نشرت جريدة الجارديان البريطانية تقريرا عن اعتذار عملاق الإعلام اليهودي روبرت مردوخ عن ما بدر من صحيفته صنداي تايمز من صور كارتونية تعتبر معاداة للسامية . فقد قدم مردوخ اعتذاره لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتينياهو لتصويره في كاركاتير كارتوني يقوم ببناء جدار باستخدام الدم ، وهو تصوير من شأنه إظهار المعاداة للسامية . وجاءت الرسوم المعادية في ذكرى المحرقة وبعد فوز حزب نتينياهو بفارق ضئيل في الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية ، وتصوره يمسك بمجرفة يعذب الفلسطينيين لبناء الجدار . ويقول التعليق على الرسوم التباين بين أفكار كل من المعسكريين الفلسطينيني الذي يرى في إسرائيل اعتداء ومصادرة لأراضيهم ، وإسرائيل التي ترى جدار الفصل هو محاولة لدفاعها عن نفسها ضد المفجرين والمنتحرين الفلسطينين . وكتب مردوخ في صفحته على موقع تويتر " الرسام الكاريكاتيري جيرالد سكارفي من قدامي المحاربين الذين كثيرا ما يصورون الدم في أعمالهم وهي لا تعبر عن السياسة التحريرية للصحيفة ، وما ذلك فإننا مدينونو بالإعتذار بسبب الهجوم البشع للسامية الذي قامت به الرسوم " . وقد انزعج من هذه الرسوم قادة الطائفة اليهودية الذين وجدوا تصوير العمل بأنه معاداة تاريخية للسامية واستمداد من أسطورة لديهم في طقوسهم الدينية " فرية الدم " حيث يتم استخدام الدم في طقوسهم الدينية . وزاد من غضبهم توقيت نشرها في ذكرى ما تعرضوا له من محارق وإبادة على يد النازيين في منتصف القرن العشرين . وهو ما جعل مجلس نواب اليهود البريطانيين الذي يمثل المجتمع اليهودي بتقديم شكوى إلى لجنة شكاوي الصحافة . وكان سكارفي الذي قام برسم هذه الرسومات قد بدا حياته المهنية مع صحيفة صنداي تايمز منذ عام 1960 ، فكثيرا ما استخدم الدم في رسوماته ورش السائل الاحمر عبر موقعه الإلكتروني ، ومن هذه الاعمال تصويره الأخير للرئيس السوري بشار الأسد في شكل شبح اخضر يشرب من كأس دم سماه دم الأطفال ، وبالتالي فلم يكن مقصود التوغل في عقيدة اليهود عندما استخدم لون الدم في كاريكاتيره الاخير عنهم .