عرضت جريدة الجارديان عرضا صحفيا لرواية حديقة الرجل الأعمى للكاتب نديم أسلم ، وهي الرواية التي جاءت بعد نجاح الرواية التي كان قد بدأ في كتابتها منذ سنوات بالتحديد منذ وقوع الهجوم على برجي التجارة بالولايات المتحدة في سبتمبر 2011 . وعلق نديم أنه رغم أنه كان يرى أن كتابة الكتب في هذه الفترة ليس عملا ذا جدوة فما من قاريء سيفهم ما يقوله ، إلا أنه كتبه كنوع فيما أسماه " أنه نوع من الخرائط المقدمة للعشاق الضائعين في هذه الفترة " . ففي روايته السابقة " خرائط للعشاق الضائعين " كان يحاول ارساء العلاقة بين ما حدث من هجوم البرجين وربط الاحداث باختفاء بن لادن وسرية مخبأه من وجهة نظر باكستاني هاجر واستقر في شمال إنجلترا منذ أن كان في الرابعة عشر من عمره . فقد أبرز فيها ما ناله الإسلام من علامة تجارية مرتبطة بالعنف استغرقت أكثر من عقد حتى ينظر إلى المسلمين بقليل من الرحمة ، وما تعرضت له المرأة المسلمة من مستوى متدني من المعاملة في كل يوم بعد حادث 11 سبتمبر . ولذا فاز هذا العمل الأدبي الذي استغرق 11 عاما في الكتابة وتم نشره في عام 2004 على جوائز انكور أند كيرياما ، كما كان على قائمة الأعمال المرشحة للفوز بكل من جائزة إيمباك دوبلن وجائزة مان بوكر . فنديم – كما تصفه الجارديان – هو كاتب روائي ساحر متأثر في كتاباته بالشعر ، كما أنه متأثر بعدد من الكتاب في مقدمتهم سلمان رشدي . وفي رواية "حديقة الرجل الأعمى " نجده ينظر للوراء عندما قصفت القوات الغربية تورا بورا بأفغانستان عام 2001 ، ويتتبع عقود من التاريخ الأفغاني من خلال وقعوها تحت تدخل القوات الروسية والأمريكية والبريطانية . وهو العمل الذي وصفه الروائي محمد حنيف بأنها " التأمل الشعري على الدمار الذي حدث هناك " ، حيث ربط بين ما يراه أسلم في كتاباته من ضرورة الربط بين كل من الجمال والوحشية معلقا على ذلك " الجمال هو وسيلة لدفن الموتى " . فحديقة الرجل الأعمى هي الرواية الرابعة لأسلم –الباكستاني الأصل الذي سيتحفل بعيد ميلاده السابع والأربعين في فبراير القادم ويعمل مهندس تصميم في لندن – والتي تبين ان باكستان دفعت ثمنا باهظا للحرب بسبب أفغانستان . وتعتبر هذه الرواية الأقوى التي أنشأها من خلال دفاتره الخاصة بملاحظاته والتي تعدت مئة دفتر ، وتعرض شخصيات متنوعة مثل الجندي الأمريكي الذي رسم على ذراعه وشما يقرأ بالعربية " كافر " مما صدم المجتمع الإسلامي الذي تواجد فيه . فأسلم من مواليد باكستان في عام 1966 ببلدة جوجرانوالا وهي بلددة شمالي البنجالبية لاهور ، لوالد شيوعي يعمل بمجال الشعر ووالدة متدينة جدا تعلم منهما احترام الرأي الأخر " فقد كانا يحبان بعضهما البعض على الرغم من خلافاتهم الشخصية " . هرب مع عائلته إلى المنفى عام 1980 ، درس الكيمياء الحيوية في جامعة مانشستر ، غير أنه ترك الدراسة في السنة الثالثة عندما أدرك أن اللغة الإنجليزية عنده أصبحت جيدة بما يكفي للقيام بما يريد . وعندما كان في الثالثة والعشرين شهد حرق كتاب آيات شيطانية لسلمان رشدي في برافورد ، فهم من خلال هذا العمل ضد آيات شيطانية بداية توجه كل من باكستانوأفغانستان لتأكيد ذاتهما كمجتمعان مستقلان بذاتهما .