طرابلس : قال عبدالحكيم بلحاج القائد العسكري لمدينة طرابلس الليبية انه يرغب في بناء "دولة مدنية" ديمقراطية في ليبيا ، فيما تفيد الانباء باحتدام القتال بين القوات التابعة للمجلس الوطني الانتقالي وأنصار العقيد معمر القذافي حول مدينة سرت وبلدة بني وليد. وفي مقابلة مع وكالة " رويترز" للانباء، قال بلحاج انه يتوقع هزيمة القذافي الكاملة قريبا جدا وان الاستقرار يستتب في طرابلس بالتدريج في إطار عملية ستؤدي في النهاية إلى عودة الشرطة للشوارع وأوضح انه سيسمح لمقاتلي المعارضة بالانضمام إليها اذا رغبوا في ذلك. وجدد بلحاج الذي كان يرتدي زيا عسكريا ويجلس على أريكة في بهو فندق فخم بطرابلس مطالبته بريطانيا بالاعتذار عما وصفه بدورها في نقله الى ليبيا إبان حكم القذافي. وعند سؤاله هل سيترك الحكام الجدد المجال أمام كل الاطياف السياسية في المستقبل قال بلحاج إن كل الليبيين سيشاركون في بناء ليبيا. وقال بلحاج وهو في العقد الخامس من عمره إن أمام الليبيين تحديا كبيرا وهو بناء دولة مدنية حديثة وديمقراطية لها قواعد ويحكمها القضاء والمساواة. واضاف إن مسألة تشكيل الحكومة تعتمد على خيار الليبيين وان للديمقراطية اكثر من شكل منوها أن اهم ما في الامر أن على الحاكم ايا كان الالتزام بالعدل ومنح الفرصة للشعب دون دكتاتورية. وقال القائد العسكري لطرابلس ان الليبيين كانوا محرومين من حق التعبير عن مشاعرهم وان جدارا كان منصوبا امامهم وانه بعد ازاحته شرعوا للتو في التعبير عن انفسهم. وعند سؤاله ان يصف خلفيته قال انه ببساطة كان رجلا يسعى لإنهاء حكم القذافي. وقال بلحاج إن الليبيين أرادوا التخلص من القذافي الذي وصفه بالمجرم وانهم وقفوا بجانب اي شخص يعارضه موضحا انه ليس رجلا عسكريا رغم قيامه ببعض الواجبات العسكرية. وقال بلحاج إن القذافي اضطرهم لمقاومته وحمل السلاح ضده. وأوضح عبد الحكيم بلحاج انه يقدر التعددية وقال إن الخلاف ممكن وقائم موضحا أن الرسول محمد عاش مع مسيحيين ويهود وكانت له معاملات معهم. ولكنه أكد رغبته في الحصول على اعتذار من مسؤولين بريطانيين قال انهم يتحملون مسؤولية المساهمة في نقله إلى ليبيا عام 2004. وقال بلحاج في هذا الشأن انه طالب المسؤولين بالاعتذار لتورطهم في تسليمه مع تعارض ذلك مع حقوق الانسان. وفيما يتعلق بالامن في العاصمة الليبية قال بلحاج انه يقوم حاليا بتأمين طرابلس. وقال انه بعد قيام مؤسسات في ليبيا خاصة الامنية منها ووزارة الداخلية فعندئذ سيتم تشكيل هيكل الشرطة موضحا انه سيتم في ذلك الوقت دعوة الثوار الراغبين في الانضمام إليها. وفر بلحاج الذي قضى بعض الوقت مع طالبان في افغانستان إلى ايران بعد الغزو الامريكي عام 2001. وتوجه بعد ذلك الى جنوب شرق آسيا حيث يعتقد انه جرى اعتقاله هناك. وسلم بلحاج الى ليبيا في عام 2004 في ظروف لا تزال غامضة. وميدانيا ، أفادت الأنباء الواردة من ليبيا باحتدام القتال بين القوات التابعة للمجلس الوطني الانتقالي وأنصار العقيد معمَّر القذافي حول مدينة سرت وبلدة بني وليد، وبأسر عناصر من القوات الخاصة التابعة للناتو. فقد ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن الثوار الليبيين يواجهون مقاومة شرسة من قبل القوات الموالية للقذافي في كل من سرت وبني وليد. وفي مكالمة هاتفية مع تلفزيون "الرأي"، الذي يبث من العاصمة السورية دمشق، قال موسى ابراهيم المتحدث باسم القذافي، الأحد: "لقد حققنا خلال الأيام الماضية انتصارات ضد ثوار الناتو، ونجحنا بطردهم من بني وليد وسرت". وأضاف: "على الرغم من الضربات الجوية التي ينفذها حلف الأطلسي، فنحن في ليبيا مستمرون في القتال والجهاد والمقاومة والتصدي لهذه الحرب الشرسة والقذرة ضد شعبنا". وأردف بقوله: "نحن واثقون من النصر ونعلن للعالم أجمع بأن شعبنا المجاهد لا يستسلم للعصابات ولا يعطيهم أي شرعية". وكشف ابراهيم أن أنصار القذافي تمكنوا من أسر وحدة مكوَّنة من 17 عنصرا من القوات الخاصة التابعة للناتو، قائلا: "هم(الأسرى) بمعظمهم فرنسيون، لكن يوجد بينهم بريطانيان وضابط قطري". وقال ابراهيم: "نحن هنا، في أرض الجهاد الليبية، معزولون لا سبيل لنا للتواصل مع العالم الخارجي، وذلك بأمر من الناتو" وأضاف: "لكن، وفي أول فرصة تُتاح لي لأزور جبهة القتال في بني وليد في غضون الأيام القليلة المقبلة، سوف أتواصل مع أخواني هناك، وسوف أحاول أن أرسل لكم الصور إن ثبت أن ذلك في صالح الحركة الجهادية". بدوره، قال وليد الفيتوري، قائد الثوار في جبهة سرت: "المشكلة الكبرى هي أن هنالك أطفالا ومدنيين في الداخل، ونحن لا نريد استخدام صواريخ غراد أو مدفعية ثقيلة". وقد أفاد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية في سرت بأنه سمع دويَّ الانفجارات والقصف المدفعي على طول ساحل المدينة يوم الأحد، "لكن الهدوء ساد الطريق الجنوبية بعدما شهدت مواجهات السبت". ونقل المراسل عن مصادر الثوار قولهم إنهم متأكدون من أن المعتصم، نجل القذافي، موجود في الضواحي الجنوبية لسرت. وقال المراسل إن الثوار اعترضوا مكالمة لأحد قادة قوات القذافي يقول فيها: "سيدي، سيدي، سنقوم بحمايتكم كما أمرنا والدكم". ويسيطر الموالون للقذافي على مواقع استرايتجية عالية في بني وليد ويطلقون منها قذائف الهاون ويستخدمون القنَّاصة لاستهداف الثوار. سياسيا، أخفق المجلس الوطني الانتقالي في التوافق الأحد على تشكيل حكومة انتقالية جديدة في البلاد، وأعلنوا إرجاء الإعلان عنها إلى إشعار آخر. ففي مؤتمر صحفي مقتضب عقده في بنغازي الأحد، قال محمود جبريل، رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الليبي الانتقالي: "سوف يُعلن عن الحكومة الانتقالية في شكلها النهائي عندما تنتهي المشاورات بشأنها، وأرجو أن ينتهي ذلك قريبا".