أبرز نائب رئيس حزب الحرية و العدالة الدكتور عصام العريان في تصريح له الذكري ال 64 لاستشهاد مؤسس جماعة الأخوان المسلمين الأمام حسن البنا، و الذي اغتيل في 12 فبراير 1949 عن عمر يناهز 44 عام. ونشر القيادي الأخواني خطاب للأمام المؤسس بحسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بووك»، و يعود الخطاب لتاريخ 2 فبراير 1939 بمناسبة مرور عشرة أعوام على تأسيس جماعة الأخوان المسلمين، و الذي قال فيه: "أيها الإخوان المسلمون، وبخاصة المتحمسون المتعجلون منكم، اسمعوها منى كلمة عالية داوية من فوق هذا المنبر في مؤتمركم هذا الجامع، إن طريقكم هذا مرسومة خطواته، موضوعة حدوده ،ولست مخالفا هذه الحدود التى اقتنعت كل الاقتناع بأنها أسلم طريق للوصول".
و تابع الخطاب: "أجل قد تكون طريقا طويلة، ولكن ليس هناك غيرها، وإنما تظهر الرجولة بالصبر والمثابرة والجد والعمل الدائب، فمن أراد منكم أن يستعجل ثمرة قبل نضجها، أو يقتطف ثمرة قبل أوانها فلست معه في ذلك بحال، وخير له أن ينصرف عن هذه الدعوة إلى غيرها من الدعوات، ومن صبر معي حتى تنمو البذرة وتثبت الشجرة وتصلح الثمرة ويحين القطاف فأجره في ذلك على الله، ولن يفوتنا وإياه أجر المحسنين؛ إما النصر والسيادة، وإما الشهادة والسعادة".
و قال الخطاب أيضا: "أيها الإخوان المسلمون، ألجموا نزوات العواطف بنظرات العقول، وأنيروا أشعة العقول بلهب العواطف، وألزموا الخيال صدق الحقيقة والواقع، واكتشفوا الحقائق في أضواء الخيال الزاهية البراقة، و [ لا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة ]، ولا تصادموا نواميس الكون فإنها غلابة، ولكن غالبوها واستخدموها، وحولوا تيارها، واستعينوا ببعضها على بعض، وترقبوا ساعة النصر، وما هي منكم ببعيد".
و أكمل"العريان" توضيح خطاب الأمام البنا :"أيها الإخوان المسلمون، لقد قام هذا الدين بجهاد أسلافكم على دعائم قوية من الإيمان بالله،و الزاهدة في متعة الحياة الفانية، وإيثار دار الخلود، و التضحية بالدم والروح والمال في سبيل مناصرة الحق، وحب الموت في سبيل الله، والسير في ذلك كله على هدى القرآن الكريم، فعلى هذه الدعائم القوية أسسوا نهضتكم، وأصلحوا نفوسكم، وركزوا دعوتكم، وقودوا الأمة إلى الخير، { والله معكم ولن يتركم أعمالكم}".
و قال أيضا: "لا تيأسوا فليس اليأس من أخلاق المسلمين، وحقائق اليوم أحلام الأمس، أحلام اليوم حقائق الغد، ولا زال في الوقت متسع، ولا زالت عناصر السلامة قوية عظيمة في نفوس شعوبكم المؤمنة رغم طغيان مظاهر الفساد، والضعيف لا يظل ضعيفا طول حياته، والقوى لا تدوم له قوته أبد الآبدين،[و نريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونمكن لهم في الأرض ] سورة القصص". و تابع الخطاب: "إن الزمان سيتمخض عن كثير من الحوادث الجسام، وإن الفرص ستسنح للأعمال العظيمة، وإن العالم ينظر دعوتكم دعوة الهداية والفوز والسلام لتخلصه مما هو فيه من آلام، وإن الدور عليكم في قيادة الأمم وسيادة الشعوب، وتلك الأيام نداولها بين الناس، وترجون من الله ما لا يرجون، فاستعدوا واعملوا اليوم، فقد تعجزون عن العمل غدا".
و قال : "لقد طلبت المتحمسين منكم أن يتريثوا وينتظروا دورة الزمان، وإني لأخاطب المتقاعدين أن ينهضوا ويعملوا فليس مع الجهاد راحة :{ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلهم وإن الله لمع المحسنين } العنكبوت....وإلى الأمام دائما.. والله أكبر ولله الحمد".