حذر الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي معارضيه من أن حماية حلف شمال الأطلسي "الناتو" لن تدوم إلى الأبد. وقال القذافي في رسالة مسجلة بثتها قناة الرأي التي تبث من سوريا إن "نظام الحكم في ليبيا يعتمد على قوة الشعب، ولذا فإنه من المستحيل أن يسقط ذلك النظام". ولم تشر قناة الرأي إلى المكان الذي تم فيه تسجيل تلك الرسالة، وهي الثالثة من نوعها، أو المصدر الذي جاءت منه، كما لم يتسن تأكيد ما إن كانت الرسالة حديثة. وقالت القناة إنها كانت تعتزم بث شريط فيديو مصور للقذافي ولكن تعذر ذلك لأسباب فنية. والمعروف أن قناة الرأي التي يملكها رجل أعمال عراقي أصبحت هي المنفذ الإعلامي الوحيد للقذافي، وقد بثت عدة رسائل مسجلة له منذ أن إقتحمت قوات المجلس الإنتقالي معقله في طرابلس في أواخر أغسطس الماضي. وكان المتحدث الإعلامي بإسم القذافي أعلن أن العقيد المخلوع لا يزال داخل ليبيا "ويقود مقاتليه" على حد قوله. معارك ضارية وقد إستمات أنصار القذافي في الدفاع عن بضع مدن لا تزال خاضعة لهم في وجه هجمات متتالية من قوات المجلس الوطني الإنتقالي المدعومة بطائرات حلف الناتو ، وكان آخر تلك المدن بني وليد وسرت وسبها. ولكن المتحدث باسم قوات المجلس الإنتقالي أحمد الباني قال إن قوات المجلس سيطرت أيضا على مناطق محيطة بالمدينة بما فيها المطار وقلعة، وتوقع إستكمال سيطرة قوات المجلس على المدينة خلال يومين. يشار إلى أن سبها تعد أكبر مدينة في صحراء ليبيا، وتكفل السيطرة عليها للمجلس الإنتقالي التحكم في الطرق المؤدية إلى الحدود مع النيجر التي إستقبلت مؤخرا عددا من مسؤولي نظام القذافي. ونفى باني ما أعلنه المتحدث باسم القذافي عن إعتقال كتائب القذافي فرنسيين وبريطانيين في القتال الدائر حول بلدة بني وليد، وقال باني أنه لا وجود لمحتجزين بريطانيين وفرنسيين في المدينة. وتواجه قوات المجلس الإنتقالي الليبي مقاومة شديدة في مدينتي بني وليد وسرت أهم معاقل المؤيدين للعقيد القذافي.وإضطر المقاتلون إلى التقهقر في مدينة بني وليد بعد تعرضهم لنيران أسلحة ثقيلة من جانب أنصار القذافي. أما في مدينة سرت فتواجه قوات المجلس الإنتقالي مقاومة شرسة مما يجعل تقدمها بطيئا، وقد فرت مئات العائلات من المدينة الإثنين. وقال المدنيون الفارون إن المئات ما زالوا عالقين في المدينة، وإن الكهرباء مقطوعة عن المدينة وكذلك الإتصالات الهاتفية. ويقدر أحد شهود العيان عدد الذين غادروا المدينة بثلث عدد سكانها البالغ 70 ألفا. بدوره، قال وليد الفيتوري، قائد الثوار في جبهة سرت: "المشكلة الكبرى هي أن هنالك أطفالا ومدنيين في الداخل، ونحن لا نريد إستخدام صواريخ غراد أو مدفعية ثقيلة". وقد أفاد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية في سرت بأنه سمع دويَّ الإنفجارات والقصف المدفعي على طول ساحل المدينة يوم الأحد، "لكن الهدوء ساد الطريق الجنوبية بعدما شهدت مواجهات السبت". وفي الشمال ، إقتحم عدد كبير من مقاتلي المجلس الإنتقالي بلدة سلطانة بالرغم من القصف الصاروخي والمدفعي من جانب قوات القذافي ، وكان ذلك بمثابة نجاح جديد تتقدم به قوات المجلس نحو مدينة سرت. وبات الآن واضحا أن قوات المجلس الإنتقالي تتقدم نحو سرت من الغرب كي تتقابل مع حشود أخرى للمجلس تتمركز على بوابات المدينة منذ نهاية الإسبوع الماضي. وأكدت مصادر الثوار إنهم متأكدون من أن المعتصم، نجل القذافي، موجود في الضواحي الجنوبية لسرت. وقال محمد وأردوجو المتحدث باسم عملية "ألوية درع الصحراء" التي تنفذها قوات المجلس الإنتقالي ضد معاقل قوات القذافي قواته نجحت في أسر واحد من كبار قادة قوات القذافي وأرغمت 300 من المرتزقة الموالين له على الفرار. وقال وأردودجو إن "اللواء أبا القاسم الابعج قائد مخابرات القذافي في منطقة الكفرة قد أسر". تحاول قوات المجلس الإنتقالي الليبي التوغل في مدينة سرت
وأضاف أن هذا اللواء كان مطلوبا لقوات المجلس الإنتقالي للجرائم الكثيرة التي إرتكبها وأفراد أسرته في الكفرة. كما يدور قتال مرير بين قوات المجلس الإنتقالي والقوات الموالية للقذافي على أطراف مدينة بني وليد ، والتي من المعتقد أن سيف الإسلامي القذافي نجل القذافي متحصن فيها ومعه عبد الله السنوسي رئيس المخابرات الليبية السابق. وكانت القوات الموالية للقذافي قد شنَّت هجوما جديدا على قوات المجلس الإنتقالي في محيط بلدة بني وليد. مساعدات غذائية وعلى صعيد آخر أعلن برنامج الغذاء العالمي الثلاثاء أنه سلم مساعدات غذائية لآلاف الليبيين الذين فروا من ويلات الحرب في منطقة بني وليد التي تقول قوات المجلس الإنتقالي إن سيف الإسلام نجل القذافي يتحصن فيها. وقال البرنامج في بيان إن "قافلة من برنامج الغذاء العالمي سلمت 137 طنا من المواد الغذائية إلى منطقة الشمايخ التي فر إليها آلاف الأشخاص من بني وليد الواقعة على بعد 180 كيلومترا، وتألفت المساعدات من الأرز والسكر والمعجنات والخضر والزيت، وهي تكفي لإطعام 10 آلاف شخص". كما أعلن البرنامج أنه يعكف الآن على تجميع ثلاثة آلاف طن من المساعدات الغذائية في طرابلس وبني غازي "وهي تكفي لسد حاجة 200 ألف شخص من الطعام من المحاصرين في بني وليد وسرت وسبها".