أعلنت جبهة الإنقاذ يوم أمس مقاطعة الانتخابات البرلمانية، والحوار الذي دعا إليه الرئيس محمد مرسي، بناء على مطالبة خمسة أعضاء فيها، ومطالبة أربعة أحزاب للمشاركة في الانتخابات. وأعلن سامح عاشور يوم أمس الثلاثاء بأن جبهة الإنقاذ أقرت بالإجماع مقاطعة الانتخابات، إلا أن كواليس الاجتماع، يثبت مدى التظليل التي تمارسها الجبهة أحيانا، وتفقد من شعبيتها لصالح الطرف الآخر، كما أعلنت من قبل أن الشعب المصري اتجه لرفض مشروع الدستور الذي أقر بنسبة 65 %.
وعلمت شبكة الإعلام العربية " محيط " بكواليس اجتماع جبهة الإنقاذ الوطني الذي عقد أمس بمقر حزب الوفد والذي أسفر عن صدور قرار نهائي بمقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة وكذلك جلسات الحوار الوطني التي دعا إليها الرئيس " محمد مرسي " .
وكشفت مصادر عما دار داخل الاجتماع من اجل التوصل للقرار الذي أعلنه" سامح عاشور " نقيب المحامين والقيادي بجبهة الإنقاذ من حالات آراء رافضة وأخرى مؤيدة للمشاركة في الانتخابات وكذلك الحوار الوطني.
وتبنى فريق المشاركة كلاً من : عمرو موسى، رئيس حزب المؤتمر والدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، وكذلك أحمد فوزي الأمين العام للحزب المصري الديمقراطي ممثلاً عن الحزب.
في حين تبنى الفريق الآخر موقف مقاطعة الانتخابات والحوار الوطني بحجة غياب الضمانات وتجاهل الشروط والمطالب إلى رفعتها الجبهة في أوقات سابقة ، وكان على رأسه " حمدين صباحي " مؤسس التيار الشعبي، والدكتور محمد البرادعي، مؤسس حزب الدستور، وسامح عاشور، والدكتور أسامة الغزالي حرب ، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، والدكتور أحمد سعيد، رئيس حزب المصريين الأحرار.
وهذا ما أكده " عمرو موسى " عقب انتهاء الاجتماع خلال تصريحات صحفية له أنه كان من ضمن الفريق الذي ينادى بالمشاركة بحجة أن عدم المشاركة تضعف موقف الجبهة وتسمح بالتزوير الممنهج ، لافتاً إلى أن رأى غالبية قادة الجبهة كان بالمقاطعة فما كان منه سوى الإلتزام به.
وكان " أحمد فوزي " أمين عام الحزب المصري الديمقراطي قد أجرى اتصالاً هاتفياً بالدكتور " محمد أبو الغار " لإخباره بمجريات الأمور في الاجتماع واتضح عليه علامات الغضب والاستياء مما يحدث داخل الاجتماع.
كما أن الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد كان يرى ضرورة المشاركة خاصة بعد تراجع شعبية جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة وكذلك حضور جلسات الحوار الوطني والضغط على الرئاسة لقبول شروط الجبهة وتوفير ضمانات حقيقية لنزاهة العملية الانتخابية، خاصة في ظل وجود تقارب بين جبهة الإنقاذ وحزب النور السلفي الذي ساءت العلاقة بينه مؤخراً وبين الرئاسة ، للاستقواء به خلال الاجتماع .
ولكن الكتلة الناصرية ممثلة في " صباحي " و" عاشور " كان لهم رأى آخر وهو المقاطعة خاصة فى ظل تجاهل الرئيس لمطالبهم أكثر من مرة والتخبط الواضح من مؤسسة الرئاسة، مؤكدين على أنه لا حوار ولا تفاوض ولا انتخابات قبل الاستجابة لمطالبهم.
وشاركهم في الرأي الأحزاب الليبرالية المتقاربة معاً أيديولوجياً وفكرياً وهما : الجبهة الديمقراطية بقيادة الدكتور أسامة الغزالي حرب ، والمصريين الأحرار بقيادة الدكتور أحمد سعيد، خاصة وأن الحزبين اقتربا من الاندماج بشكل كامل وأوشكا على الإعلان رسمياً عن الحزب الجديد .
في حين أن الدكتور محمد البرادعي كان مع الاتجاه الذي يميل لمقاطعة وأعلن ذلك أكثر من مرة خلال تصريحات صحفية وتدوينات له على موقع التدوينات القصيرة " تويتر " والذي كان من وجهة نظره أن الرئيس مرسى يستخدم أسلوب الاستعلاء والتجاهل لمطالب القوى السياسية ، وكذلك يرى أن مقاطعة المعارضة المصرية ممثلة في جبهة الإنقاذ للانتخابات سيحرج الرئيس ونظامه أمام العالم كله ، خاصة وأنها الانتخابات الأولى بعد إقرار الدستور الإخواني المغضوب عليه من قبل المعارضة والقوى الثورية وشريحة عريضة من المجتمع المصري .
وبالطبع كان ما حدث للبرلمانيين السابقان " مصطفى النجار، وباسل عادل " من طردهما من قبل شباب الجبهة على إثر دعوتهما لمبادرة تأجيل قرار المقاطعة لحين حضور جلسة الحوار الوطني والتشاور مع الرئيس في المطالب والضمانات التي رفعتها الجبهة، شأن في اتخاذ القرار، وكذلك الهتافات التي رددها شباب الجبهة داخل الوفد أثناء الاجتماع المغلق والتظاهرة التي نظموها وإلحاحهم على قادة الجبهة بسرعة اتخاذ قرار بشأن المقاطعة ، كل ذلك كان له تأثير ودور واضح في اتخاذ القرار، حتى لا تظهر الجبهة أمام شبابها وشباب القوى الثورية ضعيفة ومتخاذلة .