أكد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أهمية بدء مسار سياسي في سوريا يضمن أمن الشعب السوري، ويضمن نتيجة المرحلة الانتقالية بأن يكون هناك إشراك ودور لكل مكونات الشعب السوري. وقال جودة - في مؤتمر صحفي مشترك مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز عقب لقائهما اليوم الاثنين- "إن المباحثات تركزت بشكل كبير على تطورات الأوضاع في سوريا وانعكاساتها الإنسانية على الأردن ".
وأشار إلى أنه تم التأكيد على أهمية مساعدة المجتمع الدولي للأردن لمواجهة انعكاسات تدفق السوريين، لافتا إلى أنه تم التأكيد على أهمية إيجاد حل سياسي للأزمة السورية ووقف نزيف الدم، فضلا عن أهمية أن يتحمل المجتمع الدولي مسئولياته تجاه تداعيات استمرار هذه الأزمة على دول المنطقة وتحديدا الأردن.
وأكد جودة موقف الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني بأن القضية الفلسطينية تبقى هي القضية المركزية وجوهر الصراع في المنطقة، مشيرا إلى أنه وضع نظيره البلجيكي في صورة اتصالات العاهل الأردني بهذا الخصوص.
كما أكد على خصوصية العلاقات الأردنية - البلجيكية على مستوى القيادتين وعلى كافة المستويات الأخرى، مشيرا إلى زيارة العاهل الأردني المهمة والمثمرة إلى بلجيكا العام الماضي.
وبدوره، أعرب ريندرز عن قلقه من الوضع المأساوي في سوريا، داعيا إلى أهمية إيصال المساعدات وتمكين المواطنين في سوريا، وكذلك أهمية احترام القانون الإنساني من قبل كافة الأطراف.
وأشاد بالدور الإنساني الأردني المتمثل باستقبال مئات الآلاف من اللاجئين على أراضيه وتقديم الخدمات لهم، على الرغم من الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها، لافتا إلى أن بلاده تدعم الأردن ومنظمات الأممالمتحدة العاملة على أراضيه لهذه الغاية.
وأشار وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز إلى أن بلجيكيا كانت قد قررت مساعدات للأردن بخمسة ملايين يورو، ولكنها قررت رفعها إلى 9 ملايين يورو، على أن يكون مليون يورو منها لمساعدة اللاجئين السوريين.
وكان وزير الخارجية الأردني ناصر جودة قد بحث خلال لقائه مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز، الذي يزور المملكة حاليا، العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الأوضاع في المنطقة خاصة في سوريا وعملية السلام.
وأكد الجانبان خلال اللقاء عمق العلاقات التي تربط البلدين وتميزها والحرص المشترك للحفاظ عليها والبناء على ما تم إنجازه، مشددين على أهمية تنمية التعاون الاقتصادي وزيادة الاستثمارات البلجيكية في عمان.
واستعرض جودة مسيرة الاصلاح السياسي والاقتصادي الشاملة التي يقودها العاهل الأردني في مختلف الميادين بدءا من المراجعة الشاملة للدستور وصولا إلى الانتخابات النيابية التي جرت مؤخرا والمشاورات التي يجريها الملك من خلال رئيس الديوان الملكي الهاشمي مع النواب لتشكيل الحكومة البرلمانية.
وعرض جودة للجهود الأردنية لدفع عملية السلام، مؤكدا أهمية استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وصولا إلى الهدف المنشود المتمثل بتجسيد حل الدولتين من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة .
ومن جانبه، أكد ريندرز أهمية الدور المحوري الأردني في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، معربا عن دعم بلاده لهذه الجهود المهمة والهادفة.
وكان الجانبان قد وقعا على هامش اللقاء مذكرة تفاهم تتعلق بالتشاور السياسي بين وزارتي الخارجية في كلا البلدين، وهي تشكل خطوة مهمة على مسار التعاون السياسي القائم بين الطرفين.