تعددت البدائل داخل صفوف جبهة الإنقاذ، بعد إعلانها مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة ما بين الالتحام بالجماهير والقاعدة الشعبية لحثهم على المقاطعة ، وعرض مؤتمرات اقتصادية وسياسية واجتماعية لطرح أفكارهم ورؤيتهم لحل تلك الملفات الثلاث. فى حين اعتلت صيحات يسارية وناصرية مطالبة بتشكيل حكومة وبرلمان موازيان للتعبير عن وجهات نظر قوى المعارضة مثلما حدث قبل ذلك في عهد مبارك من تشكيل حكومة " ظل الثورة " التي شكها حزب الوفد ، وكذلك برلمان مواز تم تشكيله في أواخر عام 2010 . وفى تلك الأعقاب والاجتماعات المتتالية للجبهة وكان آخرها الاجتماع الذي عقدته أمس بمقر حزب المصريين الأحرار، والتي أعلنت خلاله عن مقاطعة الانتخابات نهائياً والإعلان عن فتح قناة فضائية تعكس رؤية الجبهة وتشرح برامجها وتحث المواطنين على مقاطعة العملية الانتخابية.
من جانبهم تجاوب عدد من الأحزاب المكونة لجبهة الإنقاذ مع الفكرة ، مؤكدين على أنها من ضمن الحلول والبدائل المطروحة خاصة في ظل غياب الثقة بين النظام والمعارضة ، وتأكيدها على أنه لا توجد شرعية للنظام الحالي.
وعلى الجانب الآخر ترى أحزاب أخرى أن الحديث عن تشكيل حكومة وبرلمان موازيان، غير مقبول بعد ثورة يناير ، مؤكدين على وجود بدائل ومقترحات أخرى سلمية. وكان الدكتور "عزازي على عزازي " عضو مجلس أمناء التيار الشعبي، أدلى بتصريحات صحفية خاصة لشبكة الإعلام العربية " محيط " قال فيها إن الجبهة تستعد لتشكيل حكومة وبرلمان موازيان، مؤكداً على فقدان النظام الحالي لشرعيته وانه نظام قمعي مستبد.
ومن جانبه أكد المهندس " أحمد بهاء الدين شعبان " رئيس الحزب الاشتراكي المصري ، انه هناك خطة واسعة للالتحام الجماهير لوضع دستور جديد للبلاد بدلا من الدستور الحالي المشوه ، وكذلك تشكيل حكومة موازية وبرلمان شعبي، وعقد مؤتمر اقتصادي للوقوف على الحالة الاقتصادية والعمل على ايجاد حلول اقتصادية من خلال تضافر كل الجهود الوطنية والشعبية.
وأشار إلى أنه كان عضو في البرلمان الموازى الذي شكل في أواخر عام 2010 قبل ثورة يناير وكان صمن الأسباب التي عجلت بسقوط نظام مبارك . وأضاف أن القوى السياسية والثورية وكذلك الجماهير الغاضبة لا تعترف بالنظام الحالي ولا تحترم سياساته ،مضيفاً أن عموم الشعب ستتجاوب لقرارات الحكومة والبرلمان القادمين في حالة تنفيذ ما يطالبون به . ولفت " شعبان " إلى أننا مازلنا في حالة ثورية ولا يستجاب للثوريين؛ إلا بقرارات ثورية وأفعال وتصرفات تعبر عن الثورة.
أوضح الدكتور " محمود العلايلي" عضو الهيئة العليا بحزب المصريين الأحرار أن جبهة الإنقاذ لم تتفق بعد على البدائل المطروحة بعد إعلان مقاطعتها النهائية للانتخابات البرلمانية المقبلة.
وأضاف أن آليات التصعيد مطروحة سواء بالحديث عن تشكيل برلمان أو حكومة موازيان في ظل غياب الثقة بين النظام برمته وبين كافة قوى المعارضة.
ولفت " العلايلي إلى أن كل البدائل المطروحة ايجابية، مشيراً إلى أنها تجربة قديمة عرفتها عدد من الدول وكذلك مصر أثناء انتخابات 2010 عندما ظهر التزوير الفج في الانتخابات؛ حيث صل الوطني المنحل على 99% من مقاعد البرلمان مما دفع القوى السياسية والنواب السابقين لتشكيل برلمان مواز، فضلاً عن حكومة ظل الثورة التي شكلت قبل ذلك في أعقاب عهد المخلوع مبارك.
وأشار " العلايلى " إلى أن البرلمان الموازى السابق وحكومة الظل لم يكن لهما تأثير قوى على أرض الواقع ، مضيفاً أنه من المحتمل الآن أن يكون لهما ثقل وشعبية في حالة تشكيلهما في ظل تضاؤل شعبية النظام الحاكم وإحساس المواطنين بسرقة الثورة على أيديهم.
في حين رفض حزب الوفد فكرة تشكيل حكومة أو برلمان موازيان على الرغم من أنه شكل قبل ذلك حكومة الظل وكانت كلها وفدية.
وقال "حسام الخولى " عضو الهيئة العليا بحزب الوفد إن فكرة تشكيل الحكومة والبرلمان الموازيان بعد ثورة يناير ،كلام غير مقبول. وأضاف : نحن أساس الثورة وسنتستكملها للنهاية لحين تنفيذ المطالب والأهداف والشعارات التي رفعتها الثورة، مضيفاً أنه ليس من المقبول عمل أو تبنى أفكار كنا نتبناها في عهد مبارك، قائلاً : الحديث عن شكيل حكومة أو برلمان موازى كلام غير مقبول واقعياً .