أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن ثلاثين شخصا، نصفهم من الأطفال، ُقتلوا جراء قصف صاروخي على تخوم مدينة حلب بشمالي البلاد أمس الأول الاثنين. وأضاف المرصد أن هناك مخاوف من وجود المزيد من القتلى مدفونين تحت أنقاض المباني التي ُدمرت في الهجوم ، نقلا عن هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن قذيفتي هاون سقطتا قرب قصر تشرين الرئاسي بالعاصمة دمشق، دون أن يسفر ذلك عن وقوع ضحايا.
واوضح ناشطون لوكالة فرانس برس عبر سكايب ان الحي الذي سقط فيه الصاروخ هو حي عشوائي مزدحم بالمساكن الشعبية.
وقال ابو هشام من حلب "ان المنازل مبنية بشكل بدائي وصاروخ واحد دمر حيا بكامله".
واظهرت اشرطة فيديو نشرها الناشطون على موقع "يوتيوب" على الانترنت مساكن مهدمة كليا وانقاضا متراكمة في مكان تجمع فيه عشرات الاشخاص هذا الصباح في محاولة لرفع الانقاض والبحث عن ناجين او جثث.
كما ظهرت جرافة تحاول ازالة تلال من الانقاض.
وذكر ناشطون معارضون مرارا خلال الفترة الماضية ان النظام استخدم صواريخ ارض ارض في قصف اهداف في شمال البلاد.
كما رصد حلف شمال الاطلسي الناتو اكثر من مرة "اطلاق صواريخ من نوع سكود" داخل سوريا.
في هذه الأثناء أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف ان عدد السوريين الذين غادروا بلادهم هربا من الحرب الاهلية تجاوز عتبة ال 850 الفا.
وقال متحدث باسم الوكالة التابعة للامم المتحدة "في تاريخ 17 فبراير/شباط احصينا نحو 850 الف سوري مسجلين كلاجئين او في انتظار التسجيل".
وقبل سنة احصت الاممالمتحدة 33 الف لاجىء سوري غادروا بلادهم هربا من النزاع الذي اندلع في مارس/اذار 2011 اثر حركة احتجاجية ضد نظام بشار الاسد.
وقالت الاممالمتحدة ان عدد اللاجئين قد يتعدى مليون لاجىء في غضون بضعة اشهر.
وكان تعداد السكان في سوريا قد تعدى 21 مليون نسمة في بداية النزاع.
ومعظم اللاجئين هربوا الى البلدان المجاورة مثل لبنان والاردن وتركيا والعراق.
وبحسب تقديرات الاممالمتحدة فقد سقط نحو 70 الف قتيل منذ بدء اعمال العنف في سوريا.
كما افادت ارقام نشرها مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الاممالمتحدة ان اكثر من اربعة ملايين شخص بحاجة للمساعدة في سوريا.
وهذا الرقم يفوق باربعة اضعاف ما كان عليه قبل عام في حيث قدر المكتب آنذاك عدد المحتاجين الى مساعدة بمليون شخص.
واوضحت الوكالة الاممية التي تعنى بتنسيق المساعدات الانسانية في سوريا ان الاربعة ملايين شخص يمثلون ما معدله سوري واحد من اصل خمسة.
وقالت فاليري اموس المديرة العامة لمكتب تنسيق الشؤون الانسانية ان 250 الف سوري غادروا بلادهم في الشهرين الاخيرين.
والاشخاص الذين يحتاجون للمساعدة يتركزون عموما في ثلاث مناطق وهي حلب في الشمال وحمص في الوسط ودمشقجنوب البلاد.
واطلق المكتب نداء لجمع اموال بقيمة 519 مليون دولار لمساعدة هؤلاء المحتاجين ولا تملك الوكالة منها الا نحو 20% فقط.
في الوقت نفسه حذرت الاممالمتحدة من انتشار التيفوئيد في مناطق يسيطر عليها المسلحون السوريون بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء عن محطات تكرير المياه.
وقالت المنظمة ان هذا الوضع دفع السكان الى الفرار الى المناطق القريبة من نهر الفرات.
وقال طارق جسارفيتش المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية ان ما يقرب من 2500 حالى اصابة بالمرض قد تم احصاؤها شمال شرق سوريا.
واضاف جسارفيتش قائلا "ليس لديهم اي مصدر لمياه الشرب النظيفة او الكهرباء حتى يتمكنوا من تشغيل محطات معالجة المياه لذلك يقومون بالحصول على احتياجاتهم من نهر الفرات راسا".