قال أحمد البرعي أمين عام جبهة الإنقاذ الوطني إن قرار الجبهة بمقاطعة الانتخابات جاء بعد شعورها أن دولة القانون في مصر سقطت، مشيرا إلى أنه "لا يمكن إجراء انتخابات في مصر في الوقت الحالي مع هذا الكم من الانفلات الأمني، وهذا الكم من الانحدار الاقتصادي في وقت واحد". وأضاف أنه "لا يمكن أن يكون هناك عصيان مدني كامل في بورسعيد وعدد من مدن القناة ومحافظات الدلتا، وبعض الأجزاء في القاهرة والإسكندرية وتجرى انتخابات، الطبيعي أن يهدأ أولا الشعب المصري ثم تقام الانتخابات".
وأضاف البرعي، في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" اليوم، "إننا متلهفون لأي فرصة لحوار حقيقي من أجل إنقاذ البلد، بشرط أن يقتنع رئيس الجمهورية بأنه من الأفضل تأجيل الانتخابات البرلمانية وأن يعيد الأمور إلى نصابها القانوني"، لافتا إلى أن "مقاطعة الجبهة ستكون إيجابية".
وأكد أن قرار المقاطعة تم اتخاذه بالإجماع من جميع أحزاب الجبهة، مشيرا إلى أنه قبل إعلان القرار أصدرت عدة أحزاب وأكثر من 60 شخصية بيانات استباقية أعلنت فيها رفضها المشاركة في الانتخابات، وأثناء المؤتمر الصحفي لإعلان موقفنا كان المئات من شباب الثورة يعتصمون في الخارج لإعلان المقاطعة.
وقال "هذا أكبر دليل على المساندة الشعبية للقرار"، لافتا إلى أن الجبهة لديها فرصة أن ينجح من أعضائها عدد كبير إذا نزلت الانتخابات، "لكننا لن نعطي شرعية لهذا النظام، مشاركتنا تعني أن نكون رد فعل لجماعة الإخوان المسلمين، ونحن لسنا رد فعل، بل نحن فعل في الشارع".
وصرح البرعي أن المقاطعة ستكون إيجابية وليست سلبية، مضيفا "نحن الآن سنعمل في جميع المحافظات لتوعية الناس بخطر إجراء هذه الانتخابات وحث المواطنين على مقاطعتها"، لافتا أن الجبهة شكت لجنتين لإعداد خطة كاملة لمرحلة ما بعد الانتخابات ستعلن الأسبوع القادم.
وأوضح أن سبب دعوة الجبهة لانتخابات رئاسية مبكرة هو سقوط ضحايا في مدينة بورسعيد، حيث حملنا المسؤولية السياسية للرئيس مرسي وقلنا إنه يجب أن يضع شرعيته على المحك، مؤكدا أن الدعوة كانت "نوعا من إرضاء وتهدئة الشارع المصري، حيث خرجت العديد من المظاهرات تدعو لإسقاطه".
وطالب البرعي الرئيس مرسي بضرورة توضيح أولا، كيف قتل أكثر من 70 مواطنا في مصر منذ اندلاع الأحداث الأخيرة، خاصة ما حدث في مدينة بورسعيد، مشيرا إلى أنه "أمر غير مفهوم".
وأضاف "رغم أنه قيل في اليوم الأول للأحداث إن من قتلوا كانوا بلطجية يستهدفون اقتحام السجون، ورغم أن هذا الادعاء غير صحيح، فإننا سنقبله، لكن ماذا عن 12 قتيلا قتلوا أثناء تشييعهم لجنازات ضحايا سابقين".
وأشار إلى أن الرئيس بدلا من أن يواسي أبناء بورسعيد، وصفهم بالبلطجية وفرض عليهم حظر تجوال وطوارئ ولا يفكر في أن يعزي أهالي هؤلاء الشهداء.
وقال إن الرئيس مرسي ليس رئيسا لكل المصريين بل رئيس لفصيل واحد فقط، وهو يشعر بذلك، ولذلك يحاول ترديد عبارة "أنا رئيس لكل المصريين" أكثر من مرة ودون مناسبة، حتى يقنع نفسه بذلك، لأنه من المفترض وتلقائيا أن يكون رئيسا لكل المصريين على حد قوله.
وأكد البرعي أن جبهة الإنقاذ لا تريد إسقاط الرئيس مرسي من الحكم وترغب في أن يستمر في فترته كاملة، لكنه هو من يرتكب أخطاء كبيرة منها قتل المواطنين، مما جعل المتظاهرين ينادون برحيله.
وطالب البرعي أعضاء حزب الحرية والعدالة والإخوان المسلمين بأن يكونوا أكثر التزاما واتزانا في تصريحاتهم، قائلا إنه "لا داعي لهذا التراشق والهجوم".
وقال إن الجبهة لا تريد عودة الجيش مرة أخرى للحكم، مؤكدا أن دوره يقتصر فقط على الفصل بين التيارات المتصارعة إذا ترتب على هذا الصراع اقتتال بين المواطنين يهدد السلام الداخلي.
ولفت إلى أن موافقة الجبهة على دعوة وزير الدفاع السابقة للحوار كانت بسبب "لهفتنا لأي فرصة لحوار حقيقي من أجل إنقاذ البلد.. ونرى أن وجود الجيش سيكون ضامنا لأي حوار.. وإلى الآن فرصة الحوار الوطني قائمة إذا اقتنع رئيس الجمهورية وأعاد دراساته".