تصاعدت أزمة طلاب جامعة مصر الدولية، بعد تراجع إدارة الجامعة عن قرارها بعودة الطلاب الموقوفين عن الدراسة وإلغاء التحقيق معهم ، والاجتماع بهم صباح اليوم الخميس. بدأ الامر مع تظاهر العشرات من طلاب الجامعة داخل الحرم الجامعي، الاثنين الماضي، للتنديدا بإيقاف 13 طالب ومنعهم من دخول الجامعة، على خلفية مظاهرات الأحد الماضي، للمطالبة بعمل كوبري للمشاة بعد تكرار حوادث الطلاب على طريق مصر الإسماعيلية الصحراوي، وتوجهت مسيرة إلى بوابة الجامعة الرئيسية ونجح الطلاب بمساعدة زملائهم المفصولين في دخول الحرم الجامعي.
وعلق الطلاب اعتصامهم، الذي بدأوه منذ 5 مارس الماضي، للمطالبة بعودة زملائهم الموقوفين عن الدراسة وإلغاء التحقيق معهم، وقال أحد أعضاء اتحاد الطلاب بالجامعة، إن تعليق الاعتصام جاء بعد تحديد الجامعة لموعد الاجتماع، في نفس موعد التحقيق مع الطلاب، الأمر الذي اعتبرناه بادرة طيبة من جانب الإدارة، لأنهم قالوا لنا إنهم سوف يأخذون قرارا يرضي جميع الأطراف. وأضاف عضو اتحاد الطلاب أنه منذ صباح الأربعاء الماضي، وهم في مفاوضات مع أطراف من جانب الإدارة لإنهاء الاعتصام، وهو ما رفضوه تماما، حتى تحقيق مطالبهم، رغم نزول عمداء كليتي الصيدلة وطب الأسنان لهم . واستنكر عضو اتحاد الطلبة غلق الجامعة جميع الأبواب والمداخل ب"الجنازير"، وجلوس أربعة أفراد أمن على كل باب، والسماح للطلاب بالدخول فقط من باب خلفى صغير عليه بعض أفراد أمن وبعض "البودي جاردات" وأفراد من العلاقات العامة. وحددت جامعة مصر الدولية، يومي الخميس والأحد الموافقين السابع والتاسع من مارس الجاري، موعداً لمثول الطلاب الموقوفين عن الدراسة منذ الأحد الماضي، بمكتب المستشار القانوني للجامعة. وأرسلت الجامعة بريدًا إليكترونيًا لكل طالب به موعد مثوله للتحقيق، محذرة إياهم بأن عدم حضور أي منهم في الموعد المحدد له يسقط حقه في الدفاع عما هو منسوب إليه. وقالت الحركة الطلابية على موقع "تويتر" تعليقاً على إرسال البريد الإليكتروني وتحديد موعد التحقيق، "استنينا طول اليوم ووقفنا جميع المظاهرات وأبدينا حسن النية، قرار الجامعة اللي قالوا هيرضي جميع الأطراف طلع بوقف الطلاب واستمرار التحقيق معهم". وفي نهاية المطاف، قرر عدد من طلاب جامعة مصر الدولية الاعتصام في حرم الجامعة، مؤكدين عدم رحيلهم إلا بعد تنفيذ مطالبهم، والتي تتمثل في بناء كوبري مشاة على طريق مصر إسماعيلية الصحراوي أمام مقر الحرم الجامعي، وذلك بعد تعدد الحوادث التي يتعرض لها الطلاب أثناء عبورهم الطريق، وعودة الطلاب الذين تم فصلهم على غرار المظاهرات الاحتجاجية التي شهدتها الجامعة.
وروى حليم الشعراني، الطالب بجامعة مصر الدولية وأحد المفصولين، وقائع ما شهدته الجامعة في الفترة السابقة وحتى الآن، مؤكدًا أن المسيرات الاحتجاجية بدأت منذ عامين، وذلك بعد تعدد حالات الوفاة والإصابة بين طلاب الجامعة، لعدم وجود كوبري مشاة أمام الحرم الجامعي على طريق مصر إسماعيلية الصحراوي، والذي كان آخر ضحاياه الطالب أنطوان سامح في ديسمبر الماضي، وإصابة الطالبة هدير محسن، السبت الماضي، بشرخ في الفك العلوي وكسر مفتت في كتفها، وكدمات وجروح، أثناء عبورها حرم الجامعة.
وتابع "الجامعة شهدت مسيرة احتجاجية بعد وفاة زميلهم أنطوان، حيث أغلق الطلاب طريق مصر إسماعيلية الصحراوي لمدة عشر دقائق، مرددين هتافات مناهضة لإدارة الجامعة والحكومة، لعدم بناء كوبري للمشاة بهذا الطريق، موضحًا أن إدارة الجامعة حثت باقي الطلاب على التصدي إلى زملائهم، بدعوى أنهم يريدون تعطيل الحياة الدراسية داخل الجامعة، مضيفًا أنه تصدى لهم عدد من الطلاب وبرفقتهم عدد من موظفي مكتب العلاقات العامة والأمن، ومنعهم من دخول الحرم الجامعي بالقوة، والتعدي على طلاب المسيرة بالضرب". وأضاف الشعراني، أن الجامعة أصدرت قرارًا بفصله لمدة شهر، إضافة إلى فصل ثلاثة من زملائه لمدة أسبوعين، بدعوى أنه تعدى على موظف العلاقات العامة، ما تسبب في اشتعال المظاهرات مرة أخرى داخل الجامعة، مؤكدًا استعانة الجامعة بحوالي 40 فردا من الحرس الشخصي للتصدي لمسيرات الطلاب، فيما قرر الطلاب الاعتصام بالحرم الجامعي لحين تنفيذ مطالبهم المذكورة سلفًا، مشيرًا إلى منع الجامعة للأتوبيسات الخاصة بالطلاب من الخروج، لتوضيح أن الطلاب المعتصمين هم مَن منعوا خروجها. ومن جهته نفى الدكتور حمدي حسن، نائب رئيس جامعة مصر الدولية، ما اتهمه به عدد من طلاب الجامعة، من تهديده لهم بالقتل، عقب تنظيمهم وقفة احتجاجية، أمام مكتبه، مشيرا إلى صدور قرار من رئيس الجامعة بوقف عدد من الطلاب مثيري الشغب. وقال حسن إن بضع عشرات من طلاب الجامعة تجمعوا للاحتجاج على الحادث الذي وقع على مسافة 80 متراً من أسوار الجامعة، في اليوم التالي له، مطالبين بإنشاء كوبري مشاة علوي كانت الجامعة قد عرضت بالفعل إنشاءه على نفقتها الخاصة ولم ترد الموافقات النهائية عليه، وتم شرح ذلك بالتفصيل مرات عديدة للجميع. وتابع "بدأ الطلاب ترديد شعارات مستخدمين عبارات لا تليق بالجامعة، ثم تجمعوا في محاولة لاقتحام مكتب نائب رئيس الجامعة، الأمر الذي دفعني للخروج إليهم لمعرفة ما يريدون، فأشاروا إلى أنهم يريدون الحديث معي حول الحادث، فطلبت منهم التوجه إلى إحدى القاعات للجلوس معهم ومناقشتهم وشرح أبعاد الموضوع، لكنهم أصروا على الدخول إلى المكتب أو إجراء المناقشة على السلم وعرض مراسلات الجامعة مع الجهات الحكومية على الطلاب، ولم يكن ذلك مقبولا فانصرفت، وانتهى الأمر ببقائهم نحو الساعة ثم انصرفوا، ولم يحدث حوار من أي نوع مع الطلاب". وأشار إلى أن الجامعة بذلت كل ما تستطيع لاتخاذ تدابير أكثر أماناً وسلامة، و خصصت أتوبيسا كل 15 دقيقة لنقل الطلاب على جانبي الطريق، ومع ذلك فإن بعض الطلاب لا يستخدمون الأتوبيس ويفضلون العبور سيراً على الأقدام، ويريدون في الوقت نفسه تحميل الجامعة مسؤولية الحوادث التي تقع.