اقتحام عناصر منتمية لجهاز الأمن الوطني امن الدولة سابقا لمنازل أعضاء بعض الأحزاب والحركات السلفية ، أثار غضب الكثيرين داخل هذه الأحزاب التي أعلنت عن نيتها بالتصعيد ، ضد ما اعتبروه "عودة لممارسات جهاز أمن الدولة"، وذلك بتنظيم تظاهرات وفعاليات مستمرة أمام مقرات أمن الدولة؛ لرفض عودة الجهاز خلال الأيام المقبلة، خاصة بعد تأكيد عدد من أبناء التيار الإسلامي استقبالهم مكالمات تفيد باستمرار متابعتهم من ضباط أمن الدولة. من جانبه، قال الدكتور ياسر عبد التواب، رئيس اللجنة الإعلامية لحزب النور، إن عودة رجال أمن الدولة بأساليبهم القمعية ضد التيار الإسلامي وضحت بشكل كبير بأسلوب القبض على الشيخ جمال صابر وكذلك القبض على عبد الرحمن عز والقبض على شباب حركة أحرار وحلق لحاهم بطريقة تدل على سعيهم لإيصال رسالة بذلك للإسلاميين. وأضاف "عبد التواب"، في تصريحاته ل "محيط" أن عودة أمن الدولة وتلقي اتصالات من الشباب الإسلامي من ضباط أمن الدولة تؤكد وجود ثورة مضادة تريد أن تقتلع جذور ثورة يناير بالانقضاض على جميع مؤسسات الدولة من قضاء وإعلام وأمن ،وتوظيف من يمهد لذلك من السياسيين على الشاشات. وأشار إلى أنَّ هناك سبلاً قانونية لابد أن تتخذ ضد هذه التهديدات وهذا الجهاز وإلا لن يكون هناك أسلوب للمواجهة إلا بالاعتصام أمام مقراته، منوهًا بان وجود هذا الجهاز يمثل استفزازًا وتهديدًا للمشروع الإسلامي ككل. أما حامد مشعل ، القيادي في حزب "الراية "، فيؤكد على أن بعض قيادات التيار الإسلامي تلقوا عدة اتصالات من جانب أمن الدولة ، تفيد باستمرار مراقبتهم مما يمهد إلى عودة كافة الممارسات السابقة كما كان في العهد البائد . وأضاف ، نحن نرفض ذلك تماما ونرفض الإبقاء على هذا الجهاز سيئ السمعة وذلك لابد من محاكمة أفراده عن كل الجرائم السابقة، ولابد من تحرك شعبي وحكومي في اتجاه هذه العصابة. من جانبه قال حسام البخاري، المتحدث باسم التيار الإسلامي العام، إنَّ التيار يجري اتصالات مكثفة بجميع الحركات والأحزاب الإسلامية للرد على اتصالات ضباط جهاز أمن الدولة واتخاذ الإجراءات القانونية ضد مساعي رجوع الثور المضادة. وأضاف "البخاري"، أنَّ هناك محاولات حقيقية لعودة الجهاز بالأساليب المعادية للإسلاميين، وأن هناك تحديًّا واضحًا وصراعًا بين الثورة المصرية والمضادة وأنه لم يتم تحديد وقت التحرك بعد. وحذر ، الشعب المصري من قبول عودة هذا الجهاز لأن إرهابه غير مقتصر على الإسلاميين فقط بل يمتد لجميع أطياف الشعب المصري، مشيرًا إلى أنه تلقي اتصالات تؤكد عودة أفراده للعمل، منها اتصالات تلقاها كل من الشيخ مصطفى البدرى من الدعوة السلفية، وعبد الرحمن سليمان من حزب النو يحمل الكثير من التهديد والارهاب . وطالب عصام حجاج، عضو الهيئة العليا لحزب "الوسط"، بالتقصي والتحقيق فى تهديدات أمن الدولة لعدد من قيادات التيار الإسلامي، وطالب القيادات التي تم تهديدها بالذهاب والإدلاء بأقوالها في ذلك قائلاً:"تهديدات أمن الدولة تؤكد أن وزارة الداخلية كما هي لم يحدث فيها تغيير، وأن جناح أمن الدولة كما هو ، ما تغير فيه هو الإسم فقط، ومؤسسات الدولة التي قامت الثورة من أجل تطهيرها لم يحدث لها تطهير حتى الآن". وأضاف: "لا أتخيل أن بعد ثورة راح ضحيتها شهداء كثيرون أن أجد أمن الدولة يعود من جديد، مطالبا بالتحقيق الفوري في تلك التهديدات". واستبعد الدكتور كامل محمد عبد الجواد، عضو الهيئة العليا لحزب "الوطن"، عودة جهاز أمن الدولة في ظل وجود الأحزاب الإسلامية، مشيرا أنه ليس متأكدًا من صحة المعلومات التي يتحدث عنها الشباب من أن أمن الدولة عاد إلى ممارساته القديمة، مشيرا إلى أنه يرفض عودة الجهاز لسابق عهده. وأضاف "عبد الجواد"، أن أمن الدولة جهاز معلوماتي فقط لا غير، رافضا قيامه بالتحريات والعرض عليه قبل الوظائف والتحرك على الأرض كسابق عهده، موضحًا أنه من الأفضل التحقق من هذا الحديث عن طريق التحرك السياسي والمقابلات التوضيحية مع المسئولين للوقوف على حقيقة الأمور والتأكد من صحة هذه الروايات التي يتناقلها.