أعلن السفير كريستيان بيرجر مدير شئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالاتحاد الأوروبي أن الاتحاد يرى أن هناك حاجة ماسة الآن للسير قدما لإعادة إطلاق مفاوضات السلام والتنسيق مع الولاياتالمتحدة إزاء ذلك بحيث تكون مرجعية هذه المفاوضات هي الأفكار أو العناصر التي تحدد موقف الاتحاد الأوروبي في هذا الشأن والتي تتمحور في أن حل الدولتين هو الأساس للتوصل لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي. وكشف بيرجر النقاب - خلال لقاء مع الوفد الصحفي العربي الذي يزور بروكسل حاليا لمناقشة تطورات الربيع العربي - عن أنه سيتم عقد اجتماع وزاري يوم 18 فبراير الجاري لاستمرار مناقشة الموضوع ، مشيرا إلى أنه من الواضح أن هناك نوايا لدفع عملية السلام في المنطقة.
جاء ذلك ردا على سؤال لوكالة أنباء الشرق الأوسط حول ما كشفته مصادر أوروبية بشأن التفكير فى طرح مبادرة جديدة للسلام بالشرق الأوسط قريبا.
وأضاف أنه من المهم الأن أن تبدأ جهود محاولة إعادة إطلاق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بحيث تكون مفاوضات لها نهاية زمنية للتوصل إلى إقامة الدولة الفلسطينية للوصول لاستقرار بالمنطقة وهو أمر مهم للاتحاد الأوروبي.
وأشار السفير كريستيان بيرجر مدير شئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالاتحاد الأوروبي إلى أن المستوطنات الإسرائيلية غير شرعية وتمثل انتهاكا للقانون الدولي والأوروبي وعقبة أمام عملية السلام .. ولكن لابد من أن يجلس الطرفان على المائدة وبحث موضوع الحدود أولا وهو ما من شأنه المساهمة في إيجاد حل لمشكلة المستوطنات.
وشدد على أن الاتحاد الأوروبي لا يعترف بحقوق إسرائيل في المستوطنات غير الشرعية .. وقد طالب بتطبيق القرارات الدولية.
وأوضح أن الاتحاد الأوروبي يريد العمل مع الولاياتالمتحدة والجامعة العربية هذا العام لإعادة إطلاق مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية.
مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي يرحب بالزيارة القادمة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيرى للمنطقة ،قائلا إننا نعلم أن لدى كيرى اهتماما بالشرق الأوسط ويمكن أن نطور معه أفكارا جديدة .
وأضاف أن كاترين آشتون الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي ستلتقى جون كيرى قريبا ، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي يريد العمل مع كيرى عن كثب للتنسيق حول خطط دفع مفاوضات السلام.
ونوه بيرجر بالأفكار والعناصر الثلاث المحددة للموقف الأوروبي في هذا الشأن قائلا أن الاتحاد الأوروبي توصل منذ عام 1980 إلى أن حل الدولتين هو الأساس للتوصل لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط ، ورأينا أن لكل طرف الحق في تقرير المصير.
وفى 1999 قلنا أنه لابد من وجود دولتين فلسطينية وإسرائيلية تعيشان جنبا إلى جنب، وبعد ذلك بأربع سنوات قلنا أن بناء دولة فلسطين لابد أن يكون على الأراضى التى تم احتلالها عام 1967 وأن تكون القدس عاصمة مشتركة للدولتين.. وأن يتم التوصل لحل بالنسبة لمشكلة اللاجئين .. وفى عام 2011 توصل الاتحاد الأوروبي لقناعة مفادها أن حل الدولتين أصبح في خطر كبير وربما لا يتم التوصل إليه.
وأضاف مدير شئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالاتحاد الأوروبي السفير كريستيان بيرجر أن الموقف الأوروبي لم يتغير بالنسبة لأهمية حل الدولتين ويأمل أن تتخذ الأطراف الأفكار الأوروبية كمرجع في أي مفاوضات ، مضيفا أن الاتحاد الأوروبي خصص أموالا للمساعدة في إيجاد دولة فلسطينية من خلال بناء البنية التحتية والمؤسسات الفلسطينية ووضع الأطر القانونية لعملها.
وقال بيرجر إن معظم أعضاء الاتحاد الأوروبي صوتوا بالموافقة على أن تحظى فلسطين بصفة الدولة غير العضو في الأممالمتحدة.
وحول جدوى استئناف أي مفاوضات في ظل استمرار الاستيطان الإسرائيلي أشار بيرجر إلى أن الاستيطان يمثل عقبة كبيرة خاصة بعد أن استولت إسرائيل على ستين في المائة من الأراضي الفلسطينيةوالقدس .. مما يؤدى بنا لنتيجة أننا في النزع الأخير لحل الدولتين.
وحول إمكانية فرض عقوبات أوروبية على إسرائيل في حال عدم وقفها للاستيطان ، أوضح كريتسيان بيرجر أن الاتحاد لا يعتقد أن هذا هو الطريق الصحيح فالمهم هو وجود حوار سياسي وبدء المفاوضات بحيث يتم طرح مسألة الحدود لكلا الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية في المفاوضات والقضايا الأخرى المطروحة.
وأشار إلى أن العقوبات لن تكون فعالة وستقلل من احتمال استئناف المفاوضات كما أن هذا القرار سيحتاج موافقة الدول السبعة والعشرين أعضاء الاتحاد الأوروبي وهو أمر صعب.
وأكد أن الاتحاد الأوروبي سبق أن أعلن أنه لا يمكن أن يستمر في تطوير علاقاته مع إسرائيل إذا لم يكن هناك تقدم فى عملية السلام واستمرار المشاكل القائمة.