القدس المحتلة: أدى تقديم فلسطين طلبا للعضوية كدولة مستقلة في الأممالمتحدة إلى الكثير من الجدل على الساحة الدولية، ففي الوقت الذي ينتظر فيه البت في الطلب الفلسطيني، تسعى إسرائيل جاهدة بكل السبل الممكنة لإجهاض هذا الطلب الذي يمثل مأزقا كبيرا لها، حيث أكدت أنها على استعداد للعودة إلى المفاوضات غير المشروطة وفق ما دعت إليه اللجنة الرباعية الدولية. وحث بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل؛ الفلسطينيين على استئناف المحادثات المباشرة دون أية شروط مسبقة؛ إذا كانوا يريدون –وفق ما أكده- تحقيق حلم إقامة الدولة الفلسطينية.
وقال نتنياهو في لقاء مع شبكة تلفزيون "NBC" الأمريكية: "من الممكن أن يحدث ذلك، وما على عباس إلا إدراك ما قلته ثم الجلوس للتفاوض".
إلا أن حنان عشراوي عضو المجلس التشريعي الفلسطيني أكدت أنه لا بد من تغيير قواعد اللعبة ووقف الاستيطان قبل كل شئ، وأضافت في لقاء مع شبكة تلفزيون "ABC": "إذا جرى التفاوض لتكسب إسرائيل الوقت كي تتخذ خطوات أحادية وتبني مزيدا من المستوطنات وتسرق المزيد من الأراضي، فهذا يهدد بالخطر عملية السلام بل وآفاق السلام أيضا".
وأضاف نتنياهو: "إن ما يحاولون عمله في الأممالمتحدة هو الحصول على دولة بدون توفير السلام والأمن لإسرائيل؛ وفي رأيي أن ذلك خطأ يجب ألا يتحقق له النجاح بل الفشل".
فيما قالت حنان عشراوي: "إننا نريد إقامة دولة فلسطينية تستند إلى التعددية والتسامح وتقبل الجميع ولا نريد دولة إسلامية أو مسيحية، فلماذا نريد دولة يهودية".
ومن ناحية أخرى يرى القادة الإسرائيليون، الذين كانوا يخشون "تسونامي دبلوماسي" في الأممالمتحدة أنهم سجلوا نقاطا إيجابية؛ معربين عن استعدادهم لقبول خطة الرباعية للشرق الأوسط حتى وان كان المعلقون لا يرون أي آفاق للسلام.
وقال سكرتير الحكومة تسفي هاوز لإذاعة الجيش الإسرائيلي "إن إستراتيجية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نجحت. لقد كبح مبادرة الفلسطينيين المتمثلة في الحصول على نجاحات بصورة أحادية".
واعتبر هاوزر -وهو من اقرب معاوني رئيس الحكومة- أن "ما كان يبدو وكأنه خطر تسونامي سياسي بالنسبة لإسرائيل أسفر عن نوع من الفراغ من وجهة النظر الفلسطينية"، وذلك بعد تقدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بطلب انضمام دولة فلسطين إلى الأممالمتحدة.
وقال يعاز هندل، احد المتحدثين باسم رئيس وزراء إسرائيل "من منظور العلاقات العامة فقد حققنا نجاحات كبيرة: فالعديد من الدول تتفق الآن مع النهج الإسرائيلي وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة".
وفي الوقت نفسه أبدى القادة الإسرائيليون استعدادهم للقبول باقتراح اللجنة الرباعية للشرق الأوسط للتوصل إلى اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني قبل نهاية 2012.
فيما قال وزير الخارجية افيجدور ليبرمان، وهو من ابرز أنصار الخط المتشدد حيال الفلسطينيين، في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية العامة في نيويورك "اعتقد أن علينا قبول اقتراح اللجنة الرباعية لأنه يتضمن نقطة ايجابية جدا هي بدء مفاوضات بدون شروط مسبقة".
وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأحد، الرئيس الفلسطيني محمود عباس باستئناف المفاوضات دون شروط مسبقة، من أجل التوصل إلى اتفاق سلام.
وقال نتنياهو "الفلسطينيون يريدون دولة، لكن عليهم أن يقدموا السلام بالمقابل. ما يحاولون فعله في الأممالمتحدة هو الحصول على دولة دون أن يقدموا السلام لإسرائيل"، وأضاف "هذا أمر خاطئ، ولا يتوقع له النجاح بل الفشل".
وأضاف إنه تطرق إلى موضوع المحادثات دون شروط مع عباس على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، وأضاف قلت للرئيس عباس "انظر، نحن في المدينة نفسها وفي المبنى نفسه، في الأممالمتحدة دعنا نجلس ونبدأ في الحديث من أجل السلام".
وقال نتنياهو إنه وجه هذه النصيحة لعباس "إن أردت الوصول إلى السلام، فعليك التخلي عن كافة شروطك المسبقة"