أحد المؤخين " مرحلة أزمة سياسية بمصر " . أما عن ثورة 1919 فقال عفيفى أن أحدا لم يختلف على كونها ثورة ، فى حين اختلفوا على ثورة 52 ، هل كانت ثورة أم إنقلاب . و فى ثورة 25 يناير كان هناك اختلاف لتصور الثورة فى أذهان جيلين ، " ثورة بميعاد هكذ كانت ثورة 25 يناير " روى عفيفى على لسان وائل قنديل أنه كان هناك ندوة فى يوم 24 يناير عن كتاب " ماذا حدث للمصريين " لجلال أمين ، و عندما سألته فتاة شابة إن كان سيشارك فى الثورة غدا ، قال لها ضاحكا هل هناك ثورة بميعاد . أكد عفيفى أن ثورة 19 كانت غير مخططة حتى أن سعد زغلول تفاجأ بها فى معتقله ، أما الشباب فأثبتوا أنهم قادرين على صنع ثورة بميعاد حتى لو ما كان فى ذهنهم حلم ثورة . و بذلك فإن السؤال المطروح الآن هو " هل ما يحدث فى العالم العربى ثورة أم انتفاضة أم مؤامرة دولية " ، و قال عفيفى أن هذا الأمر أثير أيضا عن ثورة 19 بالوثائق قالوا عنها أنها مؤامرة شيوعية من السوفيت ، فلم يختلف الأمر عما نعيشه الآن ، و هذا أمر نضحك عليه الآن . فيما قال المحاضر الفرنسى ماتيو أن الثورة عندما تنتظرها الشعوب تجلب تغييرات اجتماعية و ثقافية ، ففى القرن ال 18 توقعوا حدوث ثورة بفرنسا و لم تقع ، و لكن فولتير أكد وقوعها . و عندما قامت الثورة تولى الحكم الملكيين المعتدلييين ، و لم يتولاها الراديكاليين الذين قاموا بالثورة ، و زعم الملكيين بانتهاء الثورة ، و لم يريدوا الاعتراف بدور الشعب ، و هذا ما يحدث الان فى الثورات العربية . و قال أن هناك نقاش ثقافى هام يحدث الآن فى المنطقة العربية حينما يعيدون قراءة التاريخ القديم للتعلم منه ، ففى القرن ال 18 حدثت الثورات فى امريكا و اوروبا ، و كانت الشعوب تريد الاستقلال ، و تطالب بالسيادة للشعب ، و هذا ما يستحقه الشعب ، متسائلا أن على المؤسسات السياسية الحاكمة الآن أن تحترم سيادة الشعب ، و الدولة هنا تضع بعد الثورة امام اختياران اما التكميم مرة اخرى او اعطاء حرية التعبير للمعارضة . و تابع ماتيو أن ما حدث فى الربيع العربى ثورة استقلال عن الاستبداد ، كما رفع البعض شعار الاستقلال عن الغرب ، و لكن اختلف ماتيو أن يرى أن هذة الثورات تحوى رغبة فى الانخراط فى العالم ، و أن ماحدث فى الثورات العربية ليس تقليد للثورة الفرنسية ، و لكن إيمان بقيم رفعت بها . و أوضحت الصحفية الفرنسية " جيبرا " أن فكرة الاستقلال عن الاستعمار غير مرتبطة فقط بمحتل ، ففى الوضع الثورى كان المستعمر هو النظام او المستبد و كانت هذة الفكرة موجودة فى مصر و عبر عنها المفكرون فى الصحف ، قائلة أن الفكرة الأساسية فى الثورة هى " تحرر الشعب من وصاية النظام " ، و ان الشعب لن يسمح للنظام بان يسلب ثروات الأمة و أن يمتلك البلاد و يضع الشعب جانبا . و عقب الكاتب و أستاذ التاريخ المعاصرد . شريف يونس أن مفهوم الاستعمار الى حد كبير تطور فى الادبيات السياسية ليتخطى احتلال دولة لدولة ، و أصبح مفهوم يرتبط بالتحديث ، و الاستعمار هو عملية إخضاع للبشر ، فنجد أن الثورة الصناعية فى بريطانيا كانت تعد استعمار بما حدث للشعب الانجليزى فى ذلك الوقت و تخطى ما فعلوه فى الدول التى استعمروها ، و لذلك الان يقولون أننا بصدد استعمار أخوانى . و من جانبه قال أنور مغيث أستاذ الفلسفة بجامعة حلوان ، أننا أدركنا منذ البداية أن الأمر يأخذ وقت فى الثورات ، و لكننا فى ذات الوقت نبحث عن مؤشرات مطمئنة و لكننا للأسف نجد حينها أن المؤشرات المقلقة أكثر من المؤشرات المطمئنة . و فرق مغيث بين السياسات الكبرى كالانتقال من نظام ملكى لجمهورى ، ووضع الدستور ، أما السياسات الصغرى فتعنى كيفية صياغة الافراد لحياتهم على المستوى اليومى و مدى استقلالية الفرد للتحكم فى حياته . أوضح مغيث أن فرنسا بعد ثورة 68 اختلفت عن ما قبلها لتتنتقل من السياسات الكبرى الى السياسات الصغرى ، و هذا ما حدث فى الثورة الفرنسية فعلى رغم من انتقالها إلى الجمهورية ، ثم عودتها للملكية بعد ربع قرن ، فإن تم حسابها بمعايير السياسات الكبرى تصبح الثورة فاشلة ، و لكن بالنظر الى السياسات الصغرى نجد اختلاف حدث فى التعليم العام و فكر العلمانية و المواطنة و المساواة و تكافؤ الفرص و كل ذلك كان نتاجا للثورة الفرنسية . أما بالنسبة لثورتنا فالأمر مبكر للحكم ، و لكن بتناول عدة مظاهر نجد أن تعدد و اختلاف الائتلافات الثورية الكثيرة و الجرافيتى ووجود الفتيات بالميدان يوحى أن هناك تغيير فى السياسات الصغرى ، فثورتنا محملة بالكثير من الآمال فى هذا الصدد . و تحدث مغيث عن قراءة أخرى تمايز بين نوعين من التاريخ ، التاريخ المحلى للدول و التاريخ العام للبشرية ، و من هنا قبل تقييم أى ثورة يجب أن نسأل الى أين يتجه العالم و ما المسار الذى تتخذه البشرية ؟ ، كمسيرة حقوق الإنسان ، فنجد أن الثقافات على اختلافها و تباينها تنتهى لقبولها . و تابع أن كلمة الثورة انتشرت لإيجابيتها كالثورة الخضراء و ثورة الأمن الغذائى ،و هناك معايير نحكم من خلالها لنفرق بين ثورة و تمرد ، فالثورة نفسها تمرد نجح ، و أن أى شئ يولد من التاريخ يولد بطريقة عنيفة . و عبر د. خالد فهمى رئيس قسم التاريخ بالجامعة الأمريكية ، أن هناك تغيير حقيقى السياسات الصغرى و فى تصرفات الشباب سبقت الأجيال الأكبر منهم كما قال مغيث ، فالشارع أصبح يبتكر فعاليات و أساليب مقاومة جديدة ، و أن الثورة جعلتنا نعى مدى تخلفنا و ذلك ما نعوضه بقراءة التاريخ و لكن الأحداث دوما تسبقنا . و أضاف أن أفضل من عبر عن الثورة هى الأعمال الفنية خاصة الشعر فولدت من الثورة موضوعات و تعبيرات جديدة كالذى عبر عنها الشاعر مصطفى إبراهيم فى شعره ، و الجرافيتى ، و الكوميديا قائلا أن ما قاله باسم يوسف فى شهور أعمق من التنظير السياسى الذى حاولوا أن يوصلوه لثلاثين عاما . التحدى التى توجهوا لنا الثورة هو بلورة آليات فكرية لنفسر الواقع المصرى ، فلفظ البلطجية الذى أطلق على الثوار نجد كمثال فىبريطانيا قاموا بأعمال شغب و تدمير أما فى شارع محمد محمود فلم يتعرض أى بيت للسرقة ، و عندما شب حريق فى منزل ، كان الشباب أول من أسرعوا للنجدة ، و ختم فهمى بقوله أن مصر لم تشهد فى تاريخها الطويل شيئا عميقا كالذى نعيشه الآن .