بدأ مجلس الأمن الدولي مشاوراته للنظر في طلب انضمام دولة فلسطين إلي الأممالمتحدة، واسبعد دبلوماسيون دوليون التصويت علي الطلب قبل عدة أسابيع. وحذرت أمريكا مجددا من انها ستستخدم حق الفيتو، مشددة علي ان وحدها المفاوضات المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين هي السبيل الوحيد لإقامة دولة فلسطينية. واعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن المسعي الفلسطيني طريق مختصرة لن تثمر عن سلام حقيقي ودائم. وكانت اللجنة الرباعية ،التي تضم الولاياتالمتحدةوالاممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا ، قد دعت الي اعادة الاسرائيليين والفلسطينيين الي طاولة المفاوضات. واقترحت الرباعية بديلا للمسعي الفلسطيني يقوم علي استئناف مفاوضات السلام في غضون شهر علي أن يتعهد الجانبان التوصل الي حل نهائي هذا العام، إلا أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يحظي بدعم كبير في الضفة الغربية استبعد أي مفاوضات جديدة دون “وقف تام” للاستيطان. واعلن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي في مقابلة مع برنامج “ميت ذي برس” علي شبكة “ان بي سي” الأمريكية ان نصيحته لعباس هي: “إذا أردت السلام عليك ان تضع شروطك المسبقة جانبا”. ويعتبر الفلسطينيون الذين انسحبوا من المفاوضات الأخيرة في سبتمبر 2010 بعد وقف قرار تجميد أعمال البناء في المستوطنات، ان إسرائيل ضمت القدسالمحتلة بحكم الأمر الواقع وانها تواصل الاستيلاء علي الأراضي طيلة السنوات العشرين الماضية. وقالت المفاوضة الفلسطينية حنان عشراوي لبرنامج “ذيس ويك” علي قناة “ايه بي سي” :”لقد تفاوضنا حتي الغثيان في عملية لا تمت للواقع بصلة. وهذه هي المشكلة”. واضافت: “ان الاستمرار في التفاوض يعطي إسرائيل مهلة اضافية لفرض احكام احادية وبناء المزيد من المستوطنات والاستيلاء علي المزيد من الأراضي، وهو يشكل خطر تقويض ليس عملية السلام فحسب بل آفاق السلام نفسها”. ومنذ احتلالها الضفة الغربية في العام 1967، بنت اسرائيل اكثر من 130 مستوطنة تضم أكثر من 300 الف مستوطن. كما يقيم قرابة 200 الف اسرائيلي في احياء استيطانية في القدسالشرقية. وتظهر أرقام وزارة الداخلية الإسرائيلية ان غالبية المستوطنين في الضفة الغربية يقيمون في ثمان مستوطنات كبري تريد إسرائيل ان تضمها الي أراضيها ضمن أي تسوية نهائية مع الجانب الفلسطيني. وتعتبر اسرائيل القدسالمحتلة بجزئيها عاصمتها الأبدية وأن أعمال البناء في القسم الشرقي منها لا تشكل نشاطا استيطانياً. إلا أن الفلسطينيين يطالبون بالقدسالشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية ويعارضون توسيع سيطرة اسرائيل عليها. وشكل طلب انضمام فلسطين الي الاممالمتحدة الذي قدمه عباس الجمعة الي الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لحظة تاريخية في نضال شعبه الطويل نحو اقامة دولة. وعاد عباس الي رام الله حيث استقبله بحفاوة آلاف الفلسطينيين الذين لوحوا بالأعلام والهتافات المؤيدة. وأكد عباس في كلمة قصيرة امام الحشد عقب عودته: “ذهبت الي الاممالمتحدة أحمل آمالكم وأحلامكم وطموحاتكم وعذاباتكم ورؤيتكم للمستقبل وحاجتكم الي دولة فلسطينية مستقلة”. واشار عباس الي ان الشعب الفلسطيني يعيش ربيعه السلمي الخاص، وقال :”قلنا للعالم ان هناك الربيع العربي، ولكن الربيع الفلسطيني موجود، وهو ربيع شعبي جماهيري مقاوم سلمي للوصول الي غايتنا”. وتعتبر الولاياتالمتحدة احدي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن ولديها حق النقض الذي كرر البيت الابيض ان أوباما سيستخدمه. ويأمل أوباما الذي عمل جاهدا لاتخاذ الموقف السليم من الربيع العربي بألا يضطر الي اللجوء الي الفيتو. ويأمل الفلسطينيون في الحصول علي تسعة اصوات علي الأقل من أصل 15 في مجلس الأمن وهو الحد الأدني المطلوب من أجل إصدار “توصية” بطلبهم الي مجلس الجمعية العامة للامم المتحدة حتي تتمكن من البت بدورها في الطلب في عملية تصويت.