جاءت تفجيرات "ماراثون بوسطن" الذي وقع بالأمس وأسفر علن مقتل 3 وإصابة 140 على الأقل، ليعيد إلى أذهان الشعب الأمريكي سلسة التفجيرات التي شهدتها الولاياتالمتحدة في يوم الثلاثاء الموافق 11 سبتمبر 2001 م، واستهدف برجي مركز التجارة الدولية بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون". وعلق الرئيس الأمريكي باراك أوباما على الحادث وقال إنه يراقب الوضع وأمر بتسخير كل الإمكانات لتأمين المنطقة، ويصلي هو وزوجته ميشيل من أجل الضحايا في بوسطن.
وأضاف أوباما، في كلمة مقتضبة خلال مؤتمر صحفي بعد حوادث التفجير في بوسطن: "ليس لدينا تعداد دقيق لعدد الضحايا والمصابين".
السعودية بقفص الاتهام ورغم وجود اختلاف بين الحادثين إلا أن انتشار أنباء تفيد بتورط سعودي بتفجيرات بوسطن، استرجع النظرة الإرهابية التي ينظر بها الغرب إلى المسلمين والعرب. ونحو هذا الصدد نقل موقع "العربية نت" عن مبتعثين من الرياض يدرسون في مدينة بوسطن قولهم ،إن أكثر من 100 ألف سعودي في الولاياتالمتحدة "تكهربت أعصابهم" ووضعوا أيديهم على قلوبهم منذ نشرت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية خبرا في موقعها الإلكتروني أمس وضعهم في دائرة الشبهة ومسببات الكراهية.
خبر الصحيفة الذي نقلته عنها مئات المحطات والمواقع الإخبارية في العالم، كان عن سعودي قالت إن الشرطة اعتقلته وتحقق معه في مستشفى نقلوه إليه ويخضع فيه للعلاج من جروح أصابته، لاشتباهها بدوره في تفجيرين استهدفا المتجمهرين عند خط الوصول في ماراثون للجري أمس في مدينة بوسطن، وسقط بهما 3 قتلى مع 144 آخرين أصابتهم جروح متنوعة، بحسب ما أوردت قناة "سي إن إن".
ولم يكن الخبر حقيقيا بالطريقة التي نشرته "نيويورك بوست" من دون مراعاة لما قد يسببه من ردة فعل من الأمريكيين على أكثر من 95 ألف مبتعث وحوالي 7 آلاف سعودي في الولاياتالمتحدة، بل حقيقته وردت على لسان كبير مراسلي محطة "سي.بي.أس" الأمريكية جون ميللر، الذي أكد بأن الشاب البالغ من العمر 20 سنة، محتجز في المستشفى "بمعنى أنه لا يستطيع المغادرة"، في إشارة إلى أنه رهن التحقيق "لكنه ليس معتقلا أو مشتبها فيه".
وذكر ميللر، الذي كان في السابق مستشارا لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف.بي.آي" إلى جانب عمله الإعلامي، إن الشاب السعودي كان في موقع الانفجار وفرّ من المكان كسواه، وأثناء فراره لاحظه أحد الأميركيين يتصرف بطريقة أثارت شكوكه فاعترضه وسيطر عليه وسلمه للشرطة، علما أنه لو كان مشاركا بالعملية لما بقي في مكان التفجير، ولو كان انتحاريا لقضى فيه أيضا، وهذه أكبر قرينة تؤكد براءته مما يظنون.
غضب واستنكار في المقابل اجتاح الغضب الشعب السعودي بعد ما نشرته قناة العربية الإخبارية، وظهر ذلك الغضب على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، حيث استنكر العديد منهم سرعة نشر القناة للخبر، علما بأنها قناة سعودية التمويل، وأنها لم تتحقق من حتى من صحة الخبر قبل نشره.
وبدأ نشطاء تويتر السعوديين في إنشاء أكثر من "هاشتاج"، أحدهم يطالب بأن يحذف السعوديين قناة العربية من أجهزة التليفزيون الخاصة بهم، ضمن "حملة حذف قناة العربية"، واتجه آخرون إلى المطالبة بمقاضاة القناة لتشويهها سمعة البلاد.
من جانبه، أكد الملحق الثقافي السعودي في الولاياتالمتحدةالأمريكية الدكتور محمد العيسى، في تصريح صحفي نشر في الرياض اليوم، عدم وجود أية إشارة إلى وجود سعوديين بين الضحايا.
وشدّد العيسى، في الوقت ذاته، على عدم وجود أيّ أساس لما نشر عن تورط سعودي في جرائم التفجيرات. ووصف ما نشرته صحيفة نيويورك بوست بأنه تكهنات لا أساس لها من الصحة.
وعلى الجانب الآخر نفى المتحدث الرسمي لشرطة بوسطن، ما ذكرته جريدة "نيويورك بوست" بأنه قد تم القبض على متهم سعودي على خلفية انفجارات بوسطن، وأضاف قائلا "لا أعرف حقا من أين تأتي الجريدة بمعلوماتها".
عمل إرهابي وحول معرفة المسئول عن تفجيرات بوسطن، قال مسئول بالبيت الأبيض اليوم إن الإدارة الأمريكية لا تعرف بعد من خطط ونفذ التفجيرات التي وقعت خلال ماراثون بوسطن، لكنها تتعامل مع الحادث "كعمل إرهابي".
وقال المسئول إن "أي حدث بشحنات متفجرة متعددة، كما يبدو هذا الحدث، هو بشكل واضح عمل إرهابي، وسيتم التعامل معه كعمل إرهابي". وأضاف: "لكننا لا نعرف بعد من نفذ هذا الهجوم، ويتعين أن يحدد تحقيق وافٍ ما إذا كانت جماعة إرهابية أجنبية أو محلية خططت له ونفذته".
وعلى جانب أخر أعلن حاكم ولاية ماساتشوستس الأمريكية، ديفال باتريك اليوم عطلة رسمية، في أعقاب تفجيري ماراثون بوسطن الرياضي.
وأوضح أن مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" يقود التحقيق في الانفجارات، التي وقعت قرب خط النهاية لأقدم ماراثون في العالم في مدينة بوسطن.
وأوضحت مصادر في الشرطة، أنه يتم تفريغ شرائط أفلام كاميرات المراقبة والمتابعة للاستعانة بها في التحقيقات، مشيرة إلى أن هناك 3 أطفال بين المصابين نتيجة التفجيرين، من بين أكثر من 100 مصاب.
ووجهت شرطة المدينة نداء للمواطنين تنصحهم فيه بعدم مغادرة المنازل إلا للضرورة القصوى وعدم السفر أو التواجد في مجموعات كبيرة، وتجوب سيارات الشرطة شوارع وأحياء مدينة بوسطن للقيام بعمليات تمشيط وتأمين، وشوهدت قوات الشرطة وأفراد المباحث الفيدرالية تحيط بمطار المدينة بالكامل.
يشار أن حركة طالبان الباكستانية نفت اليوم الثلاثاء أي علاقة لها بالتفجيرات وقال المتحدث باسم الحركة إحسان الله إحسان حسب ما أوردته قناة "دون نيوز" الباكستانية المحلية " نحن نؤمن بشرعية مهاجمة الولاياتالمتحدة وحلفائها ولكننا لم نشارك في هذا الهجوم".