القدس المحتلة: حذر رئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الجيش الإسرائيلية عاموس جلعاد حركة "حماس" وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة من مغبة تعزيز قدراتها الصاروخية، فيما حذر وزير الاستخبارات الإسرائيلي دان مريدور من أن الهدوء الحاصل في قطاع غزة والضفة الغربية لن يبقى على حاله. وذكرت وكالة "سما" الفلسطينية نقلا عن صحيفة "يدعوت أحرنوت" الإسرائيلية أن جلعاد قال :" إن حركة حماس ستسعى إلى تدمير نفسها في حال امتلكت صواريخ يزيد مدى إطلاقها على 60 كيلو متر". وأضاف خلال خطاب له في المؤتمر السياسي التاسع لما يسمى "بمكافحة الإرهاب" الذي أقيم في مدينة هرتسليا في مركز الأراضي المحتلة عام 1948 : "نحن لا نستطيع إبادة حماس بأكملها أبدًا، ولكننا نستطيع ضرب جميع مؤسساتها الخدماتية ومراكزها في حال امتلكت هذه الصواريخ واستطاعت استعمالها". وأضاف أن " إسرائيل مصممة على تدمير قوة الردع لدى كل من حزب الله وحماس في حال امتلكت هاتين المنظمتين صواريخ ذات مدى طويل يهدد حياة الإسرائيليين". وتابع جلعاد "حركة حماس غير قادرة على مهاجمة وضرب القوات الإسرائيلية في هذه الأثناء والدليل على ذلك أنها لم تستطع أسر جنود إسرائيليين خلال الحرب على غزة". وزعم جلعاد ان العديد من الفصائل الفلسطينية تستعين بإيران من اجل تعزيز قدرتها الدفاعية، موضحًا أن الأخيرة لا تتوانى عن دعم الفصائل بالمال والسلاح. وقال: "خلال الفترة الأخيرة لم تكن هناك أي عملية استشهادية في الأراضي الإسرائيلية، ولكن هناك فصائل تسعى إلى ذلك ومصممة على تنفيذ هجمات مستعينة بإيران". وكان رئيس مركز الأبحاث في جيش الاحتلال الإسرائيلي اللواء يوسي بايدن قالت الشهر الماضي إن حركة حماس "تمتلك اليوم أسلحة وصواريخ أكثر دقة وتطوراً من ذي قبل بإمكانها أن تصل إلى مدينة "تل أبيب" في مركز فلسطينالمحتلة عام 1948. وزعم أن حماس تعمل على إدخال أسلحة تصل إلى مدى بعيد، بإمكانها أن تصل لمنطقة جوش دان في تل أبيب". وحول سوريا ، قال جلعاد إن سوريا قد لا تكون قادرة على التأثير على حزب الله اللبناني الأمر الذي يُلقي بظلال الشك على أحد الشروط الإسرائيلية من أجل التوصل إلى اتفاق سلام مع سوريا. وشدد جلعاد خلال المؤتمر على أن تأثير إيران على حزب الله أكبر منه بكثير من التأثير السوري. وأضاف أن حزب الله مؤسسة قائمة بحد ذاتها وأنه أضحى أقوى من لبنان. وقال جلعاد إن إسرائيل حاولت في الماضي التوصل إلى اتفاق مع سوريا يشمل ملف حزب الله لما لسوريا من تأثير عليه ولحمله على التخلي عن الإرهاب، إلا أنه أضاف أن الوضع تغير الآن مرجحا عدم قدرة سوريا على القيام بمثل هذا الدور. وفيما يتعلق بالملف النووي، نفى جلعاد وجود أي خطر نووي على إسرائيل في الوقت الراهن قائلا "إن ليبيا تخلت عن برنامجها وسوريا تخلت أيضا عن مثل هذا الخيار في حين أن إيران لم تحصل على سلاح نووي حتى الآن". من جانبه كذلك حذر وزير الاستخبارات الإسرائيلي دان مريدور من أن الهدوء الحاصل في قطاع غزة والضفة الغربية لن يبقى على حاله. وقد جاءت تصريحات مريدور هذه خلال يوم دراسي في كلية هرتسيليا الأكاديمية اليوم وقال إن "الهدوء يسود غزة والضفة الغربية في الأشهر الأخيرة وهذا جيد لكنه مضلل ويتوهم كل من يعتقد أن الوضع سيبقى على حاله". واضاف أنه "في السنوات الأخيرة طرأ تغير على نشاط التنظيمات الإرهابية ولذلك يجب إجراء تغييرات على الحرب ضد الإرهاب". وتعليقا على تزايد التقارير الحقوقية الدولية والمحلية حول ارتكاب إسرائيل جرائم حرب ضد الفلسطينيين خلال الحرب على غزة اعتبر مريدور قال أنه "من السهل الجلوس في لاهاي أو في جامعة هارفارد وتوجيه الوعظ لنا، لكن علينا محاربة الإرهاب وفي الوقت ذاته الحفاظ على حقوق الإنسان التي يحظر خرقها".