قال وزير الأوقاف والشئون الدينية الفلسطيني الدكتور محمود الهباش "إننا ننتظر تنفيذا حقيقيا للقرارات الصادرة عن الدورة الثانية عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي برئاسة مصر ، خاصة المتعلقة منها بفلسطينوالقدس التي أنشئت من أجلها منظمة التعاون عقب حريق الأقصى في أغسطس 1969". وأضاف الهباش - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش القمة الإسلامية الثانية عشرة التي عقدت في مصر يومي الأربعاء والخميس الماضيين - إن هذه القمة جاءت في ظروف متشابكة تمر بها الأمة الإسلامية ، وهو ما يلقى أعباء إضافية على مصر بصفتها رئيسة القمة وعلى الأمة الإسلامية بشكل عام.
وتابع "نحن نريد تنفيذا حقيقيا لقرارات القمة وإعلاناتها ..ونتمنى أن يكون هناك تنفيذ أمين ودقيق وفعال لما تم إقراره في قمة القاهرة من قبل قادة التعاون الإسلامي فيما يتعلق بفلسطين".
وأكد أن مصر تدعم القضية الفلسطينية سياسيا وإنسانيا وعلى كافة الأصعدة..قائلا "إننا نريد ألا يتراجع هذا الدور المصري في دعم قضيتنا بل نريده أن يتقدم إلى الأمام ، نريد ونتمنى من رئاسة القمة أن تحظى فلسطين بالمكان المطلوبة".
وشدد على أن القضية الفلسطينية مازالت ولا تزال بحاجة إلى دعم على المستويين الاقتصادي والسياسي لأنهما الأساس في تعزيز صمود الفلسطينيين وتقوية قدرة الشعب على مواجهة تحديات الاحتلال الإسرائيلي ،معتبرا أن قرارات القمة بدون هذين الدعمين فإنها ستصبح حبرا على ورق.
وقال الهباش إن الدعم العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية موجود ولكن يحتاج إلى تثبيت لأن صمود الفلسطينيين في مواجهة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحاجة إلى قرارات قوية.
ونوه بقراري القمة الإسلامية الخاصين بتشكيل شبكة أمان مالية إسلامية لمساعدة فلسطين وعقد مؤتمر للمانحين لتمويل الخطة الإستراتيجية القطاعية لتنمية القدس.. قائلا "إن القرار الأول بحاجة إلى متابعة من قبل مصر رئيسة القمة الثانية عشرة للتعاون الإسلامي والأمانة العامة للمنظمة".
وأضاف وزير الأوقاف والشئون الدينية الفلسطيني "إننا بحاجة إلى آلية لدعم صمود مدينة القدس والمقدسيين وإلا ستصبح هذه القمة كسابقاتها ، مجرد إعلانات لا تسمن ولا تغنى من جوع ، أو حبرا على ورق".
وفيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية أجاب الهباش إن إجراء عملية الانتخابات تعتبر الأساس لإنهاء حالة الانقسام وأنها سوف تقود إلى المصالحة ، منوها بأن لجنة عمل الانتخابات بدأت عملها بغزة بعد فترة غياب طويلة.
وقال "إن الشعب الفلسطيني هو الذي سيحسم النتيجة وسيقرر من يعطى السلطة ، لذلك فإنه لا يجوز أن تكون هناك مصادرة لإرادته"..مضيفا "إن صناديق الاقتراع وليس صناديق الرصاص أو القنابل هي التي ستعطى لكل قوة حجمها الحقيقي والشعب الفلسطيني هو الذي سيحسم النتيجة"مشيرا إلى أن الحكام والدول والرؤساء يعملون لخدمة الشعوب وأيضا بإرادات هذه الشعوب.
وحول تمسك دولة إسرائيل بالقدس عاصمة لها فيما يتحدث الجميع عن القدسالشرقية عاصمة لدولة فلسطين ..أجاب وزير الأوقاف والشئون الدينية الفلسطيني الدكتور محمود الهباش "إن إسرائيل تعمل على تسويق الوهم وبيعه للعرب والمسلمين وللعالم ، بأنها لا يمكن أن تتنازل عن القدس ، وكل هذا نوع من الحرب المعنوية والنفسية التي تمارسها لترسيخ فكرتها".
وقال إن "إسرائيل تمارس على الأرض ما يعزز هذا الوهم - الذي تروج له – في أذهان العرب والمسلمين"..متسائلا ماذا سنفعل من أجل حماية القدس الشريف؟ ماذا سنفعل لجعل هذا الوهم الإسرائيلي مجرد وهم لا قيمة له على أرض الواقع؟.
واختتم الهباش تصريحاته قائلا "إن الوهم الذي تحاول إسرائيل تسويقه لن يكسر إرادتنا ، ولن يغير من واقع الأمر شيئا ، ولن يغير من القانون الدولي شيئا مادام هناك وعى عربي كما أنه لا يضيع حق وراءه مطالب".
يذكر أن وزير الأوقاف الفلسطيني يزور القاهرة حاليا ضمن الوفد المرافق للرئيس محمود عباس إلى مؤتمر القمة الإسلامية الذي استضافته القاهرة يومي الأربعاء والخميس الماضيين